كتَّاب إيلاف

غزة لن تعود وإيران لا ترد ولن تحارب!؟

آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع شرق لبنان
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اختلال العقل السياسي دفع حماس إلى أن تأتي بآخر النكبات الكبرى لشعب فلسطين. الحرب ضد غزة وتدمير القطاع بالكامل لن تتوقف؛ فهذه فرصة مثالية لآلة الحرب الإسرائيلية وأفكار الحريديم الانتقامية التي توجه مواقف وسلوكيات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما جعله يتمادى دون رادع، خصوصًا بعد تراجع قوة التصدي لحماس والجهاد، وحجم الخسائر الهائلة التي أصابت الفلسطينيين.

إيران لن ترد على اغتيال إسماعيل هنية لأنها تخشى الانجرار إلى حرب قد تدمر بلادها. لا يمكن لعاقل أن يتقبل فكرة تدمير دولة بحجم إيران من أجل مدينة صغيرة مثل غزة، لا تشكل أي أهمية استراتيجية لإيران. بل حتى لو دُمر لبنان وحزب الله، فلن تدخل إيران الحرب. في السياسة ومع مصالح الأوطان، لا توجد مبادئ ثابتة، بل هناك موازنات القوة والمصالح. وقد فهم الإيرانيون الدرس بعد حرب الثماني سنوات مع العراق. من هنا، ينبغي مراجعة الأدوار بحسابات صحيحة للدول التي تذعن لإيران من جهة، وتمارس ازدواجية الموقف مع أميركا من جهة أخرى، وعدم الانسياق خلف الشعارات. إيران لديها استراتيجيات تهدف إلى توسيع الهيمنة والنفوذ في الشرق الأوسط، وهي مستمرة في تنمية محطات وقواعد وجود بديلة وغير مكشوفة حاليًا. والأقرب من الشرق الأوسط بالأهمية الجيوسياسية دول أفريقيا على البحر الأحمر وكذلك في العمق الإسلامي الأفريقي، حيث منصات "عقائدية وميليشياوية" قد تحل بديلة عن الحوثيين، لأنَّ إيران تدرك أن عمر الحوثي العسكري قصير جدًا، رغم الزخم الإعلامي الذي يوليه الغرب للظاهرة الحوثية وقوتها في تعطيل الملاحة التجارية في إحدى أهم الممرات المائية في الشرق.

الهدية العظمى التي نالتها إيران تتمثل في العراق، الحاجز العقائدي والمورد الأعظم بشريًا وماليًا، وكذلك نمط التبعية اليسير جدًا، بعد الخلل البنيوي الذي حدث في العراق بعد 2003، وانتقال الهوامش والأتباع إلى مركز القرار بدعم وتأييد إيراني، دون وجود معارضة فاعلة تهددها، كما حدث في سوريا ولبنان، البلدان اللذان أصبحا ثقبين أسودين يبتلعان الجنرالات الإيرانية من قادة وخبراء فيلق القدس جراء القنص الإسرائيلي - الأميركي.

إقرأ أيضاً: الخنادق البديلة

إيران تمتلك آفاقًا واسعة للمناورة السياسية، فهي بعلاقة منافع تبادلية مع روسيا، ويمكنها تحجيم العلاقة مع روسيا متى ما وجدت مكاسب أفضل وأقوى من الجانب الأميركي والأوروبي، بما ينسجم مع تنمية مشاريعها الاستراتيجية المتوقفة أو المستحدثة التي تنتظر الانطلاق. ومعروف عن العقل السياسي الإيراني امتلاكه لحيز كبير من البراجماتية السياسية، الأمر الذي جعل النظام الإيراني يتعرض لاهتزازات داخلية وخارجية عديدة وعميقة، لكنه لم يسقط.

مشروع المقاومة بدأ يخفت صوته، وإن بقيت بعض المنصات تحاول تأكيده. لكن بإمكان أميركا أن تقلب مشروع المقاومة إلى مصالحة وسلام، والانفتاح على مسارات جديدة، بمجرد أن تخفف إجراءات الحصار عن إيران، وتسمح بإطلاق أموالها المحجوزة والاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولا شيء يختلف لدى الولائيين وفق المنطق الذرائعي الذي تتمتع به إيران لتبرير أفعالها أمام الرأي العام الإيراني وكذلك وكلاؤها تحت عناوين حفظ بيضة المذهب وغيرها من التبريرات.

إقرأ أيضاً: العراق: أزمة تلد أخرى

جدل الحرب والسلام والمفاوضات بشأن غزة ومسار الحرب اللبنانية - الإسرائيلية، ربما ينقلب وفق مفاجآت القرار الإسرائيلي الذي يتحين الفرص للحرب مع إيران وحزب الله، ويتحول نحو اجتياح الجنوب اللبناني. عندها، تختفي غزة من نشرات الأخبار وأولوية الاهتمام، ويدخل اللاعبون الكبار الذين تجهزوا بكل شيء خلال عشرة أشهر من أحداث دمار غزة، ولديهم كل شيء واضح ومحدد سواء في الحرب أو في قرار إيقافها والمنافع المتحققة منها استراتيجياً واقتصادياً، مع وفرة الغاز في شواطئ لبنان وفلسطين وسوريا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
...
عدنان احسان- امريكا -

يعني كل هالحرب النفسيه واصبح كل الاسرائيليين مجانين ،،، ومش عاجبك يا مفتري ...

بأنتظار المهدي المنتظر
النورس المهاجر -

أيران لن ترد مالم يخرج المهدي المنتظر حيث يجري حفل فخم بأستقباله ..

الشعب الفلسطيني دفع ويدفع ثمن
Gevan -

سيد الكاتب انا لا اريد اقول كل العقلاء لكن اريد اقول كل المجانين في العالم يعرف ان الشعب الفلسطيني دفع ويدفع ثمن سياسه الروس في اوكرانيا، والسياسه الروس والاتراك والايرانيين في سوريا هؤلاء الدول دفعوا بحماس لكي يقوم بهذه الحماقة او انتحار النفس لكي تتجه كل الانظار على ازمه بين اسرائيل والفلسطينيين وبنفس الوقت لكي ينشغل كل العالم بالازمه الفلسطينيه والاسرائيلية ومن هنا الروس يمضون في سياستهم في اوكرانيا وبنفس الوقت الروس والايرانيين والاتراك يمضون بسياستهم في سوريا هذا هي السبب لدفع حماس لكي تقوم بهذا الانتحار، اما السؤال ان ايران تدخل في حرب مع ااسرائيل من اجل عيون الفلسطينيين سيد الكاتب اليست ايران هي من تقتل العرب السنه في الاهواز من هم اليسوا عرب سنه؟ اليست ايران تقتل اطفال السنه في سوريا؟ اليست ايران تعادي المملكه العربيه السعوديه؟ كيف لايران ان تعادي هؤلاء وبنفس الوقت تدخل في حرب مع اسرائيل من اجل الفلسطينيين ؟

محنة عقل الكثيرين
قول على طول -

المخبولون فقك هم من يظنون أن ايران سوف تحارب من أجل مقتل اسماعيل هنيه أو حتى من أجل حماس أو من أجل القدس وتحرير فلسطين ...حماس تعتبر مجرد مرتزقه فى يد ايران تحارب بهم ولا تحارب من أجلهم هذه من البديهيات ومن أجل تحقيق مصالح ايران وليس شيئا أخر . والمخبولون من يعتقدون أن غزه أو حماس سوف تعودان كما السابق ..هذا انتهى الى غير رجعه والايام بيننا ان كان فى العمر بقيه . تحياتى للكاتب .