كتَّاب إيلاف

قرار المحكمة الجنائية الدولية: قمة النفاق والإجحاف والانحياز وازدواجية المعايير

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي القاضي بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يؤاف غالانت لم يفاجئ أحداً في إسرائيل، إذ كان متوقعاً بعد أن قدّم المدعي العام كريم خان طلباً بهذا الخصوص. مع ذلك، أثار القرار ردود فعل غاضبة في إسرائيل داخل جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي - الصهيوني، من ائتلاف ومعارضة، باعتباره قراراً خاطئاً وباطلاً ومجحفاً ويستند إلى معلومات كاذبة.

يجزم القرار بوجود نية لدى القيادة الإسرائيلية لاستهداف المدنيين العزل في القطاع، من دون تقديم أي أدلة على ذلك، وهو ما يتناقض مع ما أعلنته القيادة الإسرائيلية مراراً وتكراراً من أن لا نية لديها في إيذاء كل من لم تكن له علاقة بحركة حماس الإرهابية. وأكدت أنها اتخذت تدابير لتطبيق ذلك على أرض الواقع، حيث أوعزت إلى السكان بالتوجه إلى المناطق الآمنة تفادياً لإصابتهم في المناطق المأهولة التي جعلتها حماس ساحة للقتال بتسترها خلف المدنيين وجعلهم دروعاً بشرية لعناصرها.

حذر جيش الدفاع مسبقاً المدنيين الغزيين من نيته استهداف المناطق التي يتواجدون فيها، لإتاحة الفرصة أمامهم لإخلائها قبل القصف، وهو أسلوب عمل غير معهود لدى جيوش أخرى. صحيح أنَّ هناك عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين في غزة، لكن المسؤولية عن ذلك تقع أولاً وأخيراً على حركة حماس، التي شنت الاعتداء البربري على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) ثم هرب عناصرها ليختبئوا بين المدنيين.

تتهم المحكمة الدولية القيادة الإسرائيلية أيضاً بانتهاج سياسة التجويع ضد سكان القطاع، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. بل إن العكس هو الصحيح. فقد أتاحت إسرائيل منذ إنشاء المناطق الآمنة في القطاع إدخال المساعدات الدولية ووافقت على إقامة الجسر البحري الأميركي، وأحياناً جاء ذلك على حساب العمليات العسكرية التي كان جيش الدفاع ينوي القيام بها. وللأسف، استولى عناصر حماس على كميات كبيرة من هذه المساعدات تحت تهديد السلاح ونهبوها.

تستمر عملية إدخال المساعدات إلى القطاع بل وتتوسع، وتم التأكد من أنه لا توجد مجاعة فيه، ما ينفي الادعاءات بوجود سياسة مقصودة لتجويع السكان.

استندت المحكمة في قرارها إلى تصريحات أدلى بها وزراء وشخصيات إسرائيلية من اليمين المتطرف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، دعوا فيها إلى محو قطاع غزة. ومع ذلك، يجب أن نذكر أولاً أن هذه كانت تصريحات فردية لم تعبر بأي شكل من الأشكال عن سياسة الحكومة، بل إن رئيس الوزراء ووزراء آخرين استنكروها.

إقرأ أيضاً: تأثير عودة ترامب على الشرق الأوسط وإسرائيل

كما جاءت هذه التصريحات بعد الفظائع المرعبة التي وقعت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) وفي وقت الغليان العاطفي، ولا يمكن اعتبارها سياسة مدروسة كما اعتبرتها المحكمة. ثانياً، إننا نسمع يوماً بعد يوم تصريحات حول النية لإبادة إسرائيل، ليس من شخصيات هامشية بل من رأس الهرم في النظام الإيراني ومن قادة أذرعه في المنطقة، ولم نسمع أي استنكار أو إدانة من قبل المحكمة الدولية لهذه التصريحات.

فيما يتعلق بازدواجية المعايير والنفاق، نذكر أنَّ المحكمة لم تحرك ساكناً حيال ما جرى في سوريا، حيث قتلت قوات نظام بشار الأسد وعناصر حزب الله والقوات الإيرانية نحو نصف مليون سوري وأجبرت الملايين على النزوح. كما التزمت المحكمة الدولية الصمت تجاه مذابح داعش في العراق وسوريا وفظائع الحوثيين في اليمن.

إقرأ أيضاً: الوعي الإعلامي: لماذا يجب أن نوليه بالغ الأهمية؟

تجاهلت المحكمة حقيقة أنَّ إسرائيل دولة قانون وديمقراطية، يحاكم فيها كل من يرتكب تجاوزات، كما حدث مع عدد من الجنود خلال المعركة الأخيرة. وفي محاولة مثيرة للسخرية للتظاهر بأنها محكمة محايدة، أصدرت المحكمة أيضاً مذكرة اعتقال بحق القيادي الحمساوي محمد الضيف، الذي أعلنت إسرائيل تصفيته وسيتم، كما يبدو، تسليم رفاته.

إنَّ قرار المحكمة الدولية البائس سيؤدي، إن أدى إلى شيء، إلى نتائج عكسية. فهو سيفضي إلى التحام الأطياف السياسية في إسرائيل من ائتلاف ومعارضة ضده من جهة، وقد ينفخ الرياح في شراع أعداء إسرائيل من جهة أخرى، ظناً منهم أنه ينال من عزيمة القيادة الإسرائيلية، ما سيؤدي بدوره إلى إطالة أمد الحرب بدلاً من إعادة الهدوء إلى المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
....
عدنان احسان- امريكا -

المخطط كان ان يلحق - بنصر الله والسنوار وهنيه ،، - ولكن يبدو انهم عفوا عنه و سيرحل قريبا لفلوريدا

المقاومون ليس إرهابيون بل ابناء الحرية وفق صحيفة عبرية ،،
بلال -

وافق قاتل الأطفال والنساء الارهابي نتنياهو على قرار يلزم الهيئات الممولة من الحكومة بالامتناع عن التواصل مع صحيفة هآرتس أو نشر إعلانات فيها، بعد أن قال مالكها آموس شوكن إن "إسرائيل تسمي مقاتلي الحرية بالإرهابيين".وقالت الحكومة الصهيونية إن القرار يأتي ردا على "الكثير من مقالات هآرتس الافتتاحية التي أضرت بما اسمته بشرعية إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، وخاصة التصريحات الداعمة للإرهاب التي أدلى بها شوكن".وذكرت صحيفة هآرتس أن وزير الاتصالات شلومو كرعي اقترح القرار الذي وافقت عليه الحكومة الصهيونية ،،

ستلفظكم فلسطين خارجها ،،
بلال -

المهم رمزية القرار قد فعلت فعلها، ولا شيء سيغير صورة "الكيان" بعد ذلك.‏قرن من الدعاية الكاذبة ودعاوى "المظلومية" تتهاوى أمام بهاء الدّم الفلسطيني المسفوك بوحشية، مشفوعا ببطولات استتثنائية لقوة مُقاومة مُحاصرة في إقليم صغير مُحاصر، وصمود أسطوري لشعب عظيم. ‏العالم يحترم من يقاوم، وليس من يخضع ويوفّر لعدوه "أرخص احتلال في التاريخ"، والتعبير الأخير لقائد "قبيلة فتح"، وله أيضا نظرية "العيش تحت بساطير الاحتلال"، ونظرية "احمونا.. ليش ما تحمونا؟!".

مين يقدر على الشعب الفلسطيني يا يهود الشتات؟
بدر -

من خطة الأصابع الخمسة التي حاول السفاح شارون تنفيذها لتقسيم غزة، إلى محاولات النازي نتنياهو لفرض سيطرته الكاملة على القطاع، بقيت المقاومة في قلب غزة أقوى من كل مخططاتهم.‏أرادوا تجزئة الأرض وفرقوا بين العائلات، ولكنهم لم ينجحوا في تقسيم روح الصمود فيهم.. غزة، رغم الحواجز والمستوطنات، ستبقى واحدة، وستبقى المقاومة تزداد قوة مع كل محاولة للقتل والتدمير، فأكثر من 280 عملية على محور نتساريم وحده، استهدفت جنود الاحتلال وأعادت لهم درسًا قاسيًا لن ينسى، وستبقى غزة كما كانت دائمًا مقبرة لغزاتها.

الهجرة المعاكسة للكوادر المميزة كابوس الاحتلال ،،
بلال -

يتعرض الكيان النازي الصهيوني لهجرة معاكسة تفرغه من كوادره وعقوله المهمة ، لعدة اسباب أقواها الان حربه على المقاومة في غزة ولبنان ، الاطباء يغادرون و اصبح اكثر من الف صهيوني يخدمهم ثلاثة اطباء وان الكيان الطبي في الكيان قائم على مجهود 300 طبيب لو غادروا لانهار الكيان بشكل ذاتي ، تواجد اليهود في فلسطين غلطة الاباء الصهاينة المؤسسين، ان الصهاينة جابهوا شعباً شديد البأس المراس ، شعب الجبارين الموحدين ،،