حزب الله: لا خلاف على البيان الوزاري

تعازٍ في دمشق تتحول الى خلاف سياسي في بيروت

قيادي معارض: إعطاء الطاقة لباسيل يعني "إحراقه"

لبنان يتقلب في جوّين وموعد جديد للحكومة قريبًا

يسود جو من التفاؤل الحذر في لبنان حول ولادة الحكومة الجديدة، وسط تأكيدات من أقطاب في المعارضة أن لبنان هو الذي انتصر عبر اتباع سياسة "لا غالب ولا مغلوب"، والجهود تتركز على ترتيب الأسماء.

بيروت: أعلن المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل أن "حكومة الوحدة الوطنية ولدت عمليًا ولا خلاف على البيان الوزاري وصياغته لن تأخذ وقتًا، إلا إذا أراد بعد الأطراف أن يحدثوا إنقلابًا يضر بمصلحة الوطن".

خليل، وفي حديث لتلفزيون "المنار"، إعتبر إن "ولادة الحكومة جاءت نتيجة حوارٍ هادفٍ وبناء ساد خلال الفترة الماضية وتوصلنا في نهايته إلى صيغة حيث لا غالب ولا مغلوب، بل إنتصر لبنان وانتصر الرئيس المكلف سعد الحريري والمعارضة معًا لأنهم تمكنوا من التوصل الى صيغة وتفاهم نهائي وقدموه بشرى إلى كل اللبنانيين"، مستبعدًا أي خلاف على البيان الوزاري "الا اذا كان هناك بعض الناس الذين يريدون أن يحدثوا إنقلابًا معينًا يضر بمصلحة الوطن، وهذا ما لا نريده ولا نتوقعه". وتابع "بشكل عام الأمور جيدة ولن يستغرق البيان الوزاري وقتًا طويلاً".

وشدّد خليل على أن "من تأنّى نال ما تمنى"، مؤكدًا أن "ولادة الحكومة كانت أمنية كل اللبنانيين بلا استثناء"، وقال: "انتهينا من الصيغة السياسية والنقاشات التي تلت لم تتعلق بالحقائب والاسماء والتوزيعة وانما كانت تُقارب الأسسس المطلوب ان تبنى عليها الشراكة اللبنانية، لأن الحكومة عندما تُؤلف يجب ان يكون هناك شراكة وتوافق على الأمور الأساسية في البلاد".

وردًا على سؤال عما إذا كانت صياغة البيان الوزاري ستكون أصعب من تشكيل الحكومة، أجاب: "طيلة الأربعة أشهر أو الخمسة أشهر التي مضت لم يقتصر النقاش حول أسس الشراكة الوطنية بين الأفرقاء جميعًا والبحث تعاطى بالأمن والسياسة والمال والإقتصاد والشأن التنظيمي ومؤسسات الدولة جميعًا، فضلاً عن مواجهة العدو الاسرائيلي".

"الحياة": الحريري أكد لباسيل أنّه سيسانده في حقيبة الطاقة

الى ذلك، ذكرت صحيفة "الحياة" أن "الرئيس المكلّف سعد الحريري تداول مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في إيجابيات التوصل إلى الاتفاق على قيام الحكومة الوطنية، وفي الحقيبة التي سيتولاها باسيل كونها مهمة أي الطاقة"، مؤكدًا له أنه "يريد له النجاح فيها نظرًا إلى التحدي الذي يمثله توليها في معالجة أزمة الكهرباء المزمنة في البلاد وأنه سيسانده كي ينجح".

هذا ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر في المعارضة أنها "لا تستبعد أن يبلّغ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أسماء وزرائه إلى الحريري اليوم قبل الغد"، مضيفة: "إذا تأخر التأليف حتى الإثنين فلربما جاء ذلك حرصًا من عون على تبديد الأجواء التي أوحت بأنه وافق على حصته بعد زيارة باسيل سورية".

"النهار": الحكومة في 48 ساعة..

من جهتها، ذكرت صحيفة "النهار" أن مصادر مواكبة لتأليف الحكومة أبلغتها ان ولادة الحكومة ستتم خلال الـ48 ساعة المقبلة، "بعد أن اجتاز التأليف حقل الالغام الكبير الذي امتد لأكثر من خمسة أشهر خلت، وما تبقى من خطوات سيجتازها خلال اليوم وغدًا رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان". ولاحظت هذه المصادر ان الجهود تركزت على ترتيب اسماء التشكيلة الجديدة التي ستتولى الحقائب في الحكومة الثلاثينية المقبلة.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادرها إلى أن خطوط الاتصال مفتوحة في صورة مستمرة بين قادة الأكثرية، بعدما تبلغ الحريري قرار قادة الأقلية من وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل. فيما علمت "النهار" من "مصادر رفيعة" في "التيار الوطني الحر" أن باسيل أبلغ الرئيس المكلّف قرار المعارضة السير بحكومة الوحدة الوطنية وبتوزيع الحقائب على المعارضة بحسب ما اتفق عليه أخيرًا. لكن باسيل لم يبلغ الحريري أسماء الوزراء الذين يريد "التيار" تسميتهم، "لأن ذلك ملك للعماد ميشال عون، وهو الذي سيبلغ الحريري بها في لقائهما المرتقب" المرجح اليوم. أمّا لجهة عودة باسيل الى الاتصالات، فقالت هذه مصادر التيار نفسها أن "تسمية الوزراء أمر يعود الى عون وحده، وهو قال منذ اللحظة الاولى انه يريد الاتصالات والوزير جبران باسيل، ولم يقل يومًا انه يريد جبران باسيل في الاتصالات، وقد حصل على الاثنين معًا". وأكدت ان عون "أعاد من خلال مفاوضاته حق المسيحيين بالتمثل تمثيلا صحيحًا".

وتردد ليلاً، "بحسب النهار"، أن عون لم يسمِّ بعد أحدًا لتولي حقيبة الاتصالات التي يشغلها حاليًا باسيل، والذي سيتولى حقيبة الطاقة، فيما طرح اسم كل من جورج بارود وجورج نحاس لتولي الاتصالات. أما مرشح الطاشناق الى وزارة الصناعة فيتأرجح ما بين ابرهيم ددهيان وألان طابوريان، كما طرح اسم موريس صحناوي للسياحة.

وأوردت "النهار" أن أسماء أربعة من خمسة وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية قد أصبحوا محسومين وهم: الياس المر وزيرا للدفاع، وقد يكون نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وزياد بارود وزيرًا للداخلية والبلديات، وعدنان السيد حسين (الشيعي التوافقي) وزير دولة، والوزير السابق عدنان القصار (السني التوافقي) وزير دولة، أما الوزير الخامس، وهو وزير دولة، فلم يعرف بعد ما إذا سيكون ارثوذكسيًا ام كاثوليكيا، وفقًا للتوزيعات الطائفية الأخرى.

وفي سياق متصل، أفادت الصحيفة عينها ان لقاءً حصل بين "القوات اللبنانية" والنائب بطرس حرب الذي تبلّغ أن "القوات" ترغب في الاحتفاظ بالوزير ابرهيم نجار في وزارة العدل مع الرغبة أيضًا في دخول حرب الحكومة ممثلاً لموارنة 14 آذار. وفُهم ان حرب طرح تساؤلات حول الحقيبة التي ستسند اليه في ضوء ما تردد عن رغبة حزب "الكتائب" في توزير من يمثله في التربية، وهو الدكتور سليم الصايغ. وأُفيد في هذا السياق أن "الكتائب" أبدى تحفظًا عن الحصول على حقيبة العمل التي تعاقب عليها اطراف من قوى 8 آذار. وتردد كذلك ان تيار "المستقبل" يطرح بدوره اسم الدكتور حسن منيمنة لتولي حقيبة التربية.

"الشرق الاوسط": الاكثرية تتشاور حول اعطاء مسيحيي 14 اذار 4 حقائب أو 3

وذكرت مصادر الأكثرية لصحيفة "الشرق الاوسط" أن الاكثرية "لا تزال تتشاور في ما بينها خصوصًا في حصة مسيحيي "14 آذار"، بين إعطاء 4 حقائب أو 3 لهم".

كما اوضحت مصادر قريبة من الرئيس العماد ميشال سليمان لصحيفة "الشرق الأوسط" إن عدم صدور التشكيلة الحكومية سريعا لا يعني وجود سلبيات، متحدثة عن "اتجاه إيجابي تنقصه اللمسات الأخيرة".

عون: التشاور حول اختيار أسماء وزراء الأقلية مستمر

وفي سياق متصل، لفت عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ألان عون إلى أن "وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أبلغ الرئيس المكلف سعد الحريري بالموافقة على توزيع الحقائب، إلا أن التشاور حول إختيار أسماء الوزراء الذين سيمثلون الأقلية في الحقائب العائدة اليها مستمر". وأوضح :"الموضوع أصبح تقنيًا"، مشيرًا إلى أن "هناك إتفاقًا مسبقًا على مبدأ أن تسمي كل كتلة وزراءها".

عون، وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، أكّد أن "إبلاغ الحريري بالأسماء بات قريبًا"، من دون أن يحدد الموعد. ووصف الصيغة التي تم التوصل إليها بأنها "صيغة مقبولة وفقًا لتمثيلنا"، مشيرًا إلى أن "فريقه يدخل الحكومة على هذا الأساس ويبدأ مرحلة جديدة في روحية تعاون وشراكة".

عدوان: "الباكيج الحكومية" المتعلقة بمسيحيي الأكثرية محسومة

من جهته، أعلن نائب رئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوات اللبنانيّة" النائب جورج عدوان أنّ "الباكيج الحكومية" المتعلقة بمسيحيي الأكثرية محسومة"، مشيرًا إلى أنّ "ما تبقى هو تفاصيل متعلقة ببعض الأسماء، والنائب بطرس حرب مرشح أن يكون وزيرًا في الحكومة ومن المرجّح أن تحتفظ "القوات" بالعدل ووزارة أخرى واحتمال وزارة الشؤون الإجتماعية". ولفت إلى أنّ التشكيلة الحكوميّة "لم تراعٍ الكثير من الامور، ولكنّ الائتلاف الوطني هو ضروري في هذه المرحلة".

عدوان، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، قال: "نحن في الاساس كان لدينا موقف يسهّل الطريق على الرئيس المكلف من أجل تشكيل الحكومة"، مضيفًا أنّ "أيّ موقف نريد أخذه سيكون بالتشاور مع الاكثرية".

وأعرب عدوان عن تخوّفه من أن "يأتي البيان الوزراي بالكثير من الغموض بما يؤدي بذلك إلى الكثير من التفسيرات". وشدّد على أنّ "هناك اختلافًا حول السلاح بين اللبنانيين وقد خضنا الإنتخابات على هذا الأساس". وأردف: "هناك أمور كقرار الحرب والسلم، إلى أن تُحل قضية السلاح، يجب أن تكون في يد الدولة، كما يجب مراعاة القرارات الدوليّة ولاسيّما القرار 1701".

جابر: لنبقَ حذرين على الرغم من كل هذه الايجابية

بدوره، إعتبر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر أنّ "كل الدلائل اليوم تشير إلى أنّه لم يعد هناك سبب لتأخير ولادة الحكومة، والموضوع وصل الى خواتيمه وباتت مسألة ساعات، وهذا ما تبين في بيان المعارضة الذي صدر ليل أمس، كما ومن قبل مصادر الكتل النيابية". وأشار إلى أنّ "عنوان المرحلة المقبلة سيكون خروجنا من هذا النفق الذي استمر خمسة أشهر والسير إلى الامام". إلا أنّه دعا الى "أن نبقى حذيرين على الرغم من كل هذه الاجواء الايجابية".

جابر، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، قال: "عندما تصدر مراسيم الحكومة فلن يكون هناك عائق أمام انتخاب اللجان النيابية". وذكّر جابر بأنّ "المعارضة مجتمعة تتمسّك بتنفيذ القرار 1701، أما في ما خصّ السلاح فقد تمّ الاتفاق بين جميع الافرقاء على أن يكون على جدول طاولة الحوار ومن ضمن الاستراتيجية الدفاعية".

وإذ أشار إلى أنّ "القرارات الاساسية في الدولة ليست مع الطائفة الشيعية"، سأل جابر: "هل وزارة الصحة والتنمية الادارية والخارجية هم من الوزارات السياسية التي تتّخذ القرارات".

ولفت جابر إلى أنّ "دور الرئيس نبيه بري سيكون مهمًا في المرحلة المقبلة فلدينا ورشة تشريعية كبيرة جدًا". مشدّدًا على أنّ "إسرائيل، ومن خلال السفينة التي أوقفتها وقالت إنّها كانت تحمل سلاحًا إلى "حزب الله"، كانت تهدف إلى التشويش على تقرير غولدستون".