إيران "الفلسطينية" أكثر من الفلسطينيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
على خلفية ظهور واختفاء وزير الخارجية الايراني الأسبق محمد جواد ظريف من المشهد السياسي الإيراني الرسمي على الأقل عقب استقالته من المنصب الذي عينه فيه الرئيس الجديد مسعود بزيشكيان، وهو منصب نائب الرئيس للشوؤن الاستراتيجية، ثم تراجعه عن استقالته والتي أعلنها بعد 10 أيام من تعيينه وعزاها لاحتجاجه على قائمة الوزراء التي قدمها الرئيس الإيراني إلى البرلمان، على هذه الخلفية تداول أوساط عديدة تصريحات قديمة له قال فيها "سئمنا من كوننا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم .. يجب أن نساعدهم ولكن لا نقاتل نيابة عنهم ".
بلاشك أن أهمية هذا التصريح لا تكمن في كونه قديماً أم حديثاً، ولا حتى في أنه ورد على لسان احد أهم مهندسي الدبلوماسية الإيرانية المعاصرة، ولكن لأنه يعبر عن وهم تريد أن تقنع به إيران آخرين في المنطقة تحديداً، وهو وهم من اختراع نظام الملالي الذي امتطى القضية الفلسطينية ووظفها منذ قيام ثورة الخميني في تحقيق مصالحه الاستراتيجية، وبالأخص مشروعه التوسعي الطائفي الخبيث.
البعض يقول أن أظهار هذا التصريح في التوقيت الراهن كان الهدف منه تعظيم الضغوط على ظريف ودفعه إلى الانسحاب من المشهد السياسي الإيراني الداخلي، لإضعاف موقف الرئيس بزيشكيان الذي اختاره الكثير من الناخبين ثقة في دعم ظريف له ووقوفه ورائه، ولكنني لا أرى وجاهة في هذا التفسير، واعتقد أن ظهور التصريح في هذا التوقيت يهدف بشكل أساسي إلى تهدئة الغاضبين وامتصاص الغضب من مقتل إسماعيل هنية في قلب إيران، على أساس أن قائل هذا التصريح ليس أحد أعضاء أو قيادات الحرس الثوري بل سياسي محسوب على الجبهة الإصلاحية حتى لا يتهم المتشددين بالكذب أو التفريط في حق مايعرف بمحور المقاومة المزعوم!
ما يهمني هنا كما قلت ليس سبب ظهور التصريح ولكن جوهره ومحتواه، لأنني أعرف أن هناك في منطقتنا العربية من يصدق ادعاءات إيران بشان مناصرة القضية الفلسطينية، وليس أدل على ذلك من هذه العلاقة التي تربط "حماس الإرهابية" مع نظام الملالي، ولا يقول لي أحدهم في التعليق على هذه النقطة أن الحركة الفلسطينية تذهب أينما وجدت دعماً لها في ظل تنصل الدول العربية من توفير دعم حقيقي يسهم في استعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة. وسؤالي هنا، كمراقب، وهل أسهم الدعم الإيراني المزعوم في استعادة هذه الحقوق أم في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالاضافة إلى دمار شامل وواسع لحق بقطاع غزة، والأهم من هذا وذلك أكثر من أربعين ألف قتيل ومائة ألف مصاب جراء الهجوم الدموي في السابع من أكتوبر؟
من الممكن أن يكون الإيرانيين العقلاء قد تعبوا بالفعل من ادعاء مناصرتهم للقضية الفلسطينية والفاتورة الباهظة التي يدفعونها جراء ذلك، ولكن فات هؤلاء حصر مكاسبهم الاستراتيجية التي يحصدها النظام، لا الدولة الإيرانية جراء البقاء كرقم صعب في معادلة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. صحيح أن هناك فواتير مادية باهظة لهذا الموقف الإيراني، ولكنها لا تقارن بما يحققه النظام من مكاسب استراتيجية، ولكن علينا الاقرار بأن هذه هي خيارات الملالي الذين يؤثرون هدر ثروات الشعب الإيراني في بناء مايعرف بمحور المقاومة وخوض حروب بالوكالة لا طائل من ورائها.
ظريف الذي قال في نفس تصريحه أن "علينا أن ندافع عن المظلومين لكن ليس علينا أن نقاتل بدلاً منهم" قد ابتعد تماماً عن الحقيقة التي يعرفها الجميع، بل وتحدث بما هو عكسها تماماً، فلا إيران تعرف الدفاع عن المظلومين ولا هي تميل للحق والعدالة بأي شكل بل تمضي في اتجاه معاكس لذلك تماماً، وهناك أمثلة بالعشرات على مواقف في سياسة إيران الخارجية تشهد بذلك.
الحقيقة أن من سئم من مواقف إيران وتدخلها في قضيتهم هم الفلسطينيين أنفسهم، وبالأخص شعب غزة الذي دفع، ولا يزال، فاتورة باهظة للغاية من دماء أبنائه بسبب الدور الإيراني، الذي اكتشف الجميع حقيقته بعد أن خذلت إيران أذرعها الميليشياوية والإرهابية وتركتها تقاتل وحدها في الأراضي الفلسطينية ولبنان واليمن ووقفت تراقبها وتتنصل من أفعالها كلما استشعرت خطراً يقترب منها، وتفاخر بها كلما ابتعد هذا الخطر أو تلاشي قليلاً!
موقف النظام الإيراني من القضية الفلسطينية هو موقف نفعي مصالحي يجسد الميكافيلية السياسية في أسوأ مظاهرها وتجلياتها، باعتباره نموذجاً صارخاً للزيف والخداع والمتاجرة بآلام الشعوب وقضاياها، إذ يؤكد البحث في سجلات التاريخ ـ بموضوعية وأمانة ـ أن ملالي إيران لم يقدموا منذ قيام ثورتهم عام 1979، أي شىء يذكر للشعب الفلسطيني سوى التصريحات العنترية والكلمات الجوفاء والتهديدات الصارخة التي تسعى لابقاء منطقة الشرق الأوسط على حافة هاوية لايريد لها النظام الإيراني حلاً سوى من خلال تسوية تضمن تحقق مصالحه وأهدافه، كما لا يجب أن ننسى أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال بمنزلة "حصان طراودة" للتقارب مع العالم العربي والاسلامي؛ فالحقيقة أن القضية الفلسطينية هي من أبرز "الأدوات الترويجية" التي يوظفها الملالي في إطار مايعرف خداعاً ب"محور المقاومة" والدفاع عن المقدسات وغير ذلك من شعارات باتت معروفة للقاصي والداني!
بلاشك أن إيران تقدم أموالاً طائلة لتنظيمات فلسطينية متطرفة وارهابية مثل "حماس الإرهابية" وغيرها، ولكن هذه الأموال لا تذهب للشعب الفلسطيني، و لا تسهم في سعادة الفلسطينيين، بل تدمر حلم الشعب الفلسطيني بدولته، وتمول مشروع إيران الاقليمي التوسعي، وتوظف هذه التنظيمات كورقة تفاوض لانتزاع اعتراف دولي بنفوذ ايران الاقليمي في الشرق الأوسط. و"حماس الإرهابية" ذاتها وبقية التنظيمات الفلسطينية الإرهابية الممولة من ملالي إيران تدرك هذه الحقائق جيداً وليست مخدوعة، ولكنها تنطلق من نفس حسابات الراعي الإيراني، وتغلب مصالحها الذاتية الضيقة على مصلحة الشعب الفلسطيني؛ فهذه التنظيمات المتطرفة والإرهابية تمثل في حقيقة الأمر أوراق تفاوضية مهمة بيد طهران، التي تمتلك القدرة على التحكم في قراراتها وتوجيه خطرها صوب من تشاء وإسكاتها وقتما تريد وتحريكها وقتما ترغب، وظريف وغيره من الساسة الإيرانيين يعرفون ذلك جيداً ولكن خشيتهم من قمع الحرس الثوري وحرصهم على المصالح الشخصية، التي تدفعهم لاستخدام القضية الفلسطينية وتوظيفها حتى في خلافاتهم الداخلية.
التعليقات
حماس حركة تحرر وطني سنية ،،
بلال -حماس ليست ارهابية يا اخوان الصهاينة ، إلا إذا بمعنى انها ترهب اخوانكم الصهاينة ، حماس حركة تحرر وطني سنية ،،
احسنت
صالح -تساؤلات واقعية من الكاتب عن نوايا النظام الايراني. كيف لنظام يقتل ابنائه ولكنه ينتصر لاولاد الجيران؟
الخلاصه
قول على طول -مقال متزن وموضوعى جدا ولكن ما لم يقوله الاستاذ أن طوفان الاٌقصى هو المسمار الاخير فى نعش القضيه ..طوفان الأقصى أغرق القضيه وكان سببا كبيرا فى موتها وفى دمار غزه والضفه وهذه هى الحقائق التى لا يريد المشعوذون الاعتراف بها أو رؤيتها مع أنها تخرق العيون حتى عيون العميان . أتباع الهلاوس الدينيه المحمديه لا علاج لهم . يتبع .
تابع ما قبله
قول على طول -ارفع راية الجهاد ويتبعك العباد ..طبعا العباد هم المشعوذون والمخبولون من أصحاب الهلاوس الدينيه اياها حيث أنهم هم القطيع الوحيد فى العالم الذى يمكن أن تمطيه بسهوله ..هذا لا يحتاج الى ذكاء ..ايران تعرف ذلك ..والقطعان ينساقون دون أدنى تفكير ..طبعا ايران تمتطى المرتزقه من حماس ..وحماس تمتطى القطيع أتباعها وتبتز العرب والمسلمين ..والقطيع الاسلامى كله وأولهم قادة الدول الاسلاميه يمتطون شعوبهم على حساب القضيه ..أخيرا تنبه بعض العقلاء من القاده العرب وفهم اللعبه ورفض الابتزاز وكل التحيه لهم . النصابون بخير طالما يوجد مغفلون ..انتهى .
تسليح نوعي و عمليات نوعية تفاجيء الصهاينة واخوانهم في الضفة ،،
بلال -تسليح الضفة يفاجيء الصهاينة وقلق في الكيان على مصير اخوانهم الصهاينة بلح مصر وبندورة الأردن ،،
الليكود العربي ظهير الصهاينة اللئيم ،
حدوقه -لا نستغرب بذاءات ابناء الخطية واخوانهم الملاحدة فهذا هو واقعهم الذي يعيشون فيه ،في بيوتهم وكنائسهم ، ان الشعوذة هي حرفة وشغله في كنائس المسيحيين المتصهينين الشتامين اللئام اخوان الصهاينة ،،
الليكود الكنسي والالحادي
حدوقه -في الوقت الذي يدرك فيه قادة الكيان الصهيوني العسكريين وساستهم وكتّابهم ومثقفوهم وعلمائهم وحاخاماتهم أنّ زوالهم صار قاب قوسين أو أدنی ، يواصل مدمنو العار صهاينة الليكود الكنسي والالحادي الإنبطاح والغوص في مستنقع الخيانة المجد والخلود للشهداء ،،
اصطفاف الأوغاد مع الاوغاد تحرير فلسطين مصلحة مسيحية ،
حدوقه -عجيب اصطفاف المسيحية الشرقية الانعزالية مع اليهود شاتمي ربهم وامه الصديقة الطاهرة ، مثالهم غجر مصر والمهجر الشتامين اللئام ، انه اصطفاف من باب كراهيتهم غير المفهومة للإسلام والمسلمين الذين ما ضروهم بشيء فهاهم في المشرق بالملايين ولهم الأف الكنايس والأديرة ومواطنين من الدرجة الأولى، المسيحية ورموزها و رجالها ومقدساتها يهينها اليهود في القدس ويضطرون المسيحيين إلى أضيق الطريق تفادياً لتفافهم ، هؤلاء لو وصل الصهاينة إلى القاهرة لخرجوا للاحتفاء بهم ، نشوف فيكم يوم يا غجر مصر والمهجر ،،
المتصهين الكنسي
حدوقه -يدعوت احرنوت .. وزارة المالية تحذر من كارثة اقتصادية بالكيان الصهيونى وخبراؤها يدعون إلى تقليص المصاريف ورفع الضرائب .. وينك يابوراس مربع اللي تقول أن المقاومة ماعملت شي ؟! بوركت سواعد المقاومة الباسلة والعار يجلل الاوغاد اخوان الاوغاد ،،
شيطنة المقاومة أسلوب وضيع وغير ناجح يا اخوان الصهاينة،،
حدوقه -الملاحظ ان الليكود العربي المتصهين لم يصف ما يرتكبه الصهاينة ضد الفلسطينيين منذ عقود بالأرهاب ، وخاصة في الهجمة الاخيرة على غزة والضفة ، تلك الجرائم التي حركت ضمير شعوب العالم الحر ، الليكود العربي المتصهين يصف من يدافعون دينه وعرضه و وطنه بالارهابي ؟! إلا شاهت الوجوه القبيحة والألسن المعوجة الخبيثة ،،
الحقوا يا متصهينين إسرائيل الإرهابية وجيش اخوانكم الصهاينة اللايص في غزة والضفة
حدوقه -أين من يقول تعبنا في غزة، وجعنا، وخربت حماس ببتنا؟ أين هم؟هل ترون كيف تعلن إسرائيل الارهابيةهزيمتها؟ وكيف تعيش الكابوس المؤرق كابوس المقاومة الذي طعن وجود الصهاينة؟لقد انجلت معركة طوفان الأقصى، وظهرت النتائج مع خروج 500 ألف متظاهر في تل أبيب يطالبون بوقف إطلاق الناروغداً إضراب، وتوقف الحياة في دولة لكيان، لقد انجلت المعركة عن هزيمة الصلف الصهيوني ، وانكسار الإرهاب الأمريكي
اخبار لن تسر الليكود العربي المتصهين اخوانهم الإرهابيين الصهاينه يغادرون ،،
صلاح الدين المصري -صدرعن مركز "مدى الكرمل للدراسات الاجتماعية التطبيقية" دراسة تحليلية موسعة للكاتب جورج كرزم بعنوان "الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين". وهي تعتبر الأولى من نوعها في معالجة "الهجرة اليهودية المعاكسة" معالجة شمولية اعتمدت المنهج الجدلي أداةً في التحليل والنقاش؛ علما أن "الهجرة" اليهودية المعاكسة طالما شغلت بال الأوساط الحكومية والأمنية الإسرائيلية، لِما تشكّله من إشكالية وجودية، ويبين كرزم بأن عوامل الطرد الديمغرافي من "إسرائيل" تعاظمت، فأصبحت أعلى من عوامل الجذب إليها. ويجادل بأن العوامل الأمنية بعامّة، وتحديدًا الهواجس الأمنية للعديد من اليهود الإسرائيليين وانعدام الشعور بأمنهم الشخصي في عمق جبهتهم الداخلية خاصة بعد وصول صواريخ المقاومة الى القدس وتل ابيب وحيفا والعفولة والنقب والبحر الميت ، تشكّل القوةَ الدافعة الأهم "للهجرات" اليهودية المعاكسة، أكثر من العوامل الاقتصادية المتمثلة في الضائقة المعيشية والوضع الاقتصادي.