في يومنا الوطني المجيد يتجسّد الحب داخل القلوب ويتجدّد الولاء ويشمخ الوفاء لوطن المجد الذي أرسى دعائم وحدته قبل أربعة وتسعين عاماً، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيّب الله ثراه. سار على نهجه من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله رحمهم الله، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله ورعاهما وأيّدهما بنصره. لقد تعاقب الملوك الكرام في بيت الحكم السعودي العريق، الممتد منذ عام 1727م، على دفة قيادته، منطلقين من نهج واحد للحفاظ على وحدته والحرص على مزيد من رفعته ونهوضه.

وطنٌ يهنأ بمجده المحبون فيه بيت الله وكعبته المشرفة ومسجد نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وطنٌ لا مساومة فيه؛ تُرخص من أجله كل النفوس وتكبر من أجل رخائه وأمنه واستقراره كل الطموحات. وإذا ما اعترضت طريقه التحديات وتعددت المُلمّات، وقف شامخاً متسلحاً بأبنائه ليعبرها إلى برّ الأمان. فاسألوا الستينيات عن طوفان القومية العربية بمفهومها التوسعي، والسبعينيات عن بلطجة الفصائل التي ظنت أن حل قضية فلسطين العادلة يكون باختطاف الطائرات وتفجير السفارات. واسألوا الثمانينيات عن الخميني ومشروعه لتصدير الثورة واستهداف مواسم الحج بالهتافات الغوغائية والأعمال الإرهابية. واسألوا التسعينيات عن صدام مرتكب حماقة القرن الكبرى بغزو الكويت ومحاولة غزو المملكة، واسألوا الألفية الجديدة عن أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) وما تلاها من جنون اليمين المتطرف.

إقرأ أيضاً: كل عام و(محمد بن سلمان) الخير لكل عام

لقد خابوا وخسروا، وبقيت المملكة العربية السعودية عصيّة على جميع الأشرار. واستمرت شجرة عظيمة وارفة الظلال، يستظل تحتها كل الشرفاء والخيرين في العالم، ومصدر رزق لكل قاصديها من رعايا أرجاء المعمورة، محفوظة كرامتهم، آمنين على أنفسهم. ولن أسرد مئات، بل آلاف النماذج الذين آثروا العيش في المملكة على أوطانهم، فلن تكفيها عشرات المقالات.

إقرأ أيضاً: في ذكرى سمو الشيخ صباح الأحمد قائد العمل الإنساني

واليوم، وما أجمل اليوم، في ظلّ عرّاب رؤية المملكة 2030م، سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله ورعاه، حيث النقلة النوعية التاريخية للبلاد. ما يجعل الاحتفاء باليوم الوطني في كل عام يعني الاحتفاء بمنجز جديد في كافة المجالات وعلى شتى الأصعدة. إن الكلمات تضيع وسط زحام من المشاعر بهذه المناسبة السعيدة، ويبقى الغائب الأكبر في هذا العام صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، رحمه الله، أيقونة الوطن الأدبية الخالدة. ولئن رحل جسداً فقد بقي روحاً في كل النصوص الوطنية التي خطّها يراعه فائق الإبداع والقيمة. سنبقى نتذكره كلما مرّت بنا رائعة "فوق هام السحب" وغيرها. حفظ الله وطننا الغالي، مليكاً وشعباً، ودامت السعودية وطن الشموخ والشموس.