خبراء: الطعام الصحي هو الذي يهضم ببطء

تعتقد الدكتورة ماريون نستله استاذة في الاغذية والتغذية في جامعة نيويورك ومؤلفة كتب عديدة عن التغذية ان من المستحيل حساب عدد السعرات الحرارية التي يتناولها المرء يوميا، حتى لو حاول ذلك مرارا وتكرارا وبدقة متناهية قدر المستطاع.

السبب هو ان عدد السعرات المكتوبة على الاغذية ليست دقيقة على الدوام. ووفقا لوكالة الاغذية والادوية الاميركية إذا كان الفرق بين الرقم المكتوب والعدد الحقيقي للسعرات الحرارية اكثر من ٢٠٪ عندها فقط يعتبر مخالفة. ولكن تقول الدكتورة نستله إنك حتى لو حاولت حسابها على هذا الاساس فلن تنجح.

لا تستحق الاهتمام

ولو تركنا مسألة الحسابات الرياضية جانبا يقول العديد من خبراء التغذية حاليا إن السعرات لا تستحق الاهتمام الذي نعطيه لها. وفي الواقع يتجنب البعض استخدام هذه الكلمة تماما لانها اصبحت غير دقيقة المعنى واصبحت تضر بالمعنى الحقيقي لتعابير مثل النظام الغذائي والتغذية والصحة.

ويقول الدكتور روبرت لاستغ مدير برنامج تقييم الوزن من اجل صحة المراهقين والأطفال في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. "لو جئت الى مكاتبنا وتلفظت بكلمة سعرات لاخرجناك في الحال".

هاجس

القضية تتعلق هنا بالهاجس الذي تمثله كلمة سعرات حرارية. ويعتقد خبراء ان الاهتمام بهذا الهاجس يعني الاعتقاد بان جميع السعرات متساوية، وهي ليست كذلك حسب قول لاستغ "يتم تمثيل الأطعمة المختلفة داخل الجسم بطريقة مختلفة وهي تهضم بطريقة مختلفة ثم تتحول الى دهون او طاقة بطريقة مختلفة" وقال الدكتور لاستغ ايضا إن التركيز على السعرات فقط معناه تجاهل كل هذه العمليات الهضمية المعقدة.

انسولين

ويقول الدكتور ديفيد لودفغ استاذ التغذية في مدرسة هارفارد للصحة العامة "الاعتقاد السائد هو ان كثرة الاكل تجعلك تسمن، في حين ان عملية تجميع الدهون هي التي تجعلك تأكل كثيرا".&

ويشرح لودفغ في كتاب سينشره قريبا تحت عنوان "جائع على الدوام" الكثير من الافكار الخاطئة عن السعرات وعن زيادة الوزن ثم يعمل على تفنيدها كلها.

ويقول "عندما يزداد وزنك، فمعناه ان شيئا ما دفع خلاياك الدهنية الى خزن المزيد من الطاقة ما يعني ان هذه الخلايا لا تترك شيئا لبقية الجسم".

لودفغ يضيف ان هذا "الشيء" هو في غالب الاحيان هورمون الانسولين ويشرح بالقول إنه عندما يكون رد فعل الانسولين في جسمك خارج السيطرة فإن اي محاولة لتقليل عدد السعرات التي تتناولها قد يجعل الامر اكثر سوءا".

ويؤكد لودفغ من جهة ثانية، أن تناول&8 انواع من الطعام يمكن ان يقلل من رد فعل الانسولين في جسمك ويجعل الخلايا الدهنية تهدأ ويقول "عندها تنفتح الخلايا الدهنية وتطلق طاقتها لتنتشر في كل انحاء الجسم. وعندها ايضا يقل الجوع ويتحسن التمثيل الغذائي ويتسارع ولا يعود كسب الوزن مشكلة لانك تعمل مع جسمك وليس ضده".

الكمية أم النوعية

يقول الدكتور وولتر ويليت مدير قسم التغذية في هارفارد إن نوعية السعرات تعتمد على انواع الطعام الذي نتناوله وهل سيؤدي الى جعلنا نكسب وزنا ام نفقده. ويقول ايضا "بعض الاطعمة تشعرنا بالرضى اكثر من غيرها ولكن هناك ايضا رد فعل الانسولين على الاغذية التي نتناولها وهو ما يمكن ان يؤثر على الطريقة التي نمثل بها الطعام ونخزن هذه السعرات".

ويشير كل هؤلاء الخبراء الى ان الكربوهيدرات المكررة واغلب الاطعمة السريعة والمعلبة وخاصة السكر تؤدي الى رد فعل غير صحي من جانب الانسولين وهو ما يؤدي الى زيادة الوزن. وهم يعتقدون أنه وبغض النظر عن حساب سعراتها "الاغذية التي تزيد افراز الانسولين هي اطعمة مخصبة للخلايا الدهنية الى اقصى حد" حسب قول لودفيغ.

وفي الوقت نفسه، فإن الاطعمة الكاملة وغير المعالجة كالتي نطبخها في البيت ويشمل ذلك العديد من الاطعمة الدسمة وكثيفة السعرات تثير رد فعل سلبيا على صعيد افراز الانسولين ولا تؤدي الى زيادة الوزن. ويقول الدكتور لودفغ "الخبر الجيد هنا هو ان الاطعمة الكاملة تهضم ببطء ولا تسبب زيادة في إفراز الانسولين وتناولها سيدفعك في طريق تناول طعام صحي".