كتَّاب إيلاف

أسطورة غزة

نازحون يتجمعون لتلقي وجبة ساخنة في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل تحولت غزة بمساحتها التي لا تتعدى واحداً بالمئة من مساحة فلسطين بما يقارب 340 كيلومترًا مربعًا، ويعيش عليها أكثر من مليوني نسمة، إلى أسطورة تاريخية تحكي قصة نضال شعب يقاوم من أجل حريته وحكاية عالم فقد إنسانيته؟

هذه المنطقة، التي شهدت أربع حروب راح ضحيتها الآلاف من المدنيين ودُمرت بنيتها التحتية التي هي أصلاً بنية منهارة، تعيش حالة حصار مستمر من قبل إسرائيل التي تتحكم في كل منافذها، وتعاني من نقص في كل مقومات الحياة من كهرباء وماء وصحة وتعليم.

ورغم كل ذلك، تقدم اليوم نموذجاً في الصمود والتحدي، ولم يعد سكانها وأطفالها يخافون من صوت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية التي لا تغادر القطاع. والسؤال: هل تحولت غزة اليوم إلى أسطورة وقصة تُحكى للأجيال؛ أسطورة نضال وصمود، وأسطورة ظلم الإنسانية، وأسطورة غياب العدالة الدولية، وأسطورة حرب الكل؟

تُثار تساؤلات كثيرة: إلى أين غزة ذاهبة؟ وما هي خياراتها؟ وما مستقبل أبنائها وشبابها وأطفالها؟ وهل تستطيع حماس أن تنفرد بحكم غزة؟ وهل تستطيع أن تحولها إلى إمارة حكم خاصة بها؟ وهل من مستقبل لغزة بدون بقية الأرض والشعب الفلسطيني؟

وقبل محاولة الإجابة السريعة على هذه التساؤلات، نثير سؤالاً مهماً: ما هو وضع غزة في القانون الدولي؟ هل تُعتبر محتلة؟ وهل ما زالت إسرائيل مسؤولة كسلطة احتلال؟ الإجابة مهمة لأنها تحدد مستقبل غزة ومسؤولية إسرائيل وحماس والسلطة، ويترتب عليها تداعيات سياسية وأمنية.

وهنا قد يبرز أكثر من رأي؛ الرأي الأول تؤيده إسرائيل، وهو أنها ليست مسؤولة عن غزة، وبانسحابها منها عام 2005 انسحاباً أحادياً، لم يعد لها مسؤولية. هذا الرأي غير صحيح، إذ يرفع عن إسرائيل المسؤولية في كل حروبها وحصارها لغزة. بل يذهب هذا الرأي أبعد من ذلك، إذ يحمل حماس والمقاومة كامل المسؤولية عن الحرب والحصار وعن ما تعانيه غزة وسكانها من مشاكل اقتصادية واجتماعية وفقر وبطالة.

الرأي الآخر يرى أنَّ إسرائيل مسؤولة كسلطة ودولة احتلال، وتقع عليها كل المسؤولية وفقاً للقانون الدولي واتفاقات لاهاي 1899 إزاء سكان القطاع بتوفير كل الخدمات لهم. هذا الرأي هو الأكثر منطقية وقبولاً قانونياً، انطلاقاً من فرضية أساسية أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وحيث إن الاحتلال لا يتجزأ، فإن إسرائيل تُعتبر مسؤولة.

والسؤال ثانية: ما وضع الحروب ومن المسؤول عنها؟

المسؤول عنها إسرائيل أساساً بسبب الحصار المفروض. لكن، في الوقت ذاته، طالما أن هناك سلطة مسؤولة في غزة تمثلها حماس، فهنا المسؤولية تقتضي ضرورة التوصل إلى اتفاق تهدئة شامل في إطار السلطة الفلسطينية العامة. هذه التهدئة هي التي تحكم العلاقة، بعيداً عن هذين الرأيين وحجج كل منهما.

فلا شك أنَّ العلاقة بين غزة وإسرائيل شائكة، ولا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة. ولا يمكن حصر العلاقة في إطار منفصل عن الكل الفلسطيني.

إقرأ أيضاً: حروب الكبار

غزة، وعلى مدار تاريخها، تحكي وتجسد كل القضية الفلسطينية. فغزة، بعد النكبة، استقبلت الآلاف من اللاجئين لتجسد مخيماتها قضية اللاجئين ولتصبح مركزاً للأونروا. ولعل هذا ما يفسر لنا اليوم لماذا تحاول إسرائيل طمس كل المخيمات فيها.

وفي غزة، نشأت أول حكومة لعموم فلسطين. وبقيت غزة، وعلى كل مراحلها، تعبر عن المعاناة والحصار والاحتلال. وهذه الحرب التي فشلت حتى الآن في اقتلاع وتهجير سكانها وكل قصة فيها تحكي صمود أهلها وتمسكهم بالأرض والبقاء.

ومن مظاهر أسطورة غزة أنها حركت كل الشعوب الرافضة للظلم والاحتلال، وكشفت ضعف الشرعية الدولية أمام قوة السلاح الذي تمارسه إسرائيل. كما كشفت عيوب النظام الدولي.

إقرأ أيضاً: غزة ونظرية دورة الحرب

أسطورة غزة أنها فرضت الحاجة لنظام دولي جديد يقوم على التعددية ونصرة المظلومين. ولعل من أبرز صور أسطورة هذا الجزء الصغير والأصغر في العالم أنه عرى إسرائيل من ديمقراطيتها وكشف الجانب العنصري والمتشدد الرافض للحياة المشتركة والتعايش والسلام.

ويبقى للأسطورة صورة أخرى: غزة ما بعد الحرب وبناء غزة الجديدة التي قد تذكرنا بالنموذج الألماني والياباني. غزة بحاجة إلى كتابة أسطورة جديدة، ليس في إعادة إعمارها، ولكن في إنسانها الجديد القادر على مواصلة الحياة وحمل قيم الإنسانية والقفز على كل ما خلفته الحرب من قيم الكراهية والحقد والثأر.

والسؤال أخيراً: من يقف مع غزة لبناء هذا النموذج الأسطوري الجديد؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غزه المكسوره المأسوره المقهوره وليس أسطوره
فول على طول -

كل التعاطف مع المدنيين الأبرياء فى غزه وفى كل مكان وبعد : غزه هى ضحية شعوذات وحماقات وتهورات جحافل المشعوذين أتباع الهاوس الدينيه اياها ..أتباع النصر الالهى والملايكه المسومه والحجر والشجر الذى ينصر المشعوذين والمخبولين الخونه المرتزقه الذين باعوا أنفسهم لمن يدفع لهم ليس أكثر . ... واذا كان قادة غزه أو قادة حماس فقدوا انسانيتهم ولم يراعوا أهلهم فلا تتهم بذلك ...وقبل الحرب عليك أن تتوقع رد فعل الطرف الأخر ..وماذا وفرت لحماية شعبك قبل أن تعتب على الغير ..يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

وأهل غزه ليس لهم أدنى علاقه بالصمود والتصدى ..بل هم محاصرون ولا يقدرون على الفرار أصلا ويتلقون الضربات غصبا عنهم وليس بارادتهم وينتظرون الموت كل لحظه ليس شجاعة منهم بل أمام ألامر الواقع ...ولا يعبأون بالطبع بصوت الطائرات نتيجة للبؤس الذى وصلوا اليه ولا يدل على الشجاعه بل على اليأس التام . وقبل أن تسأل عن الوضع القانونى لأهل غزه عليك أن تسأل عن الوضع القانونى لأشاوس حماس ..والاجابه معروفه هم منظمه ارهابيه وليس مقاومه ...المقاومه الحقيقه تكون وطنيه وتحت اشراف القياده والدوله ولا تكون دينيه خالصه لأتباع ديانه معينه ..ومن حق العالم القضاء على المنظمات الارهابيه مثلما قضوا على داعش وغيرها ..يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

وسوف يقال عن غزه أنها كانت تحت سيطرة جماعه ارهابيه والتى كانت سببا فى تدميرها وهلاك شعبها ولكن اسرائيل بالانابه عن العالم كله قامت بدحر حماس الارهابيه عن بكرة أبيها ..والمجد لاسرائيل ولا عزاء للمخبولين والمشعوذين ..عزاء فقط للمدنيين الابرياء الذين راحوا ضحايا لحماقات الارهابيين المشعوذين .

لصوص المساعدات
بلال -

لصوص المساعدات الانسانية في غزة للاسف غزاويين كونوا عصابات مسلحة على مرأى من الجيش الاسرائيلي يتخذون مكان تمركز القوات الاسرائيلية مركزاً لهم..هم نفس عينة المتعاونين مع الصهاينة الذين قضت عليهم حركة حماس...ويسعى الجيش الاسرائيلي الى نشر الفوضى وعدم الأمان بجانب القتل والتدمير.

يا غجر المهجر ويا اخوان الصهاينة شاتمي مخلصكم و مدنسي مقدساتكم لن تكون فلسطين
حدوقه -

لن تكون فلسطين مكباً لنفايات أوروبا المسيحية وستتطهر منهم ، يرى الغرب في اليهود أنهم نفايات بشرية سامة، تسمم الفكر والأخلاق، يجب التخلص منهم وفي وقت مبكر، بعد أن أدرك بعض ساسة الغرب ومفكريهم وبمكر شديد كيف لهم أن يتخلصوا من الفيروس البشري اليهودي؛ لقد تعاملت كل الأمم التي ابتليت بوجود اليهود بين ظهرانيها على أنهم وسيله لا غاية يمكن ركوبها لتحقيق أهدافها المرحلية أو الاستراتيجية ففي عصور ما قبل الميلاد استعملهم الرومان والفرس وسائل جيدة للدفاع عن حاميتهم في فلسطين وفي القرون المتأخرة وإبان سقوط الدولة العثمانية والذي ينظر له الغرب على أنه الجزء الأوروبي الأخير الذي بقي فيه الإسلام تزامن مع سقوط هذه الامبراطورية تذليل صعوبات هجرة اليهود إلى فلسطين وبخدمات أوروبية منقطعة النظير والسبب في ذلك أن أوروبا تملك فائضا بشريا يهوديا يجب التخلص منه بأسرع وقت وبأقل التكاليف، ،

بعيدأ عن الشعوذات
حدوقه -

من كان يتخيّل ما يحدث؟!‏من كان يتخيّل أن بوسع قوة مقاومة مُحاصرة في إقليم صغير مُحاصر أن تواجه طوال 408 أيام، أكبر قوة في الشرق الأوسط، ومن ورائها أكبر قوة في العالم، مع مدد أحدث التكنولوجيا من دول كبرى سواها؟! ‏كابوس "سُمح بالنشر" ما زال يطاردهم بلا توقّف، ودخلت كوابيس الجنوب اللبناني على الخط أيضا، فيما يعجزون عن الوصول لأسراهم رغم اجتياحهم لكل المناطق، ورغم طيرانهم الذي يحلّق في الأجواء على مدار الساعة.‏أحد القتيلين في جباليا اليوم هو ابن شقيق غادي آيزنكوت، رئيس أركانهم السابق، والذي فقد نجله من قبل.‏إنها إرادة الإيمان التي تصنع البطولة، ومعها الصمود الأسطوري لشعب عظيم يواجه الإبادة بـ"الحمد لله"، والتي لا يجد الغزاة أمامها سوى الإبادة من الجو، مع استخدام التجويع كسلاح في الحرب.

الانعزالية اللئيمة
حدوقه -

واضح ان الانعزالية المسيحية اللئيمة مصطفة مع الصهاينة من باب كراهيتها للاسلام وتنفيس عن احقاد كنسية ونفسية سرطانية ،، أنه اصطفاف الذين يدنسون المقدسات المسيحية يبصقون على الصلبان والكتاب المقدس بيد الرهبان يدنسون جدران الكنائس و شواهد القبور ، ويروجون ان قتل المسيحيين من الاعمال المفضلة يهودياً .

المقاومة تجبر المحتلين بالاعتراف بالشعب الفلسطيني
بلال -

في رواية الشوك و القرنفل يقول مؤلفها السنوار لما اندلعت المقاومة في غزة بشكل شعبي و انتفاضة استمرت لأيام طلع اسحق شامير رئيس الوزراء و قال أن الشعب الفلسطيني لن يحقق شيئا بهذا العنف ، وكان هذا أول تراجع للعدو أمام المقاومة و أنه بدأ يعترف بالشعب الفلسطيني بدل سكان غزة او سكان المناطق..،،

سهم الداخلية يحيد لصوص المساعدات
بلال -

تمكنت قوة "السهم" التابعة لوزارة الداخلية في غزة اليوم من تحييد ( قتل ) قرابة 20 من أفراد عصابة من المتهمين بالتعاون مع الاحتلال في سرقة المساعدات وتجويع أهل القطاع.

لعنة العقد الثامن تحل بكيان النازيين
بلال -

لقد حلت لعنة العقد الثامن على الكيان الصهيوني فهو في ورطة حقيقية !!‏إن استمر في الحرب … ستنهار الدولة لعدم قدرتها تحمل حرب الاستنزاف‏وإن توقفت الحرب … ستنهار الدولة بسبب الخلافات الحادة في الشارع الصهيوني‏هذا الكيان … مصيره الزوال بإذن الله

كتائب غزة تثخن في اخوانكم الصهاينة يا غجر ،،
حدوقه -

كتائب غزة تثخن في اخوانكم الصهاينة ، واجهت كتيبة حيّ الزيتون أكبر عدد من العمليات العسكرية للجيش النازي الصهيوني والكتيبة هي الأمينة على استنزاف الجيش المجرم قاتل الأطفال و النساء في محور نتساريم من الحد الشمالي له مع كتيبة تل الهوى، وقد أبلت بلاءً حسنًا، ورغم عِظم مهمتها، وأهوال ما واجهته، استنزفها السفلة سارقي المساعدات، فقد جادت بعدد من مقاتليها الأبطال لأجل تأمين مرور الشاحنات إلى مستحقيها، وقصفهم جيش العدو مرارًا، لهذا القضاء على هؤلاء الجبناء وهؤلاء المفسدين في الأرض أمر واجب.

اماني العصابة المهووسة المجرمة
بلال -

من يتابع الساحة السياسية والإعلامية في "الكيان"، لن يعثر سوى على كائن واحد، وحوله عصابة من "الحمقى" يقفون قبالة نخبة مجتمعهم السياسية والعسكرية والأمنية، فيما يعتقدون أنهم وحدهم من يملكون الحقيقة؛ الآنية في إدارة الحرب من دون استراتيجية خروج واضحة ولا استعادة للأسرى، وكذلك المستقبلية بتحقيق نبوءات التوراة، ووعود "الرب" الذي أعطى لـ"نسل إبراهيم" هذه الأرض، إن لم تكن "من النيل إلى الفرات"، فلتكن "يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية بعد تهجير سكانها الفلسطينيين، ومن ثمّ بناء "الهيكل" سريعا على أنقاض المسجد الأقصى!! كما يتوهمون ،،