باكستان تجازف بعلاقاتها مع روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أنّ دولة باكستان وبعدما وثّقت علاقتها مع روسيا، تخاطر بتلك العلاقات المميّزة من خلال ما يمكن تفسيره على أنّه "أخذ جانب" أوكرانيا في الحرب الدائرة بين كييف المدعومة مالياً وعسكرياً من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلى رأسه الولايات المتحدة، وموسكو. وذلك من خلال التعاون العسكري بين البلدين على حساب العلاقة مع روسيا.
خلال مباحثات له مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على هامش قمة "شنغهاي" التي عقدت في العاصمة الكازاخية أستانا شهر تموز (يوليو) الماضي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ العلاقات بين روسيا الاتحادية وباكستان تتطوّر بطريقة عملية وودّية.
في حينه، أشار بوتين إلى أنّ هذه العلاقات أخذت أشكالاً متقدّمة منذ عقود طويلة، كما شدّد على وجود مجالات واعدة يمكن أن يستفيد منها البلدين من خلال التعاون، خصوصاً في مشاريع الطاقة وسائر المجالات الزراعية والصناعية.
ويشار في هذا السياق، إلى أنّ روسيا ما زالت إلى اليوم تزوّد باكستان بكمية قياسية من الحبوب، تشكل 70 بالمئة من سوقها المحلّي الضخم.
وتطرق الرئيس الروسي كذلك إلى آفاق زيادة حجم التجارة بين البلدين ووصفها بـ"الجيدة للغاية"، كما ذكر أنّه منذ اللقاء الذي تمّ بين الدولتين على هامش قمة منظمة "شنغهاي" للتعاون في مدينة سمرقند، تطوّرت العلاقات بين البلدين، كاشفاً نموّ مضطرد في التبادل التجاري بين الجانبين.
قال بوتين، حينها، إنّ روسيا مستعدة لزيادة تصدير موارد الطاقة إلى باكستان، مضيفاً: "لقد بدأت عملية توريد موارد الطاقة الروسية إلى باكستان ونحن مستعدون لزيادتها"، وتابع الرئيس الروسي: "وفقاً لطلبكم، تحاول روسيا المساهمة في ضمان الأمن الغذائي في باكستان، ونحن نعمل على زيادة إمدادات الحبوب إلى السوق المحلية في ذلك البلد".
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الباكستاني أنّ الوقت قد حان لتوسيع العلاقات التجارية مع روسيا بشروط المقايضة المتفق عليها سابقاً، وأضاف: "في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كان لدينا تبادل تجاري يجري بشروط المقايضة.. ويبدو لي أنّ الوقت حان الآن للتغلب على المشكلات المالية والمصرفية، وتوسيع علاقاتنا بشروط المقايضة".
أشار شريف أيضاً، إلى أنّ تجارة المقايضة يمكن أن تساعد باكستان في التغلب على مشاكلها المادية.
ولكن يبدو أنّ هذا "الربيع المزهر" بين البلدين، آيل اليوم للتحول إلى "خريف مكفهرّ"، وذلك في خطوة ربّما تؤدّي إلى تعكير العلاقات بين البلدين. إذ تتقاطع المعلومات حول تواصل يشقّ طريقه بشكل هادىء، بين المؤسسات الصناعية العسكرية الحكومية في باكستان (Heavy Industries Taxila) والشركة الأوكرانية (Ukrspetsexport) من أجل التعاون العسكري بين الطرفين.
إقرأ أيضاً: روسيا تقلّص عجزها... وتضاعف منتدياتها الاقتصادية
ففي شهر تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، أبلغت الشركة الباكستانية نظيرتها الأوكرانية استعدادها لبدء عملية تفاوض بشأن سداد ديونها الحالية ومناقشة المزيد من التعاون بين الشركتين والبلدين بموجب عقد تمّ إبرامه مسبقاً من أجل تحديث دبابة القتال الرئيسية في باكستان "الخالد-1" التي جرى تطويرها بشكل مشترك من قبل شركة الباكستانية مع شركة الدفاع الحكومية الصينية "نورينكو".
وبالرغم من المبادرة التي قامت بها موسكو بهدف توثيق العلاقات مع دولة باكستان حسب توجيهات الرئيس الروسي، خلال الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسي أوفرشوك إلى إسلام أباد، والتقى المسؤول الروسي كبار المسؤولين في إسلام آباد، إلاّ أنّ مبادرة Heavy Industries Taxila الباكستانية تتقدم مع المؤسسة الصناعية الدفاعية المملوكة للدولة الأوكرانية، غير آبهة بمخاطر هذا التعاون.
فإعادة تفعيل التعاون الثنائي بين الشركتين، ترك أثاراً سلبية لدى موسكو بحسبما تكشف المعلومات. إذ تعتبر روسيا أن هذا الموقف لا تتوافق مع الحياد الذي اتخذه الجانب الباكستاني سابقًا بما يتعلق بالنزاع الروسي &- الأوكراني، والذي أكد عليه بيان لوزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري في أيار (مايو) من العام 2022 في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك.
في حينه، صرّح الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بالوش في آب (أغسطس) 2024 خلال مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي"، وأكد على حياد باكستان. لكنّ هذا الموقف المستحدث للمؤسسة العسكرية الباكستانية بالتعاون مع المؤسسات العسكرية في أوكرانيا، بدأت تظهر تأثيراته السلبيّة على العلاقات الروسية - الباكستانية.
إقرأ أيضاً: حملة تبرّعات أوكرانية في لبنان تُغضب موسكو
يشار إلى أن شركة Heavy Industries Taxila تقع في منطقة روالبندي في مقاطعة البنجاب في باكستان، والمشروع العسكري الباكستاني لإنتاج هذا النوع من الدبابات، تتمّ إدارته بواسطة مجلس عسكري رفيع يرأسه الفريق في القوات العسكرية الباكستانية خطاك شاكر الله. وهذا يعني أن دوائر القرار في باكستان تعي خطورة هذه الخطوة وتصرّ عليها... فأيّ مستقبل ينتظر العلاقات بين باكستان وروسيا؟
ربما الإجابة عن هذا السؤال موجودة لدى السلطات الباكستانية.