بلادنا والكائنات المهجنة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في عجقةِ العمل السياسي والإعلامي وتحت مظلةِ التجربة الديمقراطية المعلبة في معظم دول البث التجريبي للنّظم السياسية الجديدة، تظهرُ على مسرح سلطاتها الثلاث وإعلامها الغارق بالفوضى، كائنات سياسية وخليط عجيب من (طبيخ المكادي-المتسولين)، الذي تقدّمه الطبقة الحاكمة على موائدها ومناسباتها من خلال نماذج من طبّاخيها المثيرين للضحك والبكاء تارةً، وللحسرة والأسى تارةً أخرى، فقد اختلط الحابل بالنابل، وامتزجت الألوان واضمحلت الحواجز، وفي خضم هذه العجقة أقحم رجل الدين وجبته عالم السياسة تاركاً المنبر أو العمود أو الحوزة، مقتحماً عالم السيرك السياسي ومسرح التناقضات والمصالح المشروعة وغير المشروعة، متعاطياً مع كل ما يتقاطع مع قواعد شريعته في النصب والاحتيال والكذب والتدليس والنفاق والاختلاس والتجارة السوداء والعمولات والرشوات، وموافقاً على الشراكة مع من يطلق عليهم توصيف (الزناة والسراق والخمارين) ومجالستهم حتى الثمالة، فاكتسب بجدارة النفاق والفسق كما جاء في تعريفه الشرعي!
ومن أقصى اليمين إلى أقصاه في اليسار وعلى خشبةِ أخرى من خشبات مسارح التهريج الديمقراطي الجديد، اندفع نموذج آخر بحماسٍ منقطع النظير وراء صاحبنا، رجل الدين، إلى عالم الموبقات السياسية وهو ما يزال يصدع رؤوسنا بتنظيراته اليسارية ومعارضته لنظام البعث ورفضه لتجاربه الاشتراكية التي شوّهت نظريته البروليتارية، مدعياً أنه نصيرُ الطبقةِ المسحوقة ومناضل من أجل (دكتاتورية البروليتاريا)، بينما يشارك مصاصي دماء الغلابة من الفقراء والمحرومين متناسياً نظرياته ومبادئه متحالفاً مع (حثالات البروليتاريا) كما يصفهم هو في تصنيفاته للطبقات والشرائح!
إقرأ أيضاً: تعدد الانتماءات والحل الفيدرالي
وبين هذين النموذجين اندفعت كائنات ومخلوقات اجتماعية متنوّعة الجينات والبيئات لتُشَكِلَ الأنظمة البديلة التي طوّرت كائنات سياسية نجحت في خلط المفاهيم المتضادة، فترى أو تسمع فاسداً حتى العظم يتحدّث عن النزاهة، وآخر معروف بالكذب وفبركة القصص يتحدث عن الصدق، وثالث ملوث حتى عظامه يدّعي الطهر والعفة، والأغرب أنهم يتفقون مع بعضهم، ويتقاسمون (كعكة) الفساد ويتفاخرون بها كمنجزٍ أو مكسب لهم ولأحزابهم أو من رشحهم لتبوء موقع في السلطات الحاكمة!
إقرأ أيضاً: مدافع البيشمركة وفقاعات المرعوبين
حقاً إنها تراجيديا التغيير الفوقي الذي مُنيت به هذه البلدان التي انتظرت شعوبها أشرافاً يحكمون البلاد بعد حقبة سوداء من الحكم الاستبدادي، فتفاجأت وباستثناء القلة القليلة التي لا تخضع للقياس العام، أن عصابة لصوص سطت على بنك، كما وصفهم طيب الذكر الكاتب والصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل. هذه العصابات جعلت بلداننا من أفسد بلدان العالم وأكثرها فشلاً، بل وأشطرها في تصنيع التناقضات الحادة والخلطات المقرفة من الفاسدين والمغامرين ومدّعي النزاهة الذين يمثلون الدورين معاً، الفاسد والنزيه، الضحية والجلاد، المظلوم والظالم، في تراجيديا الربيع العربي الذي جعلنا نضحك حتى البكاء ونبكي حتى الجنون!
التعليقات
بلدنا والكائنات الممنهجة
د، سفيان عباس -أحسنت ثم أحسنت. ،، لكل حقبة تاريخية سوداء تخضع إلى حتمية الاندثار، وتترك إرثها المخزي يسطر في خانة المخجلات والمعيبات ،اللعنة تلاحق دعاتها واحفادهم من بعدهم جيلا بعد جيل ما حيينا ، هذه الحقبة الكأداء نمر بها الآن ، شخوصها مجهولون جاؤوا من خلف أسوار التاريخ ، لا علاقة لهم بالسلطة والحكم ولا بالدين والمذهب ولا بالشرف والأخلاق ،، ماذا تكون النتيجة ؟ ، وماذا يكون حكم التاريخ الذي لا يرحم ؟ ،، الخلل القاتل لا ينحصر بهؤلاء العصابات بل الخلل الاكبر في الشعب النائم في غفوته بلا يقظة أو صحوة وطنية ،،، مهما وصفناهم يعجز القلم عن ذكر عيوبهم الشائنة في النهب والتدمير والاجرام المنمهجة ، كما شهد شاهد من أهلها حين قال جئنا للحكم وبأيدينا معول الهدم .. هكذا وصف الحال المشهداني رئيس مجلس النواب السابق ،،، فأن السياسة والديمقراطية خزعبلات فحسب ،، الكارثة الكبرى لا تنحصر بالساسة بل بالتوابع العبيد المدمغة عقولهم حتى النخاع شركائهم بالجرم المشهود ،، اود ان أطرح المقارنات والمقاربات مع الساسة الكورد بكل درجاتهم السيادية ،، اقدم اعتذاري الشديد لهم لانهم اكثر ترفعا وشرفا واخلاقا من أولئك الساسة اللصوص ،، ولكنني محكوم بالمقارنة ،،، لاحظ عزيزي القارئ منذ عام ١٩٩٢ لحد الآن ،، ماذا فعلت القيادة الكوردستانية وعلى راسها الحزب الديمقراطي الكوردستاني من إنجازات اسطورية تصاحبها العفة والوفاء للشعب والنزاهة بأمكانيات محدودة ، نعم انهم أصحاب قضية عادلة وحقوق مشروعة يناضلون من أجلها ، هل وجدت الفرق بين الاثنين عزيزي القارئ ،، ولهذا تلاحظ الساسة اللصوص اصابتهم الهستيرية ويكنون العداء لشعب كوردستان لان قيادتهم الاشرف . .دمت مبدعا أسد كوردستان
طبيخ المكادي
يوسف سرحوكى -طبعا المقال ومفهومه من صلب الواقع يعيشه العراقيون منذ واحد وعشرين سنة ، واقع مزري بصبغة دينية كثرت فيه شعارات مذهبية مفرقة حتى العظم كي يتسنى للفاسدين والسراق ساحة فارغة دون محاسبة أو وخزة ضمير ليمضوا نحو كل ما يحلوا لهم ، ومن سيحاسبهم ما دام الملح اساسا فاسد ، وأكثر تسمية تليق بهؤلاء طبيخ المكادي ،فحولوا البلد الذي وارادته يشكل رقما مهولا لا يستطيع العقل تصوره إلى بلد تتسول شعبه لقمة مهينة من يد مسؤول فاسد ، أغلب هؤلاء جاؤوا على دبابة بقصد التغيير نحو الأفضل إقتصاديا وعلميا فاتخذوا سلعة الديمقراطية شعارا كاذبا لهم ليبدأ سوق الصعلكة ونهب الأخضر واليابس وترك الشعب يئن تحت خط الفقر . تحياتي وسلامي لك اخ كفاحي استاذ
أسافين جديدة في نعش العراق
باسل الخطيب -يوماً بعد يوم يواصل بهلوانات المشهد السياسي العراقي ورموزه من "الكائنات المهجنة" دق أسافين جديدة في نعش البلد ونهبه وتخريبه، فضلاً عن بث سمومهم الطائفية القذرة في جسده العليل.. كما لم تبق أفعالهم وتصريحاتهم السمجة أي قيمة للعمائم.. أحسنتم عزيزي أستاذ كفاح.