لبنان

الضاحية الجنوبية لبيروت مصدومة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فوز قوى 14 آذار/ مارس يربك جمهور المعارضة وقياداتها
الضاحية الجنوبية لبيروت مصدومة


أوباما: الإنتخابات في لبنان ستقود البلاد الى الاستقلال والاستقرار

وزير الداخلية أعلن النتائج الرسمية مع أرقام كل مرشح
أسماء النواب في البرلمان اللبناني : 71 للموالاة و57 للمعارضة

قوى 14 آذار تتوقع الحفاظ على أكثريتها في البرلمان المقبل
فوز الاكثرية في الانتخابات النيابية اللبنانية

علي حلاوي من بيروت: لم تستفق الضاحية الجنوبية لبيروت الى الآن من هول الصدمة. فلم يخطر على بال احد من قاطنيها انه سيسمع بعد الحادية عشرة من ليل يوم الأحد، اي بعد ما يقارب خمس ساعات من اقفال صناديق الاقتراع ذلك الخبر المدوي: فازت الغالبية مجدداً بالغالبية. للوهلة الاولى لم يصدق اهل الضاحية ما بدأت تتناقله وسائل الاعلام والماكينات الانتخابية التابعة لـ " التيار الوطني الحر " و" حزب الله " و" تيار المردة " المتنقلة بين دوائر زحلة والاشرفية والبترون والكورة من ارقام تشير الى تقدم للوائح الموالاة في تلك الدوائر، ليحسم الترقب بعد ذلك ما نقلته احدى وكالات الانباء من تأكيد لمصدر في قوى المعارضة يعترف بخسارتها الانتخابات اللبنانية.

بمجرد البدء بفرز صناديق الاقتراع في معظم الدوائر، اتجهت انظار اهل الضاحية من الغبيري، برج البراجنة، حارة حريك، بئر العبد وغيرها الى شاشات القنوات اللبنانية للإطلاع بشكل دقيق على عملية الفرز الاولية ، خصوصا في الدوائر التي تضعها المعارضة في خانة الحاسمة ولا بد من الحظيان بنسبة من المقاعد فيها لتأمين النجاح. احتلت قنوات المعارضة الثلاث: "المنار"، و"ان بي ان" التابعة لحركة "امل" و الـ "أو تي في" الخاصة بـ"التيار العوني" اضافة الى شاشة "الجديد" الحيز الأبرز من المتابعة الدقيقة على مدار الساعة لتعداد الاصوات واحتسابها للوائح المتنافسة.

مناصرو التيار العوني وخلفهم صور للسيد نصر الله

وأطلت اولى الاخبار السيئة بالنسبة إلى جمهور المعارضة من دائرة زحلة، ففي هذه الدائرة بالتحديد والتي صنفتها الاحصاءات والارقام في جدول الدوائر على أنها غير محسومة وأن مقاعدها السبعة يمكن ان تحدد جهة الغالبية كانت اولى علامات تهاوي دوائر المعارضة امام الموالاة. وبمجرد شيوع خبر خسارة المعارضة لدائرة زحلة بدأ الحديث عن امكان التعويض في دائرة أخرى يمكن ان تكون بيروت الأولى ( الاشرفية) ودائرة الكورة على اقل تقدير.

وكان لافتاً ان اعلام المعارضة وتحديداً تلفزيون "المنار" اصر حتى ساعات الصباح الاولى من يوم الاثنين على "طمأنة" جمهوره إلى ان لا نتائج نهائية في دائرة زحلة، رافضاً الخوض في فكرة فوز تحالف قوى 14 آذار/ مارس فيها، ومستعيناً بتصريحات وتعليقات لمرشحين على لائحة المعارضة ومن بينهم المرشح عن المقعد الشيعي النائب حسن يعقوب، الذي اشار الى " حالات من التزوير وخرق القانون والرشاوى وقعت في عشرات من اقلام الاقتراع"، موضحاً " ان عملية الطعن في نتائج انتخابات زحلة جاهزة وحتمية".

رغم ذلك لم يقتنع جمهور الضاحية بتلك الفرضيات التي حاول اعلامه تطمينه بها، وايقن هذا الجمهور أن مسألة الفوز في زحلة باتت من الماضي وربما يكون الاجدى البحث في إمكان فوز الجنرال عون بدائرة أخرى تتكفل بسد النقص، فكانت العين على الاشرفية ذات المقاعد الخمسة. وفي هذه الدائرة كانت الماكينة الانتخابية لـ "التيار" مصدر المعلومات الاول لجمهور المعارضة، الذي احس منذ بداية عملية الفرز بأن الوضع غير مطمئن بالنسبة إليه، ودلت الارقام الاولية على تقدم كامل لمرشحي 14 آذار الخمسة: ميشال فرعون، نايلة تويني، نديم الجميل، جان اوغاسبيان وسيرج طورسركسيان على "لائحة التغيير والاصلاح".

وماهي إلا ساعات حتى انجلت حقيقة المعركة في الاشرفية معلنة فوزا كاسحا للائحة الموالاة ومن دون اي خرق، وبفارق كبير تخطى الثلاثة آلاف صوت. وعليه لم يتردد اعلام المعارضة كثيراً قبل الاعلان لجمهوره عن الإخفاق في تحقيق فوز كان لا بد منه بغرض الاستمرار في التنافس على ما تبقى من مقاعد، تصل بصاحبها الى عتبة الـ 65 الضامنة للاكثرية، وذلك على وقع ذهاب المقاعد الثلاثة في الكورة كذلك الامر الى حصة 14 آذار، ليتبعها بعد تلك الساعة الإعلان على ألسنة قيادات المعارضة وشاشاتها أنها خسرت الانتخابات النيابية.

وعلى الأثر سيطرت اجواء الاحباط وخيبة الامل على امتداد مناطق الضاحية، عبّر عنها احد الشبان واصفا خسارة الإنتخابات بأنها "كانت أشد وقعاًعلى اهل الضاحية من حرب الـ 33 يوماً في تموز/ يوليو 2006". في حين فسر شاب آخر ذلك الاحباط بأنه نتيجة جو الارتياح وضمان الفوز الذي احاطت به قيادات المعارضة مناصريها، ناهيك بـ"أبطال" استطلاعات الرأي مثل عبدو سعد وكمال فغالي، المسؤول عن الماكينة الإنتخابية لـ"التيار" والذين لم ينفكوا يرسمون لجمهور المعارضة صورة وردية للنتائج بدت أشبه بالخيالية حتى آخر ليل الأحد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف