الكويت والتطبيع وثالثهما الخمارات!
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المناقشة كانت ودية في تبادل الآراء والاستماع للآراء المختلفة. لذلك، وجه أحد الحضور سؤالًا عن موعد السماح للخمارات في الكويت أسوة بدول خليجية أخرى، كخطوة نحو الإصلاح السياسي! وجدت الخيار الأمثل في الإجابة المقتضبة، وعدم التعمق بالتفاصيل عن الخمارات. فقد تحدثت عن عدم خبرتي في علاقة الخمارات بالإصلاح السياسي، وعدم امتلاكي خبرة العمل في هذه الأماكن، فضلًا عن عدم وجود علاقة لي في مجال تصدير واستيراد الخمور.
أسعفتني الذاكرة بسرد تجربتي الطلابية في السبعينيات في ولاية يوتا (Utah)، حين خيم شبح المدينة الجافة (Dry City) فيها، وصرامة عقيدة المورمن (Mormon) في جامعات خالية من الخمور، ونوادي ليلية من دون خمور، وغيرة اجتماعية على عذرية الفتيات قبل الزواج! صاحب الاستفهام، الذي بدا متحمساً لربط الخمارات مع الإصلاح السياسي في الكويت، كرر السؤال، وأنا كررت الإجابة والشرح عن عقيدة المورمن كما وردت في كتابهم The Book of Mormon، ونصحت بقراءة تاريخ الكويت منذ العام 1921 حتى العام 2024. أعربت، خلال اللقاء، عن أسفي لعدم وجود مبادرة حكومية كويتية لترجمة كتاب الأخ العزيز الدكتور خليفة الوقيان بعنوان "الثقافة في الكويت" إلى اللغة الإنجليزية، وما ورد في الكتاب بشأن وثيقة سنة 1921 للتعرف على مسار الشورى والديمقراطية والمبايعة الدستورية. الابتسامات المتبادلة أثناء اللقاء الودي حسمت موضوع الخمارات، واهتمام البعض في بريطانيا بها كمؤشر للإصلاح السياسي في الكويت. وعاد النقاش، الذي فقد سخونته، إلى الديمقراطية في الكويت ومستقبلها وعثراتها الحكومية قبل النيابية وأي طرف آخر. موضوع التطبيع بين الكويت وإسرائيل اعترض مسار المناقشة حول الديمقراطية في الكويت ومستقبلها، لكن اللافت كان معادلة غير متوقعة أو تحليلًا مفاجئًا عن أولوية موضوع التطبيع بالنسبة لأميركا وبريطانيا وغيرهما في الغرب في ظل حل مجلس الأمة وغيابه! المعادلة السياسية من وجهة نظر بريطانية تنحصر في أن الكويت كانت تلجأ في الماضي إلى حجة ضرورة موافقة البرلمان على الاتفاقيات الدولية، وأن قرار التطبيع مع إسرائيل ليس قرارًا واختصاصًا حكوميًا بحتًا من دون موافقة مجلس الأمة. ما الموقف الكويتي في حال تعرضت لضغط أميركي وغربي بالنسبة للتطبيع مع إسرائيل في غياب مجلس الأمة؟! قفز هذا التساؤل لأكاديمي بريطاني مصحوبًا بسيناريو لمساومة سياسية غربية بين التطبيع أو عودة الحياة الديمقراطية في الكويت! "الكويت ستكون آخر دولة تطبع العلاقات مع الكيان الغاصب"... عبارة كررها ورددها كثيراً في المحافل الدولية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد. هكذا كان تعليقي وردي على التساؤل حول احتمالات التطبيع بين الكويت وإسرائيل بعد حل مجلس الأمة. الاستفهامات المشروعة والسيناريوهات المحتملة، أو المناقشة الموضوعية، تحتم تحركًا دبلوماسيًا كويتيًا مكثفًا حول مستقبل الديمقراطية والإصلاح السياسي في الكويت، ونشاطًا حكوميًا استثنائيًا، واستباق الأحداث والتعقيدات المحتملة والممكنة، وليس انتظار الأزمات وضغوط دولية وتدهور في العلاقات الكويتية الغربية. * إعلامي كويتي
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف