كتَّاب إيلاف

طريقي

لبنان.. الأحداث الكبرى تُنضج الحلول الكبرى

العماد جوزف عون خلال قيادته معركة "فجر الجرود" في 2017
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الضجيج الدامي غير المسبوق لم يخفِ حقيقة أن المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي المؤثر قد اتخذا قراراً بتقييد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان. ففي الفخ ما هو أكبر من الهدهد!

أقطاب السلطة في لبنان يتحملون بشكل أو بآخر تداعيات تدمير "الدولة"، حتى انطلقت آلة الدمار الإسرائيلية لتهدد بتدمير ما تبقى من دولة المؤسسات.

إنَّ أخطر ما يواجه لبنان الآن هو غياب "رجالات الدولة". ففي لبنان، أمراء "طوائف بأعلام" معزولون عربياً وإقليمياً ودولياً، ويستغل البعض حالة الانقسام الشعبي لتعزيز مواقعهم.

في المعلومات، أن قوى سياسية بارزة في لبنان حاولت تجيير جسر المساعدات الإنسانية الخليجية والعربية لفتح نافذة "دعم سياسي"، فكان الجواب: التحرك إنساني بحت، والمطلوب دعم الشعب اللبناني. ولا عجب أن نجد أن لا مسؤول خليجياً قد زار لبنان في ظل هذه الظروف المرعبة.

الاعتداءات الإسرائيلية ستتوقف عاجلاً أم آجلاً، لكن السؤال الكبير هو: هل الطبقة السياسية الحاكمة يمكن أن تؤتمن لإعادة بناء الوطن؟ أفلا يستحق الشعب اللبناني من هم أفضل؟

المشهد في لبنان كالتالي: شعب يتلقى أقسى أنواع الاعتداءات، وسياسيون مهمتهم تلقي رسائل!

إقرأ أيضاً: طوفان الوهم

وحدها المؤسسة العسكرية تحظى بإجماع اللبنانيين، ووحده قائد الجيش اللبناني جوزف عون يستحق أن يحمل راية الأمل. فجلّ ما يحتاجه المواطن اللبناني هو رجل يطبق معاني "الشرف، التضحية، الوفاء"، وهذا هو الشعار الذي شق طريق الجنرال جوزف عون إلى سدة قيادة الجيش.

لم يتعثر جوزف عون بالعراقيل الداخلية ذات الأبعاد الضيقة التي نُصبت له، وكان مغواراً في استيعاب غضبة الشارع حين اندلعت ثورة تشرين. فالأولوية هي لتماسك الدولة لا السلطة، وحظي بثقة الداخل والخارج، وترجمت تلك الثقة بالدعم الخاص والمباشر للجيش اللبناني.

اليوم، الجيش اللبناني أمام مسؤولية كبيرة في الجنوب وكل الأراضي اللبنانية نظراً لحالة الاحتقان الكبيرة، والتراشق الإعلامي بين مكونات المجتمع الذي يصل حد الحرب الأهلية في ميادين التواصل الاجتماعي. لكن الجنرال جوزف عون أمام مسؤوليات أكبر لاستعادة الدولة وانتشال اللبنانيين من بيئة الفساد والمحسوبيات، فهو يحظى بإجماع الشعب، وإن بقيت مفاتيح برلمانه في دوامة التجاذبات السياسية المقيتة.

إقرأ أيضاً: لتسقط صيغة من أي لبنان أنت؟

الأحداث الكبرى تُنضج حلولاً كبرى، فتسونامي طوفان الأقصى أطاح بصيغة حكم الأمر الواقع في لبنان، ويهدد أيضاً صيغة تقاسم مغانم الدولة ومكتسباتها على قاعدة "هذا لك وذاك لي".

في الكواليس حديث جدي عن حزمة إصلاحات تبدأ بوقف الحرب، وانتخاب رئيس، وتعزيز القوات الدولية إلى جانب الجيش، وصولاً إلى التوافق على رئيس للحكومة يواكب المرحلة ويؤمن بالإصلاحات، فضلاً عن إجراء انتخابات نيابية مبكرة. حينها سيكون اللبنانيون، فقط اللبنانيون، أمام فرصة بناء الوطن الجامع العادل بين أبنائه لجهة الحقوق والواجبات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف