تحرير العراق من إيران: دورة الغزاة في بلاد الرافدين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يناقش الكونغرس الأميركي مسودة قانون "تحرير العراق من الاحتلال الإيراني"، ولو تم تمرير هذا القانون، يكون الزمن قد طوى ثلاثة عقود على قانون تحرير العراق من نظام صدام حسين الاستبدادي، الصادر عام 1998 من الكونغرس الأميركي في عهد الإدارة الديمقراطية آنذاك والرئيس بيل كلينتون، كأنَّ "تحرير" العراق صار أشبه بأسطورة "صخرة سيزيف" وغضب الآلهة الأبدي ضد تمرد سيزيف!
تحرير العراق، يعني حروباً وقتلى ومعاقين وتدمير مجتمع واختفاء حياة وتكاثر المقابر والوحوش البشرية والطائفية وانتهاكات لن تتوقف؛ يعني دورة جديدة من ضياع الزمن والأحلام والناس، وبداية المشوار لمنظومة سياسية طفيلية تبذر الفساد في جميع مرافق الدولة المتشظية أصلاً!
التحرير وفق الرؤية الأميركية ترجمة وافية لاستبدال السيء المستبد، القاتل، بما هو أسوأ وأفسد وأفشل وأكثر استبداداً وإجراماً!
التحرير يعني طبخة جديدة تشمل الشرق الأوسط، وتحريك الماكنة الحربية وإنتاج أجيال جديدة من الأسلحة الفتاكة وبشر من نوع ما جاءوا به للعراق من بضاعة عام 2003، وإطلاق مشروع التشرذم والتهتك لكل ما هو وطني ونظيف، والبدء بمشوار الحروب الداخلية الطائفية والعرقية، إضافة إلى تدمير ما تبقى من نقاء اجتماعي أو موروثات ثقافية وأخلاقية!
إقرأ أيضاً: أميركا وإيران: استسلام أم حرب؟
القانون الأميركي الأول بتحرير العراق من الدكتاتورية لاقى فرحاً واستبشاراً عراقياً واسع النطاق من عراقيي الداخل والخارج، وكان حلم الجميع يقترن بمفهوم حرية الوطن والإنسان واللحاق بما يحدث في العالم من تطور وحياة، بعد أن أغلق صدام جميع الآفاق والحدود على العراقيين، وعندما جاء التحرير "الاحتلال الأميركي" والبضاعة السياسية الفاسدة التي جاء بها، وتسليم الدولة والمجتمع لسلطة أحزاب الإسلام السياسي، بدأت تغزو العراق جائحة بعد أخرى من الموت بالطائفية، والفساد الإداري والمالي، إلى انتشار سلطة السلاح المنفلت وعصابات الجريمة والميليشيات العقائدية، إلى تفاوت طبقي ومعيشي ومظاهر فقر وثراء فاحش غير مسبوقة في العراق. وأصبحت مفردات مثل "الديمقراطية" و"الدستور" ومجلس النواب تمثل اعتداءً على المزاج الوطني، وواقع الحال يقول لقد عُوِّض الشعب بعدد كبير من الدكتاتورين بدل دكتاتور واحد.
تقول أميركا إنها تريد تحرير العراق من الاحتلال الإيراني!
أليس خطوات هذا الاحتلال قد تمت تحت نظر ومراقبة الوجود الأميركي؟ وما هي الأحزاب الحاكمة والمهيمنة على مقاليد السلطات جميعاً، من أَيْنَ جاءت، أليس من إيران؟ وكان السفير الأميركي يجلس بجوار السفير الإيراني في يوم إعلان تشكيل الحكومة داخل مجلس النواب، وأكثر الأسماء المستوزرة لها تاريخ من النشوء والعمل والارتباط بإيران، وبعض المستوزرين كان مقاتلاً في صفوف الجيش الإيراني، وهم يعلنون ذلك وتاريخهم يتحدث، وكل شيء كان يحدث بعلم ورصد وقبول أميركي!
إقرأ أيضاً: انتصار العقل السياسي الكردي
الآن صار الأميركي يدرك أنَّ البضاعة السياسية التي جاء بها إلى السلطة في العراق غير صالحة لمشروع الديمقراطية، وهو أمر صحيح جداً، لكن بعد ماذا؟
بعد خراب البصرة؟ وكيف تركتم الاحتلال الإيراني، كما تقولون، يتغول ويكسب سلطات الحكم لعقدين من الزمن؟
المشروع الأميركي - الإسرائيلي يقترح شرق أوسط بمقاييس جديدة؛ توجه يستدعي أن تتغير بنية النظام العراقي السياسية وفك ارتباطاته مع إيران، ومن هنا يأتي مشروع إصدار قانون تحرير العراق من إيران، وسيبقى العراق والشعب العراقي الضحية الأولى في مشاريع الاحتلال والتحرير! وهنا يحضرني الإيجاز الذي قاله الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف:
"يا بلاداً بين نهرَين.
بلاداً بين سيفَين.
أعادت هذه الأرض التي كانت لنا بيتاً ولو يوماً، ممّراً للغزاة ".
التعليقات
الطبالون
حسين -وفاء الرشيد في زمن التحولات الكبرى، يصبح للكلمة وزن، وللرأي دور، وللقلم مسؤولية.. ومع ذلك، يصرّ بعض الكتّاب على أداء دور «الطبّال الإعلامي»، لا يكتب إلا مديحاً، ولا يرى إلا نجاحاً، كأن همّه الأكبر هو توزيع الشكر والثناء، لا تحريك الفكر ولا إزعاج العقول النائمة، وإذا كتب كاتب زميل موضوعاً أشكل هاجمه بطمطمة غريبة؟
غزاة يقضون على غزاة
كاميران محمود -كيف يمكن أن يشكل الغزو قضاءا على انتشار سلطة السلاح المنفلت وعصابات الجريمة والميليشيات العقائدية،و تفاوت طبقي ومعيشي ومظاهر فقر وثراءفاحش غير مسبوقة في العراق إضافة إلى الخرافة التي أصبحت البديل الذي حل محل الحياة الثقافية كما يحدث في ظل أي نظام اسلامي أو اي مجتمع يتبنى(باغلبيته)خرافات السلفيين وتكفيرهم لكل ما يليق بالإنسان العاقل المعاصر من جهة، وأن يشكل نفس الغزووالتحريرالتالي له إطلاق مشروع التشرذم والتهتك لكل ما هو وطني ونظيف، والبدء بمشوار الحروب الداخلية الطائفية والعرقية، إضافة إلى تدمير ما تبقى من نقاء اجتماعي أو موروثات ثقافية وأخلاقية!لا يعقل ذلك أن كان الهدف من الغزو هوالتحريرمن الغزو الايراني بمعنى القضاء على ميليشيات العقائدية(أن تم قتلهم عن آخرهم ومن كلاطرفي الخرافة) أي منع ابتداء مشوارالحروب الطائفية أولا وثانيا كيف يمكن لذلك الغزو أن يدمر ما تبقى من نقاء اجتماعي أو موروثات ثقافية واجتماعية بعد القضاء على الاسلاميين افكارا ومشاريعا مالم ياتي المخطط بمشعوذين محسنين من داخل النظام الحالي أومن تركيا ومن الضروري التذكير بأن المشروع الأميركي السابق كان في أساسه يتبنى جعل الأغلبية الشيعية تمتلك الكلمة العليا سياسيا(تحريرها)وكأنها لم تكن تشكل البنية العريضة لعصابات صدام ما أدى تاليا إلى التشرذم الطائفي الحالي ومن جهة أخرى عولت جهات اخرى داخل الادارة على تقديم نموذج شيعي ديمقراطي لمنافسة النموذج الايراني دون إبداء أي اهتمام بعواقب المشروع بسبب كون الاهتمام الأول للمواطن وبسبب تدني المستوى الثقافي،اختيارا أو انتماءا للحشود أو للقطعان وليس للبرامج السياسية. والسبب الأكبر في رأيي هوان المخططين لتلك المشاريع هم من تم اختيارهم كنخبة في معاهد السياسة فقط لأنهم يستحقون قضاء اوقات فراغهم بهوايات أرقى من هوايات العامة حتى لو تمثلت في تخطيط مستقبل شعوب بأكملها وفي حال اختيارباحثين من المنطقة فيحبذون(جورج تاون) اختيار مهاجرين ذو خلفية قروية ببنية فكرية وثقافية أساسها الخرافة والشعوذة ولك تحياتي.