عون هدفه 35 نائباً وخصومه يتوقعون له 16 فقط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحملة على "حزب الله" تدفع أنصار الجنرال إلى مسايرتها!
عون يحدد هدفه 35 نائباً وخصومه يتوقعون له 16 فقط
1200 مغترب استقدمهم التيار العوني في البترون
المتنيون منقسمون بين لائحة عون وقوى 14 آذار
فتح مراكز الإقتراع وساعة "التغيير" دقت في لبنان والمنطقة
إيلي الحاج من بيروت: تجاهل النائب الجنرال ميشال عون قبل دقائق من فرض " الصمت الإنتخابي " بدءا من منتصف ليل الجمعة - السبت، كل الوقائع والمعطيات التي تؤكد أنه يخوض معركة بقاء وحفاظ على المواقع، ورفعً التحدي إلى أقصاه بتكراره أنه سيفوز بـ 35 مقعداً في مجلس النواب المقبل من أصل 128، ليترأس أكبر كتلة نيابية عرفها لبنان في تاريخه. كان الجتنرال يتحدث عبر تلفزيونه البرتقالي ممتلئاً ثقة بالنفس ولا شك أن بعض الخبراء في الإعلام والدعاية الإنتخابية وهم كثر حوله كانوا قد نصحوه بألا يفرض على نفسه نيل عدد معين من المقاعد تحت طائلة أن يعتبره الرأي العام خاسراً في حال فوزه بعدد أقل، فكيف إذا كان يتعرض لـ " حرب كونية " ضده كما صرح أكثر من مرة ؟
والحرب الكونية تعبير مضخم ومبالغ فيه بالطبع، ولكن كان يمكن منذ انطلاق الحملات الإنتتخابية أن عناصر عديدة تتشابك وتتجمع في المعركة في غير مصلحة عون، قد يكون أولها وأبرزها الحملة الإعلامية والسياسية العنيفة التي انصبت في بيئته المسيحية على حليفه الشيعي "حزب الله" تحت شعار أن "لا سلاح إلا للدولة" و"نعم للدولة لا للدويلة"، سحملة ساهم فيها "حزب الله" عن غير قصد بالطبع بإفراط قادته، ولا سيما نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلته في البرلمان النائب محمد رعد، في التبجح بالقوة والتهديد باستخدام السلاح - في وجه إسرائيل طبعاً- متجاهلين أن الجو الشعبي العام الذي يحوط حليفهم الجنرال، وغير المتعصب له لا يستسيغ تكرار الحروب سواء أكانت شعارات تحرير أراضي لاتزال وفق المجتمع الدولي متنازعا عليها على الحدود، أو من أجل تحرير فلسطين، خصوصا أن شعبية الجنرال عون قامت في الأساس على رفضه أي سلاح في لبنان غير سلاح الجيش والقوى الأمنية الرسمية.
أنهكت الحملة الإعلامية - السياسية التي لم يتأثر بها"حزب الله" إطلاقاً، حليفه الجنرال في بيئته النازعة على الدوام إلى المحافظة والشعور الوطني التقليدي، حملة عالية إلى درجة لم يتورع معها ناشطون معروفون في ماكينة "التيار الوطني الحر" الإنتخابية عن التوجه إلى مجموعات من الناخبين، لا سيما في الأشرفية والمتن الشمالي طالبين منهم الإقتراع للائحة الجنرال لأنه إذا فاز في البرلمان بـ 35 نائباً فسيكون قطباً وركناً قويا جدا، وبكتلة نيابية توازي ضعف كتلة "حزب الله" سيستطيع الجنرال أن يتصدى لهذا الحزب ويوقفه عند حده! كان ينقص هذه الحملة أن يدفعها البطريرك الماروني نصرالله صفير بموقف عشية الإنتخابات يحذر من خطر يتهدد الكيان اللبناني وهويته العربية لتزداد الوطأة.
ولم يأت العدد المحدد 35 عن عبث، فهو الناقص لتصبح الأقلية غالبية لكن تأمينه يعني فوز الجنرال وحلفائه بمقاعد زغرتا الثلاثة ومقعدين في الكورة من ثلاثة ومقعد على الأقل في البترون، ومقاعد جبيل الثلاثة وكسروان الخمسة و7 من مقاعد المتن الثمانية مادام فوز ميشال المر مضمونا باقتراع الطاشناق فوق 14 آذار / مارس له، ومقاعد دائرة بيروت الأولى الخمسة، ومقاعد بعبدا بعبدا الستة، وزحلة السبعة مع حليفه الوزير الياس سكاف، فضلا عن الثلاثة في جزين منزلاً الهزيمة بمرشح الرئيس نبيه بري النائب سمير عازار، لتضاف هذه "الغنائم القيمة" إلى المقعد الماروني - الهبة من "حزب الله" في بعلبك - الهرمل لحليفه الجنرال . وهذا كثير يفترض لتحقيقه أن خصوم عون في حال إنهيار تام أسوأ بكثير مما عرفوه في تسونامي 2005 . ولو كان وضعهم كذلك فعلا لما كان المتكل عليهم في حسابات تياره أصوات الأرمن في بيروت الأولى والمتن وزحلة، وأصوات الشيعة في جبيل وبعبدا وجزين وزحلة أيضا.
والحال أن الفريق الذي يواجه عون بالتعاون مع المستقلين الذين يقصرون برامجهم على دعم توجهات رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني يقرون بإمكان فوز حليف عون الوزير السابق سليمان فرنجية بالمقاعد الثلاثة في زغرتا لكنهم يستبعدون أن يربح عون مقعدا من مقاعد الكورة الثلاثة، في حين لا يرون مستبعدا فوز حليفه الحزب السوري القومي عبر المرشح سليم سعادة بأحد هذه المقاعد لعلاقاته الشخصية وموقعه العائلي، وفي البترون لا يرون أن الوزير باسيل سيفوز، ويؤكدون أن عون مهدد بفقدان المقاعد الثلاثة في دائرة جبيل وأقله أحدها، وبفقدان مقعد أو مقعدين في كسروان والمقاعد السبعة في المتن ويستبعدون فوزه بأي مقعد في بيروت الأولى ويرجحون فوزه بمقعدين أو ثلاثة في بعبدا، ومقعدين لا غير في زحلة .أي أنها حسابات النقيض تماما . يتكلم عون على فوزه بـ 35 مقعدا ويتكلمون على نيله ظهر الإثنين مع إعلان النتائج رسميا ما بين 16 - 17 مقعدا لا أكثر، أي أقل من كتلته الحالية بأربعة نواب،من دون احتساب الأرمن الذين يعلنون نيتهم التحوّل كتلة مستقلة بعد الإنتخابات.