كتَّاب إيلاف

هذا المتنمر المغرور.. لن يصبح أسطورة أبداً

هالاند يضرب الكرة في رأس غابرييل
هالاند يضرب الكرة في رأس غابرييل
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هو المهاجم (التقليدي الكلاسيكي) الأفضل في العالم دون منازع في الوقت الراهن، ويتمتع بقدرات تهديفية وبدنية لا مثيل لها، بل إن مجرد التفكير في منافسته من جانب أي مهاجم آخر في البريميرليغ أو في أوروبا بأسرها هو نوع من الجنون، باختصار إيرلينج هالاند هداف مانشستر سيتي خارج المنافسة تهديفياً.

فقد سجل للسيتي 100 هدف في 105 مباريات منذ قدومه إليه، وفي الموسم الحالي أحرز 10 أهداف في أول 5 مباريات ببطولة الدوري الانكليزي، ولكن على الرغم من كل ذلك لن يصبح أسطورة أبداً إذا لم يعدل من سلوكه، ويكبح جماح غروره، ويتوقف عن التنمر الذي يمارسه مثل شرب الماء.

رأينا جميعاً كيف ضرب الكرة عامداً متعمداً في رأس غابرييل لاعب آرسنال في المباراة الأخيرة، بعد تسجيل السيتي لهدف التعادل في الثانية الأخيرة، وشاهدنا جميعاً كيف نعت جيسوس لاعب آرسنال بالمهرج اللعين، لمجرد أنه أراد أن يعاتيه على طريقته الفجة في الحديث مع ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال، حينما قال له عقب نهاية المباراة.. توقف عن الغرور.. توقف عن الغرور، فكيف يتحدث لاعب مع مدرب الفريق المنافس بهذه الطريقة وبدون سبب مقنع؟

قد تكون موقعة السيتي وآرسنال التي أقيمت الأحد، من أكثر المباريات التي فضحت شخصية هالاند، ولكنني أتابع سلوكيات وتصرفات هذا اللاعب منذ فترات بعيدة، وفي كل مرة يتأكد لي أنه لا يجيد التعامل مع الإعلام، ولا يملك طريقة ودية في التواصل مع الجماهير، ويتنمر على اللاعبين المنافسين، ويعترض على الحكام بطريقة مستفزة، باختصار لديه حقوق حصرية للغرور ، ولا يقوم بتوزيعها بل يحتفظ بها لنفسه ليمارس غروره على الجميع وقتما شاء، وبالطريقة التي يريدها.

هذه النوعية من اللاعبين وعلى الرغم من كل ما يملكون من قدرات كروية فذة لا يصبحون في مصاف الأساطير أبداً، صحيح أننا في عصر "الرخص الكروي"، وتجاذبات السوشيال ميديا، وفي عصر ينتصر لمشاغبات وطريقة هالاند وأمثاله من اللاعبين، حيث تجد الملايين من المراهقين يشيدون به وبغروره، ومشاغباته ويطلقون عليها "قوة شخصية" ولكن في نهاية المطاف وبعد أن يصل هالاند لمرحلة عمرية متقدمة في الملاعب، ويخفت بريقه لن يجد أحداً يصفق له، لأن رأس ماله في الوقت الراهن أهدافه، ومشاغباته، ولكن في مراحل لاحقة لن يجد من يقف إلى جواره، وخاصة عقب الاعتزال، ولن يصبح أسطورة أبداً، فالأسطورة نشعر بها على الأرجح عقب الاعتزال بالمناسبة.

الأسطورة في العرف الرياضي، هو اللاعب الخارق مهارياً، وصاحب التأثير الأكبر في النادي أو الدوري الذي ينشط به، وهو اللاعب المحبوب جماهيرياً، المتواضع وصاحب الخلق الرياضي الحقيقي في نفس الوقت، وهي قاعدة تنطبق على ميسي على سبيل المثال، وكذلك إنييستا مثلاً، وغيرهم من الأساطير الذين يجمعون بين الموهبة الكروية، والهدوء، والاتزان، والتواضع والأخلاق الرفيعة، وقد يكون مارادونا هو الاستثناء الوحيد في التاريخ الكروي، فقد وقع الجميع في حبه على الرغم من مشاغباته، ولكنه لم يكن مغروراً، ويكفي أن عشاق مارادونا يقولون له دائماً "لا يهمنا ما فعلت في حياتك، بل يهمنا ما فعلت في حياتنا" في إشارة إلى عشق الجماهير له على الرغم من عثراته وسقطاته في الحياة.

نعود إلى هالاند الذي يبلغ 24 عاماً، وهو الأمر الذي يمنحه بصيصاً من الأمل لتغيير شخصيته، ليصبح أكثر تواضعاً، وأقل تنمراً، ولكنني لا أرى ذلك ممكناً، فهو صاحب شخصية عنيفة، ولا يجيد التعامل مع محيطه الكروي سواء جماهيرياً أو إعلامياً، وكذلك لا يعرف احترام المنافس، الأمر الذي يجعلني أقولها بكل ثقة.. لن يصبح أسطورة أبداً، أو بالأحرى سيكون أسطورة منقوصة، أو أسطورة قتلها الغرور وعبث بها التنمر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لكن عالم اليوم لا يفكر هكذا
متابع -

انه شخص عنيف لا يستطيع السيطرة على اعصابه، هذا هو الوصف الصحيح وليس الغرور. على كل، مهما كان فهي صفة سيئة فيه. لكن عالم اليوم لا يرى الامور بهذه الطريقة، عالم اليوم هو عالم الرعاع، العالم الذي وصل فيه الرعاع الى كل المراكز والأهم هو ان منصات التواصل الاجتماعي اصبحت منبرا للهؤلاء الرعاع. اصبح الرعاع من الطبقات الثقافية التافهة هم الذين يحصلون على الشهادات العليا ويصلون الى المراكز الاكاديمية وغيرها اسرع وبطريقة اسهل خاصة في العالم الاسلامي. انهم لا يعرفون الخجل ويأخذون ما يعتقدونه حقا لهم دون تردد. وغيرهم من الطبقات الوسطى المثقفين هم عادة من يعرفون الكياسة والخجل ويفهمون معنى العلم والثقافة الحقيقيين، ولكن اصوات هؤلاء اضعف من الرعاع لان الرعاع يصرخون ويعتبرون الأمر قوة شخصية......