إيران والحل العبقري "إسراطين"!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من المضحك المبكي ما تحدث به وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي عن حل لدولة واحدة بدلاً من دولتين بقوله: "نرفض حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، وندعو لقيام دولة ديمقراطية واحدة يتعايش فيها المسلم مع المسيحي مع اليهودي"، والأدهى والأمرّ أنَّه ذكر أنَّ "حل الدولتين لن يؤدي إلى إرساء سلام مستدام في المنطقة، وموقفنا مختلف عن موقف ورؤية الدول الأخرى".
والفكر الإيراني الحالي له جذور في النقض والتناقض والهدم والسلوك الباطني المقيت. وقد تذكرت حل (إسراطين) الذي اقترحه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في كتابه الأبيض لحل المشكلة الإسرائيلية - الفلسطينية، بدمج الدولتين في دولة واحدة ديمقراطية من أجل التعايش السلمي. فهل كنا نحتاج لكل هذا القتل والدمار والتخوين حتى نعود لمثل هذا الحل الغريب؟
إنَّ مشروع حلّ الدولتين والتحالف الدولي لحل القضية الفلسطينية من أنجع الحلول المطروحة لحل القضية الفلسطينية. وكنا نعتقد أنَّ إسرائيل سترفض هذا المشروع، ولكن من سعى في هدمه كان إيران بعمليتها الفاشلة (طوفان الأقصى) في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وما ترتب عليها بعد ذلك، وما زالت مستمرة بهذا الرفض.
لماذا لا تقبل إيران الحلول المنطقية وتعيق أي مبادرة سلام للقضية الفلسطينية؟
لأنها، وببساطة، لا تريد أي استقرار أو سلام إلا حسب ما تمليه وتراه، وأنها هي القوة القادرة على إرساء سلام مستدام مع إسرائيل.
فما هي خطة السلام الإيرانية المناسبة عبر حل الدولة الواحدة، وما مدى منطقيتها؟
إقرأ أيضاً: حرب غزة القادمة
إنَّ المفهوم الإيراني لحل القضية الفلسطينية يدعو إلى طمس القضية الفلسطينية ويمنع أهل الحق من تقرير مصيرهم. فمتى صارت إيران وصية على فلسطين ومن أعطاها هذا الحق؟ والرؤية الإيرانية تعتمد على ضمان محادثات مباشرة مع إسرائيل وأبعاد الأطراف العربية وممثلي القضية عن الطاولة المستديرة إلا وفق ما تراه، وترى أنَّ القضية الفلسطينية ورقة مساومة للتكسب على المدى القريب والبعيد لتحقيق أهدافها ومصالحها، وحتى وإن كانت الحلول المقترحة غير مقبولة وغير عادلة وفاشلة بكل المقاييس.
إقرأ أيضاً: إيران المتأرجحة بين الحرب والسلام
والسياسة الإيرانية تقوم على المراوغة والتنصل من أيّ مسؤولية، وبعد كل هذه المآسي التي تسببت بها إيران واتباعها "تمخض الجبل فولد فاراً مشوهاً" بحل عقيم لدولة واحدة. وإن من وضع يديه في يد إيران من العرب معتقداً منها النصر والعزة والتمكين لن يجني إلا الهزيمة والفشل والذل والقتل والتشريد، وسوف يكون كمن يتعامل مع الفحم فيسود وجهه ويديه.
فيا ليت بعض العرب يدركون!َ