صحة

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الخامسة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



العادة السرية بين الحقيقة والخيال

هبطت العادة السرية من سماء الخيال إلى حيث أرض الحقيقة والواقع على يد علماء النفس وأطبائه، وكانت وسيلة هذا الهبوط هى مظلة الإحصائيات والبحوث الميدانية والقياسات عن طريق الأسئلة، وكانت البداية مع "كينزى" الذى ذكر فى بحثه أن النسبة هى 92% من الرجال و 62% من النساء مارسوا العادة السرية على الأقل مرة واحدة فى حياتهم، ثم كانت إحصائية "هنت" 1975 حين ذكر نسبة مقاربة وهى 94% من 982 رجلاً و 63% من 1044 سيدة مارسوا العادة السرية، وأيضاً التى ذكرها "كتون" 1974 وهى 89% من الرجال و 61% من النساء، وقد إهتم بعض العلماء بإجراء أبحاثهم على النساء فقط مثل "ميللر وليف" اللذين ذكرا 1976 أن 78% من النساء قد مارسن العادة السرية، وزاد "هيت" النسبة قليلاً إلى 82% من مجموع 3000 سيدة أجرى عليهن البحث 1977، أما ليفين فقد وسع مجال البحث بحيث شمل مائة ألف سيدة وخرج بنتيجة تقول أن ثلاثة أرباعهن قد مارسن هذه العادة، ولكن ما هو السر فى هذه الزيادة التى وجدها الباحثون بالنسبة لممارسة العادة السرية بين السيدات؟، أرجعها الباحثون إلى ثلاثة أسباب وأرجوكم لا ننسى أننا نستمد كل هذه الإحصائيات من الخارج ولكن ما باليد حيلة فنحن أعداء الإحصاء وملوك نظرية ياعم فوت... والعدد فى الليمون!!

السبب الأول: المرونة النسبية لبعض المواقف المتصلبة والمتشددة تجاه العادة السرية عند النساء برغم الإحساس بالذنب والعار الذى يكتنف كل من تمارسها.
السبب الثانى: لم تعد العادة السرية أسيرة الصدفة، ولم يعد إكتشافها يتم فجأة، وقد ساعد على ذلك أن معرفة النساء بها وبأمور الجنس بصفة عامة قد أصبح متاحاً وفى سن صغيرة وعبر وسائط متعددة.
السبب الثالث: يتعلق بالرجل الذى تغيرت نظرته بالنسبة للإشباع الجنسى للمرأة والتى فى بعض الأحيان يشجعها على الوصول لهذا الإشباع حتى ولو بالعادة السرية.

نأتى فى النهاية لمسألة العدد، أى معدل الممارسة، وما هو العدد الذى نضعه فى إطار الطبيعى، وما هو الذى نصفه بالشاذ أو المبالغ فيه؟، وفى البداية نطرق باب علماء الصحة الجنسية الذين بحثوا فى هذا الموضوع:
ذكر "كينزى" أن معدل ممارسة العادة السرية بالنسبة للرجل العازب فيما بين 16 إلى 20 سنة هو 57 مرة فى السنة، ويقل هذا الرقم إلى 42 فيما بين 21 إلى 25 سنة، أما فى المرأة فإن الرقم هو 21 مرة بالنسبة للفترة العمرية مابين 18 إلى 24 سنة وهو ما لم يوافق عليه هنت فى بحثه ورفعه إلى 37 مرة فى السنة.
ويفترض كثير من الناس أنه ما دام الإنسان قد تزوج "رجلاً كان أم سيدة" فهو بالقطع لا بد أن يكف عن ممارسة العادة السرية، ولكن الوضع غير ذلك فالمفترض عندنا شئ والحادث شئ آخر، فقد أجرى "هنت" بحثاً فى سنة 1975 أثبت أن 72% من الرجال المتزوجين حديثاً يمارسون العادة بنسبة 24 مرة فى السنة، و 68 % من النساء المتزوجات حديثاً يمارسنها 10 مرات فى السنة، وتقل النسبة بعض الشئ فيمن يحتفلون بيوبيل زواجهم الفضى أو الذهبى أو الماسى!.
أما الأساطير التى نسجت حول العادة السرية فقد إختفت تقريباً بعدما إتضح عدم وجود أضرار صحية من جراء ممارسة العادة السرية، لأن هذه العادة يحكمها كما يذكر علماء النفس نظرية صمام الأمان، فعندما تصل إلى نقطة معينة من الحمل الزائد فهى توقف تلقائياً بهذا الصمام الذاتى المحكم، وهنا نصل إلى مسألة الإفراط فى العادة السرية التى كثيراً ما تتردد على صفحات المجلات المهتمة بأمور الجنس وفى عيادات الأطباء وحتى فى نميمة الأصدقاء، ولكى نعرف الإفراط لا بد أولاً أن نعرف ماهو الطبيعى؟، وهنا سنقع فى جدل لن ينتهى وتراشق بالأرقام سيضللنا أكثر مما يهدينا، وهنا أيضاً ينقذنا علماء الصحة الجنسية، فيقول "ماسترز" و"جونسون": "الإفراط فى العادة السرية هو أن يزيد الشخص أو يتجاوز معدله الطبيعى"، وهذا الحرف. حرف الهاء فى كلمة "معدله" يجعل الأمر شخصياً بحتاً، أى أن إجابة السؤال متعددة بتعدد من يمارسون العادة السرية!!.، وحينما يدخل شخص إلى العيادة ويخبر الطبيب بوجه مكفهر وصوت حزين "أنا مفرط فى العادة السرية وأنا متزوج" أو "هذا كثير على صحتى أو بالنسبة لسنى"....هنا نلاحظ القلق والصراع والإحساس بالذنب والقهر، هنا لا بد من تدخل الشخص المختص وهو طبيب الصحة الجنسية، أما إذا كانت العادة السرية مصدر سعادة ومتعة وإقتناع فليست هناك مشكلة.
ونورد هنا ملاحظة أخيرة وهامة أرجو أن تصل إلى الجميع وتستوعبها كل الأذهان وهى ألا تضللنا الصورة التى نرسمها فى خيالنا لهؤلاء العلماء الذين نعتقد أنهم يدينون كل من لم يمارس العادة السرية أو يعتبرونه إنساناً غريباً او كائناً منقرضاً، فكل من لم يمارسها لأسباب دينية أو أخلاقية أو شخصية أو لأنه لم تواته الفرصة، كل هؤلاء طبيعيون أيضاً فى نظر هؤلاء الباحثين، لأن السلوك والقرار الجنسى يجب ان يكون شخصياً وخاصاً جداً فى النهاية.
khmontasser2001@yahoo.com

"أقراء ايضا"

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الرابعة

التاريخ السرى للعادة السرية -الحلقة الثالثة

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الثانية

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الاولى

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف