21 عاماً ضاعت وسط الزحام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تزاحمت عبارات النقد والسخط، وعدم الرضا على النتائج التي خرج بها منتخب الصقور الخضر من بطولة خليجي 26، وكل كتب وفق رأيه الشخصي أو ميوله أو خلفيته الإدارية والفنية، عن أسباب السقوط المر أمام منتخبات نتفوق عليها زخماً وإمكانيات. وتجاهل الكثير أنَّ الفشل ليس وليد هذه البطولة، بل هو امتداد للفشل المتراكم من 21 عاماً، لم يحقق الأخضر خلالها أي بطولة إقليمية أو قارية.
في كل مرحلة من مراحل الهزيمة، نسل أقلامنا ونوزع التهم هنا وهناك، على أمل أن يهدأ الوسط الرياضي المحتقن، ويستفيد المسؤولون عن هذه الكوارث من تشريحنا لحالات الإخفاق تلك، وإدراك أسبابها ومسبباتها. لكن في كل مرة يتم مكافحة فيروس الفشل ببعض المسكنات الموضعية، جهاز فني رايح وجهاز فني جاي، استدعاء عناصر وتسريح آخرين، وتختفي الأسباب الجوهرية خلف القرارات العشوائية، التي تضرب في مفاصل اللعبة، وتزلزل أركانها.
وتستمر اختياراتنا الخاطئة، ونزكي جهازاً إدارياً لا يفقه في أبجديات اللعبة، وصناعتها وخطط علاجها وتطويرها، على بالنا أن المال يمكن أن يحقق الإنجازات والمعجزات.
كرة القدم أصبحت صناعة، وعلماً يبنى على استراتيجيات وأهداف، يشرف على تنفيذها خبراء إداريون، ورواد رياضيون معاصرون، ولا تحتاج إلى تزكيات ومجاملات، وأجهزة فنية ليس لديها شغف الإنجازات، وتسلم بالتدخلات وتفتقر إلى مخزون من الفكر الكروي، ولاعبين يتباين طموحهم، وتتراجع موهبتهم أمام التخمة المادية ويتذبذب لديهم الشغف والروح.
حتى نتخلص من هذه المعوقات، نحتاج إلى مركز رياضي يحتوي على لجان متفرعة يديرها مجموعة من الخبراء المتخصصين، يضعون الدراسات، ويشخصون الظواهر والحالات، ويقيّمون النتائج إدارياً وفنياً وعناصر.
إقرأ أيضاً: الثرثار
لا يزال أمامنا متسع من الوقت للخروج من حالات الفشل المتكررة، هرمنا ونحن نطارد السراب، ولا يتوافق وضعنا الكروي مع ما تقدمه الدولة من دعم مادي ولوجستي، مع المخرجات المزرية، نترقب استحقاقات قادمة نفخر بتنظيمها، تحتاج إلى برامج عمل وجهد، ويكفي ما حصل للاتحاد في مونديال الأندية، وكيف ترك يقارع نخبة من العمالقة، لا حس ولا خبر، وركضنا نحشد كل الطاقات خلف ناد وحيد، على حساب البقية، وننادي بدوري قوي ليرتقي إلى مصاف أقوى الدوريات العالمية.