أخبار

بي بي سي تنقل نبض الشارع

يوم من الارتباك والخوف في إسرائيل بسبب "طوفان الأقصى"

Getty Images
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بينما كان إسحاق هيلز على وشك أن يبدأ يومه صباح يوم السبت، إذا به يسمع أصوات دوي إطلاق الصواريخ الثقيلة.

هيلز الذي يعيش في غزة بالقرب من السياج الأمني الذي يفصل القطاع عن الأراضي الإسرائيلية، ولمدة 45 دقيقة متواصلة، سمع أصداء إطلاق النار من منزله في حي الشجاعية.

ولم يكن هيلز، وهو فلسطيني يعمل في مجال المشاريع الاجتماعية، متأكداً مما يحدث. كان يعتقد أن إسرائيل تهاجم قطاع غزة مرة أخرى.

وقال: "كنت أفكر فيما مررنا به في الحروب الأربعة الماضية، وتمنيت ألا أتعرض لها أو أجربها مرة أخرى".

وسرعان ما جمع عائلته المكونة من 12 فردا بحثا عن مأوى في مكتبه بوسط المدينة.

وما إن خرج من منزله حتى وجد العديد من جيرانه في الشوارع. عيونهم مليئة بالخوف.

الهجوم الأكبر
لم يعرف إسحاق وجيرانه بعد أن حركة حماس الفلسطينية أطلقت وابلا من الصواريخ على إسرائيل، وتجاوز مسلحوها السياج الأمني وتسللوا إلى إسرائيل.
وفي غضون ساعات قليلة من إعلان حماس عن أكبر هجوم لها ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده في حالة حرب.
وكان المدنيون الإسرائيليون الذين يعيشون بجوار غزة يتوقعون ذلك الهجوم.

اختبأت أديل رايمر، معلمة اللغة الإنجليزية، البالغة من العمر ثمانية وستين عاما، لإنقاذ حياتها، لكنها سرعان ما سمعت طرقا عنيفا على بابها.

وتعيش أديل، التي انتقلت إلى إسرائيل من أمريكا عام 1975، حاليا في مستوطنة مجتمعية تقع شرق قطاع غزة.

هل ستنفذ إسرائيل عملية برية في قطاع غزة؟

بالصور: كيف يبدو ثاني أيام التصعيد في قطاع غزة؟

كيف أخفقت المخابرات الإسرائيلية في إحباط الهجوم من غزة؟

قالت لبي بي سي في مقابلة عبر الهاتف: "بعد ساعة من سماع الصواريخ، سمعت المقاتلين خارج منزلي". وأضافت: "لقد حاولوا اقتحامة لكنهم فشلوا. أنا غير مسلحة. وأخشى أن أتخيل ما يمكن أن يحدث لي".

وأضافت أن المسلحين تحركوا بعد ذلك لمهاجمة منازل أخرى.

قالت أديل: "أخشى أن أسأل عما حدث لجيراني".

قال إيال، الذي يعيش بالقرب من قطاع غزة، في بلدة تسمى صوفا، جنوب رفح لبي بي سي عبر الهاتف: "أنا غاضب ومتألم للغاية".

وأضاف واصفا الهجوم: "أنها مذبحة".

وأردف بالقول وقد بدا عليه الخوف الشديد "بدأ الأمر حوالي الساعة السادسة صباحا بإطلاق الصواريخ. سمعنا صفارات الإنذار واحتمينا في الملاجئ. وفي وقت لاحق، سمعنا أصوات إطلاق نار- كان المسلحون يقتربون. لم نغادر الملاجئ طوال اليوم".

يقول إيال وأديل إن وصول قوات الأمن الإسرائيلية إلى مكان الحادث استغرق "ساعات". ولم تتمكن بي بي سي من التأكد من المدة التي استغرقتها القوات الإسرائيلية للرد على الهجمات، لكن كانت هناك انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تقاعس إسرائيل عن التحرك في الساعات الأولى من الهجمات التي انطلقت من غزة.

تعطلت معظم خطوط الهاتف في المناطق التي تعرضت للهجوم داخل إسرائيل، كما أن الوصول إلى الإنترنت أصبح صعبا.

ومن بين من تمكنت بي بي سي من الاتصال بهم عبر الهاتف، كان العديد منهم يذرفون الدموع ولم يتمكنوا من التحدث لفترة طويلة.

كما فاجأت عملية حماس الكثير من الفلسطينيين، حيث وصفها كثيرون بأنها تحول "غير مسبوق" في الأحداث.

وقال مراسل بي بي سي في غزة، عدنان البرش، إن الناس لم يكونوا متأكدين مما كان يحدث في الصباح الباكر.

الاستعداد للأسوأ
قال عدنان "سمعنا أصواتا قوية ومتكررة لصواريخ تُطلق من القطاع"، وأشار إلى أن الناس سرعان ما اكتشفوا أن المسلحين الفلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل "من خلال حسابات حماس على وسائل التواصل الاجتماعي".
وتوقعا لرد عسكري قوي من إسرائيل، قال العديد من الفلسطينيين داخل قطاع غزة لبي بي سي إنهم "مستعدون لأي شيء قد يحدث".

استمرار التصعيد بعد هجوم حماس "المباغت"، والجيش الإسرائيلي يُخلي بلدات غلاف غزة

ويضيف إسحاق: "على العالم أن يفهم أننا نعاني منذ فترة طويلة، وأن أي رد فعل بعد اليوم نحن مستعدون له".

أما الناشطة الفلسطينية، نادية أبو شعبان، فقالت لبي بي سي عبر الهاتف من غزة: "ليس لدي مشكلة في أن أموت الآن".

من جهتها أعلنت حماس فعليا أن عمليتها الجارية تعتبر "انتصارا".

ودوت أصوات التكبيرات والدعاء من مكبرات المساجد احتفالا في كافة أنحاء قطاع غزة.

وقال العديد من الإسرائيليين الذين تحدثت إليهم بي بي سي، إنهم لا يستطيعون أن ينسوا بسهولة حجم الهجمات التي شهدوها يوم السبت.

وأضاف إيال، الذي يسكن صوفا: "أُسرٌ بأكملها أصيبت مع أطفالها أو قُتلت أو اختُطفت. أنا شخصيا أتوقع أن يدفع قادة حماس ثمن هذه المذبحة الرهيبة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف