ما حدث هذه الأيام من استهداف لحزب الله في تفجيرات البياجر وأجهزة الاتصال، وضربة جنوب بيروت التي فاق عدد ضحاياها 7000 عنصر من أهم قيادات حزب الله وبعض الحوثيين والمدنيين حسب زعم حزب الله، يكشف عن غطرسة إسرائيلية وإجرام غير مسبوق تجاه حزب الله، الذي يصنف كمنظمة إرهابية أبادت الشعب السوري وشربت من كأس الموت الذي قدمته للأبرياء السوريين. ويوضح هذا الاستهداف نوايا إيران الحقيقية بأن الشيعة العرب مجرد ورقة تستخدمها لتحقيق أهدافها ومصالحها، وهو ما اتضح بعد العمليات الإسرائيلية الخاصة. هذه العمليات أعادت للأذهان ماضي إسرائيل الإجرامي في لبنان في السبعينيَّات والثمانينيَّات الميلادية، وخاصة مع الفلسطينيين في لبنان وبيروت وجنوب لبنان.
تتجه الجبهة للاشتعال بين إسرائيل وحزب الله، مع وجود أميركي في شرق المتوسط بوجود مجموعة حاملة الطائرات "ترومان". وتطالب إسرائيل حزب الله بالانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، ومن المحتمل أن يقبل حزب الله بهذا كجزء من تسوية مع إسرائيل. تعتمد هذه التسوية على انسحاب حزب الله شمال نهر الليطاني مقابل بقاء سيطرته على مفاصل لبنان سياسياً وعسكرياً، وعدم استهداف قياداته.
إقرأ أيضاً: البحر الأحمر بين عقليتين
وفي حال كان هناك تدخل سياسي روسي أو إيراني، فقد تحدث مقايضة مع الملف الروسي الأوكراني، مما قد يسمح لإسرائيل بدخول شمال الليطاني، مع تقديم تنازلات أميركية لصالح إيران. هذا يمثل ضربة قاسية للشيعة العرب الذين يعتقدون أنَّ إيران تدعمهم، لكن الواقع يظهر أنها ضحت بهم من أجل مصالحها. فمتى يدرك الشيعة العرب ذلك؟
التعليقات