فضاء الرأي

لماذا فاز ترامب؟

دونالد ترمب يحيِّي أنصاره في تجمع بمدينة توسان (أريزونا) 12 أيلول (سبتمبر) الماضي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كان هذا السؤال عنواناً لمقال في صحيفة "التلغراف" البريطانية، حيث بحثت الصحيفة في الإجابة مطولاً، وخلصت إلى نتيجة رئيسية، وهي الاقتصاد! لقد كان الاقتصاد المفتاح السحري للبيت الأبيض، وبخلاف التصور السائد، فالناخب الأميركي لا يهتم كثيراً بقضايا العالم الخارجي، بعكس العالم الخارجي، الذي يهتم كثيراً بقضايا الولايات المتحدة!

هناك ثلاث قضايا كبرى، احتلت مساحات واسعة في السجال الانتخابي الأميركي، وهي: الإجهاض، الديمقراطية، والاقتصاد. إلا أن التضخم وارتفاع الأسعار (الاقتصاد)، خلال رئاسة جو بايدن، أضرا كثيراً بحظوظ الديمقراطيين في الفوز.

لكن، أين أخطأ الديمقراطيون؟

هناك حكمة تقول: عليك ألا تستبدل حصاناً بآخر أثناء السباق، وهو ما فعله الديمقراطيون بالضبط! لقد خسروا الكثير من الوقت والثقة خلال عملية الاستبدال هذه.

إنَّ ترشح كامالا هاريس، المرأة ذات الأصول الأفرو - آسيوية، أمام دونالد ترامب، الرجل القوي ذي الخلفية البيضاء، كان أيضاً خطأً استراتيجياً، ومهما يكن، فالذهنية الأميركية، أو اللاوعي الأميركي، وفي كثير من الأحيان، ما زال عنصرياً، ويصعب عليه تقبل امرأة ذات أصول سوداء، أو شبه سوداء، في سدة الحكم.

في الحقيقة، لم يبدأ إخفاق الديمقراطيين في انتخابات 2024 فقط، بل إنَّ الإخفاق بدأ منذ اليوم الأول لتنصيب بايدن؛ حيث ظهرت عليه علامات الخرف، وبدا أكثر ضعفاً مع مرور الوقت، وهو ما يرجح نظرية أن كثيراً من الأميركيين انتخبوا ترامب ليس بالضرورة ميلاً للجمهوريين، ولكن هروباً من أداء الديمقراطيين الضعيف!

في المقابل، أين نجح الجمهوريون؟

إضافة لفنون الدراما التي يجيدها ترامب، فقد أدار الجمهوريون الحملة بكثير من الذكاء؛ فمثلاً، استقطاب شخصية مؤثرة كعملاق السوشيال ميديا الملياردير إيلون ماسك أمد الحملة بمزيد من الحضور، والوقود، والقوة.

لقد ركز الجمهوريون على قضايا تمس حياة المواطن الأميركي بشكل مباشر، كالتضخم، الهجرة، والمجرمين الذين تمتلئ بهم شوارع أميركا، بدلاً من قضايا تبدو أقل أهمية، مثل الإجهاض، الديمقراطية، وحقوق الأقليات، التي تحدث فيها الديمقراطيون كثيراً!

إنَّ محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب، وروح التحدي التي أظهرها أمام شاشات التلفزة، صنعت منه أيقونة تاريخية تستحق الاحترام، وسوف تظل الصورة حية في ذاكرة العالم والأميركيين إلى الأبد، وقد أمدته بلا شك بمزيد من التألق والسحر اللازمين لجذب المزيد من المعجبين.

بقي أن نشير إلى أن ترامب دخل الانتخابات وهو يحمل لقب الرئيس وإن كان سابقاً، ومهما يكن، فإنه أحد رؤساء الولايات المتحدة، وهو ما تفتقر إليه المرشحة كامالا هاريس، الأمر الذي أكسبه قطعاً المزيد من النقاط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف