لايف ستايل

النظام الغذائي والرياضة سر بقاء المسنين شبابا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من بين العوامل المعروفة على صعيد الحد من أعراض الشيخوخة هناك ممارسة الرياضة بانتظام واعتماد النظام الغذائي المتوسطي القائم خصوصا على تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضار والبطاطا والحبوب وزيت الزيتون والأسماك والقليل من اللحوم .

لا تزال ماري هيلين ابوت رغم بلوغها سن السابعة والسبعين تضع أحمر شفاه زهريا فاقعا وترتدي تنانير قصيرة في حصص اللياقة البدنية... فهذه المسنة تشارك في دراسة علمية لاكتشاف اسرار الحفاظ على صحة جسدية ونفسية جيدة في خريف العمر.

ففي حين يسعى بعض الاخصائيين الى تطوير أدوية للوقاية او المعالجة من أعراض الخرف المرتبطة بالتقدم في السن، يهتم آخرون كالاخصائي في الطب العصبي النفسي ديفيد لوينشتاين من جامعة ميامي في ولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة بالأشخاص الذين لا تصيبهم هذه الأعراض. ويقول لوينشتاين "ادرس مرض الزهايمر لكن اذا ما اردنا كشف ألغاز الدماغ علينا أيضا معرفة السبب وراء الشيخوخة السليمة لبعض الأشخاص".

ولهذه الغاية، يمول المعهد الأميركي للصحة دراسة ممتدة على خمس سنوات تشمل اشخاصا تراوح أعمارهم بين 63 و100 عام غير مصابين بأي حالة مشخصة من الخرف، ويتميزون إما بصحة عقلية سليمة أو أنهم يظهرون علامات مبكرة عن فقدان الذاكرة.

ويتطرق لوينشتاين الى دراسات خلصت سابقا الى ان حوالى ثلث الاشخاص فوق سن 85 عاما يعانون الخرف. أما ثلث آخر من هؤلاء فكشفت فحوص أجريت عليهم بعد الوفاة وجود نسبة كبيرة من مؤشرات الخرف في الدماغ في حين أن هؤلاء الاشخاص كانوا في وضع سليم خلال حياتهم. ويضيف لوينشتاين "كيف استطاع هؤلاء الاشخاص عيش حياة طبيعية؟ العلم لم يقدم جوابا على هذا التساؤل. وهذا هو ما نحاول اكتشافه".

العمل والحياة الاجتماعية

ومن أصل نحو مئة شخص يشاركون حتى اليوم في الدراسة، يعيش أكثر من أربعين في قرية ايست ريدج للأشخاص المتقاعدين محاطين بأعداد كبيرة من حيوانات الطاووس البرية وسط أشجار النخيل وعربات الغولف المتنقلة في داخل مساحات خضراء مصانة بعناية فائقة. تكلفة العيش في هذا المكان ليست بخسة البتة. فيتعين على الراغبين في الاقامة في هذه القرية دفع حوالى 111 الف دولار للانتقال الى الموقع من ثم دفع ايجار شهري لا يقل عن 2700 دولار.

شيوخ لكن شباب

وبعد فترة وجيزة على وصولها الى المكان قبل سبع سنوات، بدأت المربية السابقة في مدرسة اعدادية غوين نورث البالغة 85 عاما لكنها تبدو أصغر من سنها الفعلي بعشرة أعوام، بالاهتمام بمتجرها للبضائع المستعملة. وتفاخر بأنها تعمل "لست ساعات أسبوعيا تقريبا". أما زوجها آرت البالغ 86 عاما فمعروف بشخصيته المرحة وحبه لتشارك المعلومات ومهارته في اصلاح الاعطال الالكترونية.
وخضع آرت وغوين لاختبارات ذاكرة وقدما عينات من النخاع العظمي لترصد الآثار البيولوجية الاولى للشيخوخة. حتى انهما يعتزمان التبرع بدماغهما لخدمة العلم.

وعن سر شبابهما الدائم، تجيب غوين "الامر عائد الى الحفاظ على النشاط الجسدي والى الجينات السليمة". من ناحيته يرى آرت أن الفضل في هذا الوضع يعود "ببساطة الى العمل والى زوجتي".
هذه النظرية تؤكدها بيانات علمية. وفي هذا الاطار تشير لورا كارستنسن مديرة مركز للبحوث في جامعة ستانفورد خلال مؤتمر في واشنطن الى "اننا نعلم منذ زمن طويل أن الناس الذين يعملون يتمتعون بصحة افضل مقارنة مع الاشخاص غير العاملين".

دور للفوارق الطبقية؟

ومن بين العوامل المعروفة على صعيد الحد من أعراض الشيخوخة هناك ممارسة الرياضة بانتظام واعتماد النظام الغذائي المتوسطي القائم خصوصا على تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضار والبطاطا والحبوب وزيت الزيتون والاسماك والقليل من اللحوم...

ويشير لوينشتاين الى ان "الدراسات الوبائية تظهر أن الناس الذين يعيشون حياة غنية بالانشطة المحفزة على المستوى الذهني والعلاقات الاجتماعية يواجهون خطرا ادنى بتدهور قدراتهم الذهنية مع تقدمهم في السن".
إلا ان الوضع المالي يمثل ايضا عاملا مهما على هذا الصعيد. فالكثير من سكان قرية ايست ريدج للمتقاعدين يتمتعون بمستوى تعليمي متقدم وهم من البيض. وقد ادخروا مبالغ كبيرة خلال حياتهم وقاموا باستثمارات ناجحة واستفادوا من الطفرة في اسعار العقارات.


في المقابل يواجه الفقراء خطرا اكبر للاصابة باعراض الشيخوخة. فقد اظهرت دراسات أن السود والاشخاص المتحدرين من اصول اميركية لاتينية لديهم مستويات خرف اعلى بكثير من تلك المسجلة لدى البيض.
ويشير بعض الخبراء الى ان الارتفاع المحتمل لعدد حالات الخرف في العالم بواقع ثلاثة اضعاف في حلول سنة 2050، قد يؤدي الى افلاس اقتصادات عالمية كبرى وشل الانظمة الصحية اذ من المتوقع بلوغ هذه الحالات عتبة 132 مليونا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف