الشباب.. عناوين تزدان بالفشل!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إنَّ المحيط الذي نعيش فيه ونتكيّف معه بحاجةٍ إلى غربلة متجذّرة، لأنه ما زال ممتلئاً بالأفكار والهواجس، والتراث الغني الذي يُولد منه الكثير من القناعات الزائفة الراسخة التي تكرّس الجهل.
الجهل، الذي كنا نأمل أن يندثر مع مرور الأيام، ما زال حاضراً بقوة، ويمنعنا بهذه القناعة المحدودة من التطلع إلى عالم أكثر شمولاً وانفتاحاً. فإذا لم يكن لهذا الأفق الذي نبحث عنه ونسعى للحاق بركبه أي قيمة تُرتجى، فكيف يمكننا تحقيق التطور؟ وكيف نتمكن من البحث عن الجديّ والمفيد، ما دامت هذه الهواجس قد زرعت في نفوس الكثير من الشباب، وبخاصة، نقاطاً مرعبة وخطوط إمداد مؤلمة؟ تلك الهواجس قد تجعل أي تقدم ميؤوساً منه، وتغلق الطريق أمام الأفكار الجديدة التي تواكب الواقع.
وقد يتساءل البعض:
ماذا تعني هذه الهواجس؟ وما هذا الواقع الذي يفرض علينا الامتثال له؟
يضاف إلى ذلك أن هناك تحدّيات عديدة فرضها الزمن، زمن أدمى القلوب، وزاد المواجع، وأصابها في الصميم.
من غير اللائق أن نواجه هذه التحديات بتردد أو بجهل، لأن هذه المواقف تعكس جوهر الحياة ذاتها. ورغم كل ذلك، تبقى هناك علامات بارزة تؤيد هذا الاتجاه أو ذاك، بما يلبّي تطلعات الشباب الطموح.
دعونا نتأمل في مفهوم العلاقة بين الشاب والفتاة، التي تتضمن الحب كأساس لها. وفي نهاية الرحلة، تُكلل هذه العلاقة بالزواج، وهو المفهوم العام لأيّ علاقة صادقة تُبنى على ثوابت متينة. ولكن إذا افتقرت هذه العلاقة إلى الصدق والجدية، فإنها لا محالة ستواجه تحدّيات خطيرة، وقد تنتهي بالفشل إذا كان أساسها تحقيق مآرب شخصية.
ثمة فرق جوهري بين علاقة الحب التي تجمع بين شاب وفتاة، وبين علاقة الصداقة بين صديقين. فالأولى تتسم بعاطفة قوية ورغبة في تحقيق شراكة وجدانية دائمة، بينما الثانية تُبنى على الاحترام المتبادل والود الصادق بعيداً عن المصالح.
ولكن في واقعنا اليوم، كثير من هذه العلاقات، سواء في الحب أو الصداقة، تنهار لأنها لم تُبنَ على أسس سليمة. فالحب الذي كان يبدو صادقاً قد يُفضح لاحقاً كمجرد وسيلة لتحقيق غاية شخصية. كذلك، الصداقة التي كانت تبدو وطيدة تنهار بسبب مواقف بسيطة تكشف عن نوايا مبيّتة أو مصالح خفية.
نماذج من الواقع
الحالة الأولى: الخيانة في الحب
شاب يُوهم فتاة بالحب، يرسم لها طريقاً مفروشاً بالورود، مليئاً بالاحترام والشوق. ولكن سرعان ما يتبين أن نيته لم تكن جادة، وإنما أراد فقط استغلالها لتحقيق رغباته، تاركاً إيّاها محطمة بعد أن اكتشفت أنها اختارت الشخص الخطأ.
الحالة الثانية: الصداقة الفاشلة
صديقان بدآ علاقة قائمة على الاحترام والثقة، ولكن موقفاً بسيطاً أدى إلى انهيار العلاقة بالكامل. السبب كان انكشاف نوايا أحد الطرفين، الذي لم يسعَ إلى بناء علاقة صادقة، بل كان يهدف لتحقيق مصلحة شخصية على حساب الآخر.
الحياة لا تتوقف عند خيانة أو موقف سلبي. فهي مستمرة، مليئة بالحلو والمر.
إنَّ التحديات التي تواجه الشباب في هذا الزمن تتسم بخطورة كبيرة، ولكنها أيضاً تدعونا للتفاؤل، لأن الأمل هو الغالب على طبع البشر، وهو ما يجعلنا نتمسك بالحياة على الرغم من قسوتها.