الرياض.. تطوير لا يتثاءب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل أكثر من عقدين، تحدث مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية (أمير منطقة الرياض آنذاك) في إحدى المناسبات عن محبوبته منطقة الرياض، واصفاً إياها بالنموذج المُصغّر للمملكة، فعلاوة على مساحتها الشاسعة التي توازي مساحة اليابان، يقطنها عدد كبير من المواطنين من كافة مناطق المملكة إلى جانب أهالي الرياض، وبحكم كونها عاصمة البلاد، فهي مقر جميع الوزارات والقطاعات الحكومية &- قبل افتتاح فروع لها في جميع المناطق لاحقاً &- بالإضافة إلى وجود كبرى الجامعات والمعاهد والمصانع، ناهيك عمَّن قصدها لأجل التجارة والعمل في القطاع الخاص، فطاب له المُقام واستقر بها.
ومع تقدّم السنين، توسّعت الرياض. وكل من يُلقي نظرة سريعة عبر نافذة أي طائرة تدخل أجواء العاصمة، يشاهد طرقاتها الطويلة الممتدة في الأفق وهي تتلألأ بأنوار الكهرباء كعقود من ذهب، مبرزة أهم معالمها التي يحكي كل منها قصص التحدي والنجاح في تلك المساحة مترامية الأطراف. حينها، تستدعي الذاكرة رائعة الرمز العظيم الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن رحمه الله:
(في الليالي الوضح.. في العتيم الصبح.. لاح لي وجه الرياض في مرايا السحب.. كفّها فلّة جديلة من حروف.. وقصة الحنا طويلة في الكفوف.. آه ما أرق الرياض تالي الليل..).
وأمام كل هذا الجمال في بيت العرب الكبير وعاصمة المجد والتاريخ، بات منظر الطرقات وهي تغصّ بالمركبات مصدر إزعاج لسكان الرياض وزائريها، رغم كل الجهود الكبيرة المبذولة من أمانة المنطقة. وبدت الحلول غير كافية لتخفيف وطأة الازدحام، لكن الأخبار السعيدة في هذا السياق أتت قبل أيام عندما وقّعت أمانة الرياض خمسة عقود بقيمة تقارب ستة مليارات ريال سعودي ومساحة تبلغ ثلاثة وثمانين مليون متر مربع لتأهيل ورفع جودة الطرق، مغطّية نطاقات شمال الرياض وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها، بما يحقق مستهدفات تحسين جودة البنى التحتية ورفع مؤشر جودة طرق الرياض عالمياً وتعزيز التنقل الآمن لسكّانها وزوّارها، وتأتي أهمية هذه العقود البالغة مدتها خمس سنوات كونها تمثّل أربعة أضعاف العقود الحالية، بالإضافة لتوحيدها عمل الجهات ذات العلاقة بالتعاون مع مركز مشاريع البنية التحتية مع ضمان استدامة المشاريع المُنفذة.
إقرأ أيضاً: السعودية وطن الشموخ والشموس
لا شك أنَّ الرياض تستحق كل ما يُصرف في سبيل تطويرها من مبالغ طائلة، خصوصاً أنَّها سوف تستضيف أحداثاً عالمية كبرى مثل معرض إكسبو عام 2030 ونهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2034، بالإضافة إلى المؤتمرات والمعارض السنوية، فكل التوفيق والسداد أرجوه لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف آل مقرن وكافة فرق العمل العاملين بجدّ واخلاص تنفيذاً لتطلعات القيادة الرشيدة لصالح المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.