أعراق قلقة: الكرد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عجّلت التطورات الدراماتيكية المفاجئة التي طرأت على القضية الكردية لتكون موضوع طرحنا اليوم ضمن هذه السلسلة التي سنتناول فيها بعض المشاكل التاريخية والجيوسياسية لبعض الأعراق والتي نعتناها بالأعراق القلقة لأسباب كثيرة، منها أن هذه الأعراق لها تاريخ طويل من عدم الاستقرار الجغرافي والسياسي والاجتماعي، وقد بدأنا باليهود كعرق لا كعقيدة.
وفي طرحنا اليوم سنتناول المسألة الكردية، ولا أدعي الإلمام التام بالقضية الكردية، لكن أدّعي بأنني من متابعيها، وبالأحرى من مناصريها لأبعد الحدود، فالقضية الكردية متفردة بالوضوح الجغرافي والتاريخي والاجتماعي الذي يجعل الظلم الواقع عليها من كل الأطراف هو ظلم بيّن ارتُكب في حق هذا الشعب الذي عانى لعقود طويلة أشد المعاناة في كفاح مستميت من أجل استقلال أراضيه وحقه في وطن قومي، والمفارقة أنَّ المجتمع الدولي قد استطاع أن ينشئ وطناً قومياً لعرق متشرذم في الشتات، لكنه لم يستطع أن ينشئ وطناً لعرق يملك الأرض ويعيش عليها ومعه كل صكوك الملكية، تاريخاً وجغرافيا.
إقرأ أيضاً: أمة المهاجرين
وفي رأيي الشخصي أنَّ الأكراد ليسوا عرباً، ويظهر ذلك جلياً في ثقافتهم الموروثة ولغتهم التي لم يتنازلوا عنها (كما حدث مع الأقباط على سبيل المثال) مما ساعدهم على الاحتفاظ بهويتهم، وكذلك جيناتهم المطبوعة على ملامحهم المميزة. عامل آخر يؤكد أنهم عرق متفرد هو وضع المرأة المتميز في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى موقع رقعتهم الجغرافية المتصلة، والتي صمدوا فيها بالرغم مما عانوه لقرون طويلة.
وقد انخرط الكرد كمحاربين أشداء في صفوف كل الإمبراطوريات التي تعاقبت على حكمهم، وساهموا في انتصاراتها على أمل مكافأتهم بوطن، بدءاً من جيوش المسلمين والفرس والروس حتى العثمانيين، لكن الجميع خذلوهم بعد أن نالوا غرضهم منهم، مما دفعهم للثورة مراراً كثيرة، لكن كل ثوراتهم انتهت بإخمادها، وربما كانت خلافاتهم واختلافاتهم وصراعاتهم الداخلية هي سبب رئيس في فشل كل ثوراتهم على مستعمريهم.
إقرأ أيضاً: أسماء الأشياء... الحصاد المر
وأخيراً، وعلى استحياء، ساعدتهم الظروف وظفروا برقعة، وإن كانت منقوصة السيادة، إلا أنها قد تشكل نواة لدولة في المستقبل، وربما المناوشة بمحاولة استقلال كردستان الفاشلة عن العراق التي قاموا بها أظهرت طموحهم الأزلي إلى وطن مستقل، كما أظهرت أيضاً كمّ الإصرار المحيط بهم على عدم حصولهم على دولة خشية التداعيات المحتملة، بل والمؤكدة، على محيطهم الجغرافي، وبالأخص في تركيا، عدوهم التاريخي، والتي كانت العقبة الكؤود أمامهم طوال تاريخهم، والتي يعيش فيها أكبر تكتل جغرافي وديموغرافي كردي.
ومع التسليم بوجود مثقفين كرد كُثُر لهم باعهم الطويل في قضيتهم، لكن ربما النظر للقضية من بعيد، أو على الأصح من غريب، ربما تكون نظرة محايدة ولو نسبياً.
التعليقات
خليك في قبطيتك الخايبة ياعيد ،،
حدوقه -خليك في قبطيتك الخايبة ياعيد ، لا تهرب من مشاكلك النفسية ومشاكلك في بيتك وكنيستك إلى غيرك ، ان كنت جدع ناقش هذه الأمور ولا خايف من الكنيسة ترميك بالحرمان فتفطس ناقص كرسي في الملكوت ؟
امة مظلومة
ابو تارا -شكرا ايها الكاتب المنصف على هذا المقال والموقف الانسانى الودى النابع من ضمير حى وسمو ونبل ازاء الكورد وقضيتهم العادله والظلم التأريخى الذى لحق بهم وكثر الله من امثالكم الطيبين والشرفاء والاحرار تحية اجلال واكرام لشخصكم الكريم ولصحيفتنا الغراء ايلاف منبر الاحرار المزيد من التقدم والازدهار
السكوت أفضل من الكلام الهزيل
فول على طول -يقول السيد الكاتب : وفي رأيي الشخصي أنَّ الأكراد ليسوا عرباً،..انتهت الجمله .والنبى يا عم الكاتب تقول أن الأكراد ليسوا عربا وهذا تاريخ ثابت ومعرف قولا واحدا ليس رأيك الشخصى ..انتهى - ثم يقول الكالتب : المفارقة أنَّ المجتمع الدولي قد استطاع أن ينشئ وطناً قومياً لعرق متشرذم في الشتات، ..انتهت الجمله والسيد الكاتب يقصد اليهود بالطبع ...يا راجل أنت بتتكلم جد ؟ طيب ما رأيك أن اليهود موجودين فى فلسطين قبل كل الأديان والعربان هم الذين غزوا المنطقه بالكامل وأيضا غزوا شمال افريقيا ..انتهى - الحقيقه الشعب الوحيد فى العالم الذى يستحق التقدير والتبجيل والاحترام الخ الخ هم اليهود والأسبان ..انتهى
غجر اليونان يفزعون لغجر القوقاز
بسام الشامي -ليس غريبا على من زاود على الصهاينة بصهيونيته أن يزاود على غجر القوقاز بعنصريتهم وأن يكون حتى مع عبدة الشيطان. هل هذه مقدمة لأن يطالب أرثوذكس المهجر باستقلال الأحياء التي يحتلها غجر اليونان عن مصر أم أنه نكاية بالطهارة تبولون على أنفسكم وتجاهرون بكل ما هو معادي للعرب والمسلمين من باب الحقد والكراهية التي رضعتموها في كنائسكم العنصرية التي تكره ليس المسلمين فحسب بل البشرية جمعاء بما فيهم الكاثوليك والبروتستانت. بالمناسبة ، لا توجد دولة في العالم تؤيد تقسيم سوريا والعراق وتركيا وايران ولا حتى اسرائيل لخلق كيان لقيط عنصري في الشرق الأوسط لعدم وجوده أصلا لا في الجغرافيا ولا في التاريخ كما يدعي الغجر ولو كان موجودا لأسسه صلاح الدين الأيوبي بدلا من الدولة الأيوبية والذي لولاه لأبادكم أقرانكم الصليبيين ولما جدتم اليوم لتشتموه وتشتموا العرب والمسلمين وهذا ليس قولنا بل قول كبار كهنتكم الذين ناصروه . أما عن شمال العراق السليب في لحظة ضعف لا يجرؤ قزم أربيل على الانفصال لأنه يعرف جيدا أنه بمجرد سحب العراق حمايته لهم ستحتله إما تركيا أو ايران وبمباركة دولية.