أوساط الحريري: لن أترأس حكومة من لون واحد

الرئيس المُكلف يميل إلى الضمانات بدل الثلث المعطل
أوساط الحريري: لن اترأس حكومة من لون واحد

الحريري يحسم في زيارته لدمشق : "كل شي بوقتو حلو "

دمشق: زيارة الحريري مهمة لكن الأهم ما بعدها

الحريري يعمل "بهدوء" وسليمان الحكم الحقيقي في مجلس الوزراء

علي حلاوي من بيروت: ما يطرح من صيغ ومعادلات للتشكيلة الحكومية التي سيترأسها رئيس كتلة " لبنان أولاً " سعد الحريري تدل بمعظمها على أن لا ثلث معطل للمعارضة في الحكومة الجديدة. إذ إن من بين تلك الصيغ والتي تبدو مرجحة أكثر من غيرها للأخذ بها وتبنيها من جانب قوى 14 آذار، حكومة الـ ( 15-10- 5 ) وتتوزع على خمسة عشرة وزيرًا لـ 14 آذار و10 وزراء للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. غير ان هذه الصيغة كما يبدو لا ترضي اصواتًا في الاكثرية، على رأسها حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللذين يعبران إلى أن من حق الاكثرية ان تحكم وذلك بعد ان اثبتت الانتخابات النيابية الاخيرة قوتها وتمثيلها لشريحة كبيرة من المجتمع اللبناني وبحصولها على 71 نائبًا في البرلمان.

وفيما يتمترس مسيحيو 14 آذار وراء معادلة( 16- 10- 4 )وهي التي تضمن لهم النصف زائد واحد او الاغلبية في الحكومة الجديدة وتتيح مقدارًا من الصلاحية والفعالية للعمل الحكومي حسب تعبيرهم مع حجب اي امكانية للطرف الاخر في التعطيل بحجب الثلث عنه غير ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بحسب أوساطه التي نقلت لـ " ايلاف" يبدو حتى اللحظة غير مقتنع بالمعادلة التي تحصل فيها الاكثرية على الاغلبية في مجلس الوزراء إلا في الحالة التي ترفض فيها قوى المعارضة المشاركة في الحكومة، وهو ما يستبعد حصوله في ظل تاكيده لمقربين منه بأنه لن يترأس سوى حكومة وحدة وطنية تجمع مختلف الاطراف والتيارات السياسية اللبنانية ولن يتردد بالاعتذار اذا ما وصلت المفاوضات مع قوى المعارضة الى طريق مسدود وحينها فليتحمل كل طرف مسؤوليته اتجاه وطنه واتجاه الشعب اللبناني".

وتضيف هذه الاوساط " بان النائب الحريري يركز جهوده في الوقت الحالي على أخذ وقته والاستمرار باستشارة جميع القوى والتيارات السياسية من دون اسثناء للوقوف على مطالبها ورؤيتها للتشكيلة الحكومية ومن ثم ستبدأ المرحلة التالية وهي الدخول في تفصيل التشكيلة من ناحية تحديد حصة كل فريق من الوزارات ومن ثم تأتي مرحلة تصنيفها وتوزيعها بين الخدماتية والسيادية". وتشير المصادر " الى ان النائب الحريري يصر كما اطراف المعارضة على ضرورة قيام حكومة شراكة ووحدة وطنية ولكن مع حرصه على مبدأ تأمين القدرة لهذه الحكومة على العمل من دون اي تعطيل، ولكنه في الوقت يبدي انفتاحه على مختلف الصيغ التي تضمن مشاركة الجميع".

وتشير هذه المصادر " الى ان الحريري يبدو ميالاً اكثر الى اعطاء المعارضة بعض الضمانات وخاصة في القرارات المصيرية التي تحتاج الى توافق وطني وكذلك الامر بالنسبة الى التعيينات الادارية وتوزيعها الطائفي الذي ينص عليه اتفاق الطائف وذلك كبديل لها عن الثلث المعطل، وفي موازاة ذلك يعطى لرئيس الجمهورية دور اكبر ورئيس في الحكومة بان تكون له كفة الترجيح بوزارئه انطلاقاً من دوره التوفيقي بين الاقلية والاكثرية". ويعلق الحريري امالاً كبيرة على الاتصالات الجارية بين القيادتين السورية والسعودية التي من شأنها " ان تزيل الكثير من العقبات من درب التشكيلة الحكومية، ومنها تخلي قوى المعارضة عن الثلث المعطل في هذه الحكومة وقبولها بمبدأ الضمانات مع حفاظها على حصتها من الوزارات السيادية والخدماتية التي تشغلها في حكومة تصريف الاعمال. اما في ما يخص البيان الوزاري فتشير مصادر ذاتها " الى ان النائب الحريري يشدد على السلة الواحدة في التاليف والتوزيع وصولاً الى البيان الوزاري الذي لن يتركه الى ما بعد الاتفاق على شكل الحكومة بل سيسير معها بشكل مواز لضمان النجاح من اول الطريق".