كتَّاب إيلاف

تصدير الثورة الإيرانية: حلم تبدد أم مرحلة جديدة؟

امرأة إيرانية تحمل صورة تجمع نصر الله وقاسم سليماني وخامنئي في تظاهرة بساحة فلسطين بالعاصمة الإيرانية طهران
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قدرت إيران أنه من الواجب إيقاف مفاوضات السلام العربي - الإسرائيلي ومشروع حل الدولتين عبر أدواتها (محور المقاومة). وكانت بداية الشرارة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، من خلال ما يُسمى عملية (طوفان الأقصى) التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المؤسسة والمدعومة من إيران. وقد كانت تبعات تلك العملية وخيمة، حيث توقفت عملية السلام، ودُمرت غزة، وهُجر أهلها وقُتلوا وأُسروا، فيما هوجمت الضفة الغربية وتعرضت إسرائيل لهجمات صاروخية من إيران وحزب الله والحوثيين وبعض الميليشيات العراقية.

وكان رد فعل إسرائيل مزلزلًا، إذ خلطت بين العمل الاستخباري والعسكري المباشر، فقضت على صفوة القيادات السياسية والعسكرية لإيران وحماس والحركة الإسلامية. وأصابت حزب الله بشكل خاص، حيث اغتيل في يوم واحد الآلاف من قياداته وأتباعه، ثم دمرت مقراته وغرف عملياته وشبكات اتصالاته وأسلحته الثقيلة مثل الصواريخ، كما استهدفت مراكز الحشد والتدريب. لم تتوقف العمليات عند هذا الحد، بل شملت أيضًا المناطق المدنية التي كان يستخدمها الحزب كدروع بشرية، مما تسبب في تهجير سكان جنوب لبنان، الضاحية، والبقاع، بالإضافة إلى مناطق أخرى في لبنان.

وقد وقفت سوريا موقفًا ضعيفًا، غير قادر على الرد أو التأثير، وأصبحت ساحة للمعركة بين إيران وإسرائيل. مع ازدياد القصف الإسرائيلي على أهداف في خطوط التماس مع حزب الله وفي العمق اللبناني، بما في ذلك استهداف رأس حسن نصر الله، أظهرت إيران سياسة مختلفة ونفضت يدها من سوريا وحزب الله، مبديّة توجهًا سياسيًا جديدًا مبنيًا على عدم مواجهة إسرائيل.

إقرأ أيضاً: الشيعة العرب والإدراك المتأخر

فهل ما نراه هو نهاية لحلم تصدير الثورة؟ أم هي مراجعة لمرحلة جديدة بأسلوب مختلف؟ أم باعت إيران سوريا وحزب الله وحسن نصر الله، كما باعت حماس وإسماعيل هنية، بعدما أدركت عجزها أمام إسرائيل استخباراتيًا بحكم اختراقها من قبل الموساد، وعسكريًا بسبب الضعف الواضح في البنية العسكرية الإيرانية المتخلفة جدًا والتي ركزت على أسلحة التدمير الهجومية الصاروخية، لكنها أخفقت في تطوير المنظومات العسكرية الأخرى، خاصة الدفاعات الإيرانية التي تظل ضعيفة جداً في الاعتراض والتصدي؟

إقرأ أيضاً: البحر الأحمر بين عقليتين

وأجبر خامنئي على تجرع "سم الخميني" في الصلح مع العراق، وضحى بأتباعه العرب مقابل بقائه خوفًا على حياته من الاغتيال، ومحافظةً على نظام الملالي في إيران. وفي الوقت نفسه، ترك حزب الله، سيد محور المقاومة، وحيدًا في مواجهة إسرائيل لتفتك به. فهل انتهى حلم تصدير الثورة أم أننا على أعتاب مرحلة جديدة من عنتريات إيران؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف