كتَّاب إيلاف

في يوم المعلم.. أشرعوا أبوابكم للمتقاعدين

لا تنتهي علاقة المعلم بالمدرسة أو بتلامذته بمجرد إحالته إلى التقاعد
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

*يصادف اليوم السبت الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) مُناسبة "اليوم العالمي للمعلم"، ولن أتناول هنا أي شيء يخص هذه المهنة العظيمة، فيكفي أنها مهنة الأنبياء، ولا الرسالة النبيلة التي يقدمها المعلمون وهم من نذروا أنفسهم لبناء أجيال المُستقبل، ومهما تحدثنا عنهم فلا يُمكن أن نفيهم حقهم، وأكتفي هنا بالدعاء لهم بأن يجعل كل ما قدموه ويقدمونه في ميزان حسناتهم، ولكني في المُقابل أُريد استغلال هذه المُناسبة المُهمة لأعرض مقترحًا لعله يجد صدىً وقبولًا وتفاعلًا، وبحيث ألا يقتصر التفاعل مع يوم المعلم من خلال العبارات والشعارات المُكررة والمُستهلكة؛ نُريد هذه المرة أن يحظى هذا اليوم بأمورٍ أخرى مُختلفةٍ نوعيًا وأشياءَ ملموسةً على أرض الواقع والفكرة كالآتي:

* يعلم الجميع أن المعلم ما إن (يتقاعد) إلا وتنتهي علاقته كليًا بمدرسته أو بالمدارس التي عمل بها أو تنقل فيها، حتى وإن كانت كل سنوات خدمته والتي قد تصل إلى أربعة عقود قد قضاها في مكانٍ واحد، وهذا لا يعني أنه يريد ذلك الابتعاد وتلك القطيعة، فهذا من غير المعقول، بل إن الشوق الكبير للزيارة وإعادة الذكريات والوقوف عليها يحدو بالطبع الكثير منهم بل معظمهم، ولكن وفي المُقابل أي مُعلمٍ متقاعد يستصعب أن يزور مدرسته أو مدارسه السابقة دون أن يحظى بتلقي دعوةٍ تليق به وبسنوات خدمته وعطائه، وإن فعل ذلك مرةً بعد التقاعد مُباشرةً، فلن يقدر على تكراره مراتٍ أُخرى لأنه لا يودُ أن يكونَ ضيفًا ثقيلًا على مديرٍ جديد، أو زملاءَ جُدد لم يتعرف عليهم من قبل، وكما يُقال في المثل الشعبي الشهير "من جا بلا عزيمة بات بليا فراش"، ولكن كيف سيكون الحال لو تم وفي يوم المعلم تحديدًا وسنويًا توجيه الدعوات للمعلمين المتقاعدين لزيارة مدارسهم وتخصيص وقتٍ معين لاستقبالهم يبدأ من الطابور الصباحي والذي تخصص إذاعته كما هو معلوم لعبارات التهنئة والشكر والعرفان والثناء والامتنان للمعلمين بشكل عام على كل ما قدموه لمهنتهم العظيمة، وفي أثناء ذلك من المُمكن أيضًا أن يُعمل ممر شرفي للمعلمين المتقاعدين يمرون من خلاله بين الطلاب والمعلمين الذين على رأس العمل وسط ترحابهم وتصفيقهم، وعند ذلك تُصبح زيارات المعلمين القدامى للمدارس بطريقة مُعتبرة ومُقدرة ومُحددة تتزامن مع هذا اليوم، ويحصل خلالها السلام وتجديد العهد مع من بقي من زملائهم، وبالإمكان أن يأخذهم المدير أو الوكيل في جولة على فصول المدرسة ومرافقها وهكذا.

* ليت وزارة التعليم تدرس هذه الفكرة وتطبقها ولو بشكل مبسط بدءاً من الأسبوع الحالي أو تتبناها بعض المدارس قبل اعتمادها رسميًا ووضع الخطط العريضة والصيغ المناسبة لتنفيذها وتطبيقها رسميًا، وعندها سنرى الكثير من المعلمين الأفاضل يعودن في هذا اليوم بكل شموخٍ وثقة وانشراح لزيارة مدارسهم ويجدون في الوقت نفسه كل ترحاب يستحقونه، ولكم تخيل انعكاس ذلك الأمر فيما لو طُبق معنويًا عليهم، وكيف سيكون حجم الشعور الداخلي المُبهج الذي سيطوقهم، خاصةً حين يحظون بكل تلك الحفاوة وكل ذلك التقدير والتكريم، وأين في معاقلهم الرئيسية (المدارس)؛ أعتقد بل وأكاد أجزم أن مربي الأجيال يستحقون تلك المُبادرة البسيطة، وقبل كل هذا يستحقون منا في هذا اليوم طبعَ قبلةٍ كبيرةٍ على رؤوسهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف