كتَّاب إيلاف

هل تنتصر العدالة؟

رحبت دول كثيرة بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

المحكمة الجنائية الدولية هي أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، غير مرتبطة بزمن محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري.

لهذا، صاحب قرار المحكمة الجنائية الدولية المتضمن اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضجة عالمية كبيرة وغير مسبوقة. مثل هذه القرارات تحفظ للمحكمة الجنائية الدولية شرعيتها، والإيجابي في الأمر هو حالة التفاعل العالمي المؤيدة للقرار باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي رفضت القرار على لسان الرئيس جو بايدن. ورغم وجود الأدلة التي تدين إسرائيل، يرفض بايدن القرار، ويذهب بالأمر إلى منحى آخر يشير فيه، ولو بشكل ضمني، إلى أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

الواضح أن هناك شبه اتفاق من الدول التي وافقت على نظام روما أو اتفاقية روما على احترام استقلال المحكمة الجنائية الدولية. إذن، لماذا ترفض أميركا هذا القرار وتخرجه عن سياقه الحقيقي وفق الأدلة المقدمة في هذا الخصوص؟

هل هذا الرفض امتداد لرفضها السابق في اجتماع روما عام 1998؟ وما هي دوافع الرفض في ذلك الاجتماع؟

يبقى السؤال الأهم: لماذا يخشى مجلس الشيوخ الأميركي تفعيل بنود اجتماع روما؟ ولماذا يرفض الإقرار بها ودعم تنفيذها؟ هل تعتبر أميركا نفسها شريكاً في كل جرائم الحرب في الشرق الأوسط؟ أم أنَّ الموافقة على قوانين المحكمة الجنائية الدولية ستكبل نشاطها الإجرامي إذا كانت تعتبر نفسها شريكاً مهماً لإسرائيل في كل جرائمها تجاه البشرية؟

بماذا نفسر ترحيب دول كثيرة ومنظمات وحركات عربية بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت؟

إقرأ أيضاً: ما بين قتيل وشهيد! ‏

على الجانب الأوروبي، هناك تباين بين الالتزام القضائي والحساسيَّة السياسيَّة، لكن هذا لم يمنع الكثير من دول أوروبا من قبول القرار ودعم تنفيذه. فهل انتهت مهمة نتنياهو، وأصبح من الضروري التخلص منه بطريقة شرعية؟

بقي أن نعرف لماذا تطرح أميركا موضوع المساواة بين إسرائيل وحماس، وتصدر للعالم أن ما تفعله إسرائيل يأتي من باب المساواة في الرد على حماس، بينما تصف المنظمات الحقوقية في العالم ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية. إلى أين تريد أميركا أن تصل في هذه الحرب؟ ما الأهداف المنشودة منها؟ ولماذا تترك إسرائيل توغل في انتهاكاتها الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني؟ هل انكشف الوجه الحقيقي لأميركا بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية؟

إقرأ أيضاً: غياب السيطرة

كل هذه التساؤلات تفتح الباب على مصراعيه أمام المجتمع السياسي العالمي. فهل نصل إلى واقع المشهد السياسي بعد هذا القرار التاريخي الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية؟

أترك المساحة لآراء أهل الاختصاص في هذا الجانب. ولكم كل التقدير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف