خلال لقاء المعارضة - أمس

تسود لبنان أجواء تفاؤلية حول ولادة الحكومة الجديدة خلال أربع وعشرين ساعة على أبعد تقدير، إذا لم تحصل انتكاسة مفاجئة تعيد الأمور إلى نقطة الصفر، بعد ان وافقت المعارضة على الانضمام الى حكومة الوحدة الوطنية التي تم اقتراحها، الا ان الخلافات ما زالت قائمة خصوصا بعد الزيارة التي قام بها وزير الاتصالات جبران باسيل الى دمشق يوم الخميس الماضي. وفي حال تشكيل الحكومة هل سيمر البيان الوزاري دون اي عراقيل؟

بيروت: يتخوف فريق الأكثرية من عودة نظام الوصاية السورية الى لبنان، الامر الذي لم ينطلق من فراغ بل استند الى خبر الزيارة التي قام بها وزير الاتصالات جبران باسيل الى دمشق يوم الخميس الماضي لتقديم التعازي بوفاة والدة الوزيرة السابقة الدكتورة بثينة شعبان، المستشارة الاعلامية والسياسية للرئيس الدكتور بشار الأسد، حيث جرى ربط هذه الزيارة بحلحلة العقد المتحكمة في مسألة تشكيل الحكومة من جانب المعارضة المغطاة بالمطالب التعجيزية لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون على حد قول الفريق الأكثري.


حكومة لبنان الجديدة تبصر النور خلال ساعات

باسيل: سوريا مهتمة بولادة قريبة للحكومة

رئيسان سابقان للحكومة يعبران عن إشمئزازهما من مهزلة التأليف
قيادي معارض: إعطاء الطاقة لباسيل يعني quot;إحراقهquot;

مصدر أكثري: هناك محاولة ابتزاز من المعارضة
لبنان يتقلب في جوّين وموعد جديد للحكومة قريبًا

ورغم ان الوزير باسيل سارع إلى توضيح الغرض الحقيقي من الزيارة واقتصارها على تقديم التعازي للدكتورة شعبان مؤكداً أنه لم يلتق خلالها أي مسؤول سوري، فقد بدا من الصعوبة بمكان وسط هذه الأجواء المتشنجة بين الموالاة والمعارضة ان تقتنع الأولى بـ quot; براءة quot; الزيارة لتتحول المسألة الى مادة جديدة في السجال الدائر بين الفريقين يتوقع انتقاله داخل مجلس الوزراء بعد التئامه، وهذا ما ألمح اليه التصريح الذي ادلى به وزير السياحة ايلي ماروني، ممثل حزب الكتائب اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال، حيث أعرب عن سعادته بقرب الإنتهاء من تشكيل الحكومة، وكذلك عن خيبة أمله فيأن يتم ذلك بفعل التدخل السوري.

وكانتإستهلت إحدى الإذاعات المحسوبة على الأكثرية نشرتها الاخبارية صباح اليوم بالقول ان مجيء quot; الضوء الأخضر quot; من سوريا وايران يفتح الطريق امام ولادة الحكومة العتيدة التي ينتظر الاعلان عنها في الساعات القليلة المقبلةquot;.

ما طلعت به الاذاعة ليس وليد مخيلة معدّي نشرة الاخبار بالتأكيد، بل جاء ليعكس صورة المواقف والآراء التي عبر عنها وزراء ونواب ومسؤولون في فريق 14 آذار في الساعات الثماني والاربعين الماضية، ابدوا من خلالها تخوفهم من عودة quot; النفوذ السوري quot; للتأثير على مجريات الأمور في لبنان والتدخل في شؤونه الداخلية الى حد إبقاء عملية تشكيل الحكومة رهناً بالحصول على المباركة السورية، كما كان يحصل زمن الوجود السوري حين كان مفتاح حل الأزمات في يد رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء الراحل غازي كنعان ومن بعده اللواء رستم غزالي، اللذين اتخذا من احد المنازل في بلدة عنجر البقاعية مقراً لهما حتى أضحى اسم عنجر مرادفاً لما تسميه الأكثرية بـ quot; الوصاية السورية quot;.

امام هذا المعطى الجديد تتوقع اوساط سياسية في الأكثرية والمعارضة ان تشهد مرحلة ما بعد تأليف الحكومة صراعاً لا يقل حدة عما جرى إبان التشكيل من منطلق انعدام الإنسجام داخل صفوفها، وإن كانت تعرّف عن نفسها بأنها حكومة وحدة وطنية.

أولى المشاكل التي ستعترض عمل الحكومة الاتفاق على البيان الوزاري بعد ان طلعت اصوات من فريق 14 آذار تهدد باتخاذ مواقف تصعيدية في حال تضمن البيان اشارات الى شرعية المقاومة وسلاحها، الأمر الذي ردت عليه قوى في المعارضة مؤكدة ان سلاح المقاومة بعيد عن اي نقاش وهو أمر مسلم به ومتروك لطاولة الحوار.

وكان رئيس الحكومة السابق عمر كرامي توقع ان يطول النقاش حول البيان الوزاري لمدة تزيد عن الشهرين، فيما قال رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي اذا كانت عملية تشكيل الحكومة استغرقت كل هذا الوقت، فكيف سيكون الحال مستقبلاً، لا سيما عند إعداد البيان الوزاري ولاحقاً طرح الملفات على مجلس الوزراء.

أما وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي المرشح للبقاء على رأس وزارته في الحكومة الجديدة فذهب أبعد من ذلك بقوله : quot; اننا في لبنان نتعاطى مع الشؤون الوطنية كمجموعات طائفية وسياسية لا ثقة لها بعضها ببعض quot;، متسائلاً : هل يمكن تشكيل حكومة قابلة للحياة من مجموعات تختلف في ما بينها الى حد التناقض ؟quot;.

الاجابة عن سؤال الصفدي مرهونة بمدى قدرة الحكومة على تفكيك الألغام التي ستعترض طريقها وهذا ما أشار اليه الوزير السابق النائب مروان حمادة في وصفه المرحلة المقبلة والقول ان جلجلة كبيرة تنتظر رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري.