كتَّاب إيلاف

لبنان وتركيا: بداية عهد جديد

صورة أرشيفية للقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في أنقرة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حسب العرف الدبلوماسي الدولي، تكون الزيارات الرئاسية: زيارة دولة، زيارة عمل، أو زيارة خاصة. وزيارة دولة هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، وتقام مرة واحدة لهذه الشخصية المستضافة بناءً على دعوة من الدولة المستضيفة. وتنطوي "زيارة دولة" على معنى سياسي كبير، ويتم الاعتناء بهذه الشخصية وفق مراسم خاصة وبرامج مميزة.

وفي "زيارة دولة"، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الأيام الماضية تركيا، ولهذه الزيارة أهميتها الخاصة لكلا الجانبين التركي واللبناني بناءً على المستجدات في المنطقة، وخصوصاً في لبنان وسوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد وإبعاد إيران عن التدخل المباشر في الشأن اللبناني والسوري، مع بقاء بعض الأمور غير المحسومة في سوريا ولبنان.

وجاءت هذه الزيارة بعد تغيير النظام في سوريا وصدور وعود من القيادة السورية الجديدة بأن تكون سوريا لكل السوريين، بتعددية منصفة يتم فيها إبعاد أي نزعة أو تمييز طائفي وضمان وحدة سوريا وسيادتها على كامل الأراضي السورية بما فيها مناطق الحكم الذاتي لأكراد سوريا.

وهذا الأمر هو ما يسعى له الرئيس ميقاتي في لبنان أيضاً، عبر تعزيز سيادة الدولة اللبنانية على كافة الأحزاب المدعومة من الخارج، كحزب الله المدعوم من قبل إيران، التي يبدو أن دعمها لحزب الله لا يكفي حالياً بعد انقطاع خط الإمداد الجوي والبري وربما البحري بينهما.

وأمن سوريا وأمن لبنان بينهما ترابط وتلازم وجودي، فأمن كلاهما من أمن الآخر. فهل يكون تغيير النظام في سوريا فأل خير على لبنان؟ بلا شك ان استقرار الأوضاع واستتباب الأمن في سوريا ولبنان يخدم الدولتين ويخدم كذلك الجانب التركي والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

إنَّ استقرار الوضع في لبنان مرتبط بقدرة ونجاح سوريا في العودة لوضعها الطبيعي، مما يساهم في تقوية موقف الحكومة اللبنانية. وهذه القدرة والنجاح مرتبطان باستمرار الدعم التركي، والأشقاء العرب، والعالم لسوريا، وانتقال هذا الدعم للبنان بشكل مباشر أو غير مباشر.

إقرأ أيضاً: اليمن والحوثي السعيد

ومن أكبر معوقات سيطرة الدولة اللبنانية على الداخل اللبناني هو وجود السلاح خارج إطار السلطة، وربما تضطر الدولة اللبنانية، ممثلة بالجيش اللبناني، إلى استخدام القوة في حال فشلت عمليات التسوية الداخلية.

فهل ستكون هناك عملية منضبطة للتحول في لبنان يواكبها دعم مناسب من الدول الداعمة للدولة اللبنانية؟

وفي ظل ظروف لبنان الحالية ووقوعه في مواجهة داخلية مع حزب الله وإيران، وفي مواجهة خارجية مع إسرائيل، فإنه بحاجة لدعم كبير سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً، ولو بطريقة غير مباشرة من تركيا، وسوريا، ومن بقية الأشقاء العرب والعالم.

إقرأ أيضاً: مهرجان الملك عبد العزيز للإبل السنوي

وإيقاف التغلغل الإيراني ونزع سلاح حزب الله يساهم في تقوية الجبهة الداخلية اللبنانية، وفي إيقاف الاستهداف الإسرائيلي، مما يعيد السلام والأمن للبنان ويسمح بالعودة لطريق البناء والتقدم، ويمكن لبنان من مطالبة إسرائيل بالانسحاب من كافة أراضيه المحتلة.

فهل سيتلقى لبنان الدعم المناسب؟ وهل سيفضل حزب الله مصلحة لبنان أم يبقى على مواقفه القديمة، مما يبقي لبنان في صراع داخلي وخارجي غير معروف الأمد، وتزداد ظروف الشعب اللبناني سوءاً؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف