ولائم لديدان الأرض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أظن أننا، كعادتنا في استيعاب الأمور، وخصوصاً أمور ما بعد الصدمة، قد نحتاج إلى وقت لنعبر حالة الدهشة التي انتابتنا. وها هي صورتنا الآن في الواقع وعلى الميديا: بشر فاغرون أفواههم، مشدوهون مما حدث ويحدث، ومع إمعان في الصلف والكبرياء، يدفنون رؤوسهم في الرمال، ولا يزالون يرددون ويتحاورون في أمور عفا عليها الزمن واندثرت منذ قرون طويلة. فهذا هو الأسلوب الوحيد القادر على تخدير الضمائر وتجاوز هذه المحنة الكاشفة والمدمرة التي قصمت الظهور وأذلت الأنوف، ولكنه الصلف والكبرياء.
ولا بأس من فاصل قصير نخفف فيه، ولو قليلاً، من هول المأساة. سنحكي لكم هذه الطرفة الواقعية المبكية، ربما تكشف عما نحن بصدد الخوض فيه. ففي ختام العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وفي إحدى قرى دلتا النيل في مصر، كانت الحرائق تشتعل في بيوت القرية دون سبب واضح؛ هكذا قيل. وهبت الجهات المسؤولة للبحث وتقديم العون للمتضررين، ومن ثم دفعت الدولة مفارز من شيوخ الأزهر والأوقاف وعلى رأسهم محافظ الإقليم لصد هجوم الجن والعفاريت التي تحرق بيوت الناس. وصدحت أصوات ميكروفونات مساجد القرية على مدار الساعة بالأدعية والأذكار لطرد جحافل الجن التي غزت القرية دون سابق إنذار وأشعلت النار في بيوتها. ولم تفكر الجهات المسؤولة في إرسال عالم أو باحث متخصص في الكيمياء أو الفيزياء للبحث عن سبب علمي للاشتعال الذاتي للنيران في بيوت هؤلاء الفلاحين البسطاء. نعود إلى متن الطرح حتى لا نفقد أحداثيات اتجاهه، مع وعد باستكمال بقية أحداث الطرفة في الختام.
إقرأ أيضاً: وهم القداسة
يعلم متابعونا الأعزاء أنني دائماً ما أتجنب الكتابة عن أحداث جارية لأسباب عدة، لكن في هذه الأحداث لا يمكن الانتظار، فالحدث مؤلم والمصاب جلل. حيث ضربات إسرائيل الموجعة المستمرة منذ عام لم تكن كسابقاتها. كانت مختلفة كل الاختلاف، كانت انفجاراً، بل فجوراً تقنياً صنع نقلة هائلة، لا شك ستكون علامة فارقة في مراحل تطور هذا النمط من الحروب. وما بين دك وتدمير قطاع بأكمله على رؤوس أصحابه ودفنهم فيه، وبين اصطياد أهدافهم غيلة في غرف نومهم وسياراتهم، وبين تفجير خمسمئة وسائل الاتصال عن بعد بحامليها، وكثير كثير مما نعرفه ولا نعرفه أو نتجنب الحديث عنه لأنه يذكرنا بأحوالنا المهينة وتخلفنا الفاضح، ويذكرنا أيضاً برقم القرن الذي نعيش فيه.
إقرأ أيضاً: الكراهية النائمة والسلام الهش
وهنا نأخذ فاصل قصيراً لنكمل فصول الطرفة الميلودرامية التي استهللنا بها هذا الطرح، حيث لم تفلح الأدعية والأذكار والرقية الشرعية في منع النيران من الاشتعال في منازل القرية. ولا يزال الناس يصرفون مخلفاتهم الصلبة والسائلة تحت أسرتهم، ولا تزال مخلفات بهائمهم ودوابهم وطيورهم مكدسة في أحواش بيوتهم، ولا يزال غاز الميثان يتصاعد ويشتعل ذاتياً، ولا يزال الناس يتهمون الجن والعفاريت، ولا يزال مستنقع التخلف يتسع كل يوم. ولا تزال إسرائيل ترسل كل يوم مئات الجثث ولائم لديدان الأرض. ومن ينكر أننا نعيش نكسة جديدة فهو كاذب، نكسة انتصر فيها العلم والبحث والتقنية وانهزم فيها التخلف والتواكل والغيبيات.
التعليقات
انها حقا نكسة اخرى
زارا -"ومن ينكر أننا نعيش نكسة جديدة فهو كاذب" صحيح تماما....على الاقل في النكسة السابقة كان العرب يواجهون الحقيقة ويعترفون بها الى حد ما ويعيشونها، اما الآن فهم يقيمون المهرجانات والبرامج الترفيهية وكأن شيئا لم يحدث!!
المؤمن يلدغ من نفس الجحر مليون مره ولا يتعلم
فول على طول -وعلى نفسها جنت براقش وراجع عنوان التعليق ولا عزاء للأغبياء والمشعوذين ..ولا تستغرب أن يحتفلوا بالنصر الالهى يوم 7 اكتوبر أى بعد يومين من الان ..اذن مع من نتحاور أو لمن تكتب ؟ أى غبى يراهن على غباء العربان والذين أمنوا سوف يكسب الرهان بنسبة مليون بالمائه ..
تكنولوجيا حماس شلت واعمت تكنولوجيا اخوتكم الصهاينه،،
صلاح الدين المصري -بالنهاية ستكون انت او غيرك طعمة لديدان الارض ولو مت على سريرك ايها الشامت ، على ذكر التكنولوجيا يعترف اخوانك الصهاينة ان حماس غزة تمكنت في السابع من اكتوبر المجيد من شل وإعماء التكنولوجيا الصهيونية ، وان تكنولوجيا اخوانك الصهاينة عاجزة عن الوصول إلى زعيم حماس السنوار ،،
عجيب اصطفاف غجر المهجر مع شاتمي ربهم المسيئين إلى والدة الاله ؟!
حدوقه الحدق -عجيب اصطفاف الانعزالية المسيحية ولو كانت تدعي العلمانية مع العدو الصهيوني، مثالهم غجر مصر والمهجر الشتامين اللئام ، انه اصطفاف من باب كراهيتهم غير المفهومة للإسلام والمسلمين الذين ما ضروهم بشيء فهاهم في المشرق بالملايين ولهم الأف الكنايس والأديرة ومواطنين من الدرجة الأولى، المسيحية ورموزها و رجالها ومقدساتها يهينها اليهود في القدس ويضطرون المسيحيين إلى أضيق الطريق تفادياً لتفافهم ، هؤلاء لو وصل الصهاينة إلى القاهرة لخرجوا للاحتفاء بهم .
آه يا غجر
حدوقه -آه يا غجر يا شتامين متخلفين لئام و اتباع مؤسسة تحترف الشعوذة يا احفاد الخائن المعلم يعقوب والمتاجرة بجيف القديسين ،، اتوقع متى متم ان تستنكف ديدان الارض ان تأكل أجسادكم المشبعة بالاحقاد و الكراهية ، سوف تتعفنون وتحترقون في قبوركم إلى يوم آلدين بعده احتراق وتنكيل في جحيم الابدية آمييين،،
القبطي الغجري واخد على الذل والجبن ولا يعرف قيمة الكرامة
حدوقه -القبطي الغجري واخد على الذل والجبن ولا يعرف قيمة الكرامة سحقته مؤسسته الدينية ، فهو ذليل ازاءها ، فهو يرحّل احقاده وينفقها على شكل سباب وشتائم نقول له ان اخوانكم الصهاينة المحتلين لفلسطين المهنيين لمقدساتكم الدينية هؤلاء أشقياء وحمقى، لم يقرأوا تاريخ هذه الأمّة، ويبدو أنهم سيواصلون مغامراتهم حتى يتعبوا ويختاروا الرحيل.
7 اكتوبر مجيد يا جيف ،،
بلال -كشف استطلاع للرأي أن نحو ربع الصهاينة فكروا في الهجرة للخارج خلال العام المنصرم، بسبب الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة بعد "طوفان الأقصى" الذي أطلقته المقاومة الفلسطينية.وأظهر الاستطلاع - الذي أجرته قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية الصهيونية - أن 23% من اليهود اغلبهم من العلمانيين فكروا خلال العام المنصرم (منذ أكتوبر 2023 حتى أكتوبر 2024)، في مغادرة فلسطين ، بسبب الوضع السياسي والأمني الراهن.
رأي اللورد كرومر في غجر مصرّ والمهجر اخوان الصهاينة،،
بلحه -عن محنة العقل الغجري المعفن، ينقل المتطرف الصليبي العنصري القبطي حليق الرأس على طريقة النازيين. الجدد مجدي خليل كلام للورد کرومر عن مؤلف شهير لإدوارد لين قوله “إن التعصب يشكل واحدة الخصائص في شخصية الأقباط، وهم يكرهون سائر المسيحيين الآخرين، ويعشقون اليهود ؟! . والأقباط بصفة عامة أصحاب مزاج معتل، وهم مقترون إلى أبعد الحدود، وهم يظهرون غير ما يبطنون بصورة كريهة جدا، اللورد كرومر اظهر محنة العقل الارثوذوكسي القبطي ولو أنه جاملهم وتحمل لاغراض سياسية لكن كلامه يشكل فضيحة للعقلية القبطية والتي لا يستطيع القبطي ان يتخلص منها ولو الحد فهي متوارثة في جيناته ..
شوف مين يعيرنا بالتخلف ؟!
حدوقه -ان كان هناك تخلف فأنتم جزء منه ، ولا فاكرين عشان هاجرتم بقيتم متحضرين لقد غادرتم المشرق و حملتم في حقائبكم وفي صدوركم أحقادكم النفسية والدينية ، وهل إذا تقدمنا سوف يعجبكم تقدمنا المادي التكنولوجي أم ستضلون على أحقادكم النفسية السرطانية التي لا علاج لها الا نار وجمر جحيم الابدية أميييين ،،
اصطفاف ،،
حدوقه -في خضم المذابح والمجازر التي يتعرض لها اخوتنا في غزة ، ظهرت فرحة و شماتة الاقليات الدينية والمذهبية والفكرية بما يحصل لهم ، عادة ما يظهر هؤلاء مكنون صدورهم في حال ضعف الامة العام ، ويختبؤن في جحورهم في أزمان قوتها ،،