كتَّاب إيلاف

صدام حسين كان حاضرًا في طرطوس!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تجمع عشرات آلاف من السوريين يوم الإثنين المصادف 8 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، في عدد من المدن السورية احتفالًا بالذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، وانتهاء عقودٍ من الدكتاتورية والمسالخ والاستبداد والإبادة الجماعية.

وشهدت “ساحة الأمويين” بالعاصمة دمشق تجمعًا لعشرات آلاف السوريين، احتفالًا بسقوط النظام البعثي العمقي، وسبق الاحتفالية في الساحة المذكورة عرض عسكري نظمته وزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية، بحضور الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.

صدام حسين كان حاضرًا؛ فقد شهدت مدينة طرطوس الواقعة على الساحل السوري، أسوة بالمدن السورية الأخرى، تجمعًا لعشرات الآلاف من السوريين احتفالًا بذكرى سقوط الدكتاتور السوري، ولكن بدل أن يرفعوا صور ضحايا مسلخ صيدنايا العسكري ومعسكرات الإبادة الأخرى في زمن أسد الأب والابن، رفعوا صورة الدكتاتور العراقي المعدوم صدام حسين الذي أُعدم لتورطه بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

كضحية من ضحايا البعث العراقي أقول: من حق السوريين أن يحتفلوا بسقوط طاغيتهم، نعم من حقهم أن يهتفوا للحرية والسلام، والخلاص من المسالخ، والقتل والتهجير والتبعيث والتعريب، ولكن ليس من حقهم أن يستفزوا الشعوب العراقية برفعهم صورة الدكتاتور المقبور صدام حسين الذي تورّط بإبادتهم وقتلهم في مسالخ البشرية، وفي انفلاتاته الدموية وقادسيته المشؤومة.

إن رفع صورة الدكتاتور المعدوم صدام حسين من قبل المحتفلين بالذكرى الأولى لسقوط تؤام البعث العراقي، تحمل في طياتها دلالات سياسية متناقضة ومشبوهة، وخطيرة واستفزازية للشعوب العراقية، ولكل من تضرر من البعث العراقي الفاشي، وأن هذه الاستفزازات المتعمدة لا تدعم رحلة سوريا نحو السلام والازدهار والاستقرار، ولا تحترم مشاعر الشعوب التي تضررت من سياسة الإبادة الجماعية البعثية في العراق.

أخيرًا، كضحية من ضحايا حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، أقول مخلصًا إن ما حدث في مسلخ صيدنايا ومسلخ نقرة السلمان في زمن حكم أسد الأب والابن، وزمن صدام حسين المعدوم، يجب أن يكون درسًا لعدم السماح بتكرار مثل هذه المسالخ البشرية، ودرسًا لتعافي سوريا والسوريين، والعراق والعراقيين، وليس العكس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف