كتَّاب إيلاف

الصين ستلتهم تايوان... عاجلاً أم آجلاً

جنود تايوانيون يكرّمون ضحايا معركة «كينمن» خلال الحرب الأهلية الصينية التي استمرّت من 1927 إلى 1949
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يمكن إنكار أنَّ التوتر بين الصين وتايوان يقترب من نقطة اللاعودة. تشير التقديرات إلى أنَّ الصين زادت من إنفاقها العسكري بنسبة 6.8 بالمئة في عام 2024، ليصل إلى حوالى 225 مليار دولار، ما يمثل أعلى ميزانية دفاعية لبكين على الإطلاق. وهذا الاستثمار الهائل في القوة العسكرية، بما في ذلك تعزيز القدرات البحرية والجوية، يؤكد استعداد الصين للقيام بخطوات حاسمة تجاه إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي، مهما كانت التكاليف.

من الناحية الاستراتيجية، تقع تايوان على بعد 160 كيلومتراً فقط من الساحل الصيني، ما يجعلها هدفاً يسهل الوصول إليه نسبياً من قبل القوات الصينية. تمتلك الصين أكثر من 1600 صاروخ باليستي موجهة نحو تايوان، وهو ما يعزز من قدراتها الهجومية ويزيد من الضغط على الجزيرة. التدريبات العسكرية الصينية بالقرب من مضيق تايوان، والتي تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، تُظهر بوضوح الاستعداد المتزايد لتنفيذ عمليات عسكرية، إذا لزم الأمر.

الاقتصاد يلعب دوراً رئيسياً في هذه المعادلة؛ إذ تعتبر تايوان المورد الأكبر عالمياً لأشباه الموصلات، حيث تستحوذ على حوالى 63 بالمئة من الإنتاج العالمي، وسيطرة الصين على هذه الصناعة ستمنحها قوة تكنولوجية غير مسبوقة، مما سيعزز هيمنتها في المجالات العسكرية والاقتصادية على حد سواء. وعلى الصعيد التجاري، يشكل السوق التايواني نحو 2.4 بالمئة من إجمالي صادرات الصين، ما يجعل توحيد الجزيرة جزءاً من طموحاتها لتعزيز النفوذ الاقتصادي.

إقرأ أيضاً: جيبوتي: بوابة الاستقرار والتوازنات الاستراتيجية

التحولات السياسية والدولية أيضاً تدعم هذا الاتجاه. مع انشغال الولايات المتحدة بتحديات أخرى أكثر أهمية، مثل الصراع الأوكراني والتوترات في الشرق الأوسط، يمكن للصين استغلال هذا الانشغال لإحداث تغيير جذري في الوضع القائم. الاستطلاعات الأخيرة تُظهر أن 42 بالمئة من الأميركيين يرون أن حماية تايوان ليست مصلحة استراتيجية عليا للولايات المتحدة، مما يعكس تراجعاً في الأولوية الدولية لتايوان ضمن السياسة الخارجية الأميركية.

إقرأ أيضاً: بوروندي: أرض الفقراء الغنية بالفرص الضائعة

شخصياً، أعتقد أن الأرقام والمعطيات الجيوسياسية تشير بوضوح إلى أن الصين لن تتوانى عن تحقيق هدفها بضم تايوان مع الأخذ في الاعتبار تزايد القدرات العسكرية، الحوافز الاقتصادية، والتحولات السياسية العالمية، مما يجعل التهام تايوان ليس مجرد احتمال، بل حتمية تقترب مع مرور الوقت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف