السلوك الجنسى الذاتى، أو الجنس بدون شريك، موضوع شائك ومحاط دائماً بسوء الفهم والموانع الأخلاقية والإجتماعية، الجميع بلا إستثناء يمارس العادة السرية أو الفانتازيا الجنسية، أو الخيالات الجنسية، والجميع أيضاً ينكرونها، ويعتبرون الحديث عنها "قلة أدب"، نمارسها فى الخفاء، ونكتم أنفاسها بالوسادة حتى لا يسمع لها صوت، وعندما يهاجمنا أحد هذه الخيالات نضطرب ونصف ونصم أنفسنا باللا أخلاقية، وبسبب كل هذه اللخبطة أصبحت المعلومات عن هذه النقطة فقيرة جداً أو شبه معدومة، وأصبح الجهل هو سيد الساحة.
كرد فعل لهذه المفاهيم ثار الكثير من الباحثين على إتهامات الدونية التى إتهموا بها كل ما يندرج تحت عنوان "الجنس بدون شريك"، وإعتبرها البعض الآخر نشاطاً جنسياً طبيعياً جداً.
يكفى أن نقرأ بعض هذه الأسماء مثل "جاد بيللى" فى بحثه المنشور 1975 و"دى مارتينو" 1979، و"فريداى" 1980، و"كونستانتين" 1981، و"بيتى دودسون" 1974، والتى كانت أجرأهم حين قالت "العادة السرية هى أساس حياتنا الجنسية وكل ما نفعله بعدها ببساطة ليس إلا محاولة لجعل الجنس مقبولاً إجتماعياً"!!.

تعريف العادة السرية
تعريف العادة السرية ببساطة هو "الإثارة الجنسية للشخص بنفسه ومن أجل متعته".
هذه المتعة تتم بوسائل كثيرة ووسائط متعددة مثل الحك أو التدليك أو العصر أو الإهتزاز، كل هذا للأعضاء التناسلية بالطبع، ولكن من الممكن أن تحدث الإثارة عن طريق مثل هذه الوسائل لأعضاء أخرى غير الأعضاء التناسلية مثل الثديين والجانب الداخلى للفخذ أو فى بعض الأحيان الشرج.
يستخدم علماء الجنس هذا المصطلح للإشارة إلى هذا الفعل بدون النظر إلى النتيجة، أى انه ليس بالضرورة أن تؤدى هذه الإثارة الجنسية إلى قذف حتى نطلق عليها لفظ العادة السرية، هذه نقطة هامة لابد أن نتفق على مفهومها قبل الخوض فى مناقشتها بالتفصيل.
هناك نقطة أخرى هامة هى أننا سنحاول التركيز فى عرضنا للعادة السرية كنشاط ذاتى فردى وليس مع شريك آخر، لأنه من الممكن فى العلاقة الجنسية بين طرفين وأثناءها أن يحدث ما يشبه العادة السرية التى أحياناً تستخدم كعلاج، لكن هذا ليس هو ما نقصده فى هذه الحلقات.
العادة السرية من الممكن أن تبدأ منذ الطفولة، وتشمل الجنسين الرجل والمرأة على السواء، وهى توجد أيضاً فى مراحل كثيرة من سلم المملكة الحيوانية، فقد لاحظ العالمان "فورد وبيتش" 1951 هذا السلوك فى أنواع كثيرة من الحيوانات مثل "القردة العليا" و"النسانيس" التى تفعل ما يشبه العادة السرية.
لاحظ العالمان أيضاً وجودها وممارستها بواسطة بعض الثدييات الأخرى، وفى بحثهما نقرأ:
"ذكور الأفيال فى بعض الأحيان تداعب قضيبها شبه المنتصب بواسطة جذعها، وذكور الكلاب والقطط تلحس عادة عضوها لتحدث إنقباضات قوية فى منطقة الحوض مما يثبت التأثير الجنسى لهذه المداعبات، وقد لاحظنا أيضاً هذه الممارسات فى الدولفين".
وبالرغم من محاولة هذين العالمين "فورد وبيتش" إضفاء الطبيعية على هذه العادة إلا أنهما لاحظا أن معظم المجتمعات الإنسانية تدين هذا السلوك وتعتبره غير مرغوب فيه.
ولكى نفهم سر هذه الإدانة لابد أن نلقى نظرة على الماضى ونبحث فى صفحات التاريخ السرى للعادة السرية....... وهذا هو موضوع حلقتنا التالية بإذن الله.

[email protected]