لايف ستايل

الغالبية تفضل المنتوجات المنبّتة طبيعيًا

ميونخ عاصمة التغذية العضوية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يميل سكان ميونخ أكثر من غيرهم إلى تناول المنتوجات العضوية، بالرغم من الدراسات المختلفة التي لا ترى فارقًا كبيرًا في تركيبة هذه المواد العضوية يميزها عن منتوجات السوق التقليدية.

ماجد الخطيب: أجرى معهد الدراسات الاقتصادية الألماني في نورمبيرغ استفتاء للرأي بين سكان ميونخ وضواحيها بشأن انتشار ثقافة التغذية على المنتوجات العضوية، وظهر من الدراسة أن 93% من الذين شملهم الاستفتاء يشترون المنتوجات العضوية فقط، أو يشترونها بشكل منتظم، أو بين الحين والآخر. وهكذا تضيف الولاية إلى ألقابها لقب "عاصمة التغذية العضوية"، إضافة إلى لقبي "عاصمة بافاريا الحرة" و "عاصمة البدناء".

هدف صعب

أجرى المعهد الدراسة بتكليف من شركة "انديكسر" الألمانية للمنتوجات العضوية، وشملت 1028 ألمانية وألمانياً من سكان ميونخ والأحياء المحيطة بها، إضافة إلى 500 شخص يعيشون في أحياء المدينة الكبيرة، وتتراوح أعمارهم بين 19 و69 سنة. وفضلًا عن اهتمام الشخص بشراء المنتوجات العضوية، تضمن الاستفتاء أسئلة عن مصدر هذه المنتوجات، وما إذا كان من الشركات الألمانية العامة أو من الشركات البافارية، أو من الفلاحين المنتشرين في المنطقة.

وكانت بلدية ميونخ قررت في عام 2006 تحويل المدينة بكاملها إلى مدينة عضوية 100%، إلا ان الطريق ما زال طويلًا امام تحقيق هذا الهدف. وربما لا يتعلق ذلك برغبة الناس قدر ما هو محكوم بتغيير كامل ببنية الزراعة والانتاج الزراعي والحيواني في الولاية المعروفة بانتاجها الزراعي. وكان 20% من الحوانيت والمطاعم في اثناء مهرجان اكتوبر الماضي يقدم الأغذية العضوية، وتضطر شركة كبيرة، تتخذ من ميونخ مركزًا، مثل شركة انتاج السيارات "بي أم دبليو" إلى تقديم نصف وجباتها من الأغذية العضوية فقط لعدم توافر الكميات التي تحتاجها من المواد العضوية في السوق.

وقال مارتن شتاروبنغر، مدير قسم التغذية في مصانع "بي أم دبليو"، إن الشركة تقدم لعمالها وموظفيها 25 ألف وجبة طعام في اليوم، وتستهلك 260 طنًا من اللحم، وتعجز أسواق المدينة عن توفير هذه الكمية.

إقبال على المنتوجات العضوية

تكشف الدراسة أن أهالي ميونخ يفضلون المنتوجات العضوية، أي منتوجات الحليب واللحوم والأغذية، أكثر من تفضيلهم شراء الفواكه والمخضرات العضوية. ولا يشكل مفضلو المواد النباتية العضوية أكثر من نسبة 3% (أعلى نسبة هي في شراء البيض 9,7% ثم الخضروات 5,7%)، لكن 41% منهم يسعون إلى التغذية على المنتوجات الحيوانية النباتية فقط مثل الجبنة والزبدة واللحم والوجبات الجاهزة...إلخ. تضاف إليهم نسبة 49% ممن يشترون بشكل منتظم المواد العضوية المطروحة في الاسواق المحلية لفلاحي المنطقة. ثم هناك نسبة 7% فقط ممن يرفضون شراء المواد العضوية، ونسبة 2% ممن لا يشترون المنتوجات العضوية المحلية أبدًا.

يتفق من شملهم الاستفتاء على أن تسمية المنتوجات المحلية تشمل المنتوجات العضوية المنتجة في محيط 110 كم حول مكان اقامتهم. وتميل نسبة 50% من مفضلي السلع العضوية المحلية إلى تسميتهم بزبائن "بين الحين والحين"، مع 80% لا يشترون إلا المنتوجات العضوية من محيط ميونخ.

الأسباب متعددة

وجه معهد الدراسات الاقتصادية إلى الذين شملهم الاستفتاء سؤالًا حول الأسباب التي تدعوهم لتفضيل المنتوجات العضوية، وخصوصًا المحلية منها. وكانت الردود كالآتي: قالت نسبة 78% إن ذلك يتعلق بطبيعة المواد وعدم استخدام الاسمدة والعلف الاصطناعي فيها، وعزت نسبة 76% ذلك إلى قضايا تتعلق بالرفق بالحيوانات وطريقة تربية الحيوانات في فضاءات مفتوحة. وعبرت نسبة 72% عن دعمها للسوق المحلية ومن أجل دفع عجلة الاقتصاد في الولاية إلى الأمام.

وكان معهد ايمنيد المعروف لاستطلاعات قد عرض نتائج استفتاء شمل 1002 شخص من بافاريا، قال ثلثاهم إنهم يفضلون لحم البقر العضوي على أساس طريقة تربية الحيوانات في الحقول المفتوحة، وتمنت نسبة 75% أن تنتبه مدينة ميونخ إلى هذا الأمر عند توفير الطعام في الاحتفالات العامة مثل "مهرجان اكتوبر".

من ناحية أخرى، ظهر من الدراسة أن النزوع إلى شراء الأغذية العضوية يزداد في ميونخ كلما ابتعد أحد أحياء المدينة عن الريف. وإذ يعتمد الريف بالكامل تقريبًا على المواد العضوية التي ينتجونها محليًا، كانت نسب المواطنين المعتمدين على التغذية العضوية فقط تتراوح بين 43 و55% بين أحياء مدينة ميونخ.

قوة شراء

عزت باربرا شايتس، من شركة انديكسر التي مولت الدراسة، نزوع البافاريين إلى الأغذية العضوية على أساس عدة عوامل. أهم هذه العوامل هو توفر هذه المواد بكثرة وبأسعار مناسبة في الأسواق العامة وفي أسواق الفلاحين، ثم إن ولاية بافاريا معروفة بثرائها وبقوة شراء سكانها مقارنة ببقية الولايات الألمانية. ولا يمكن هنا بالطبع استثناء الوعي البيئي العالي بين السكان. وكانت منظمة "فوود ووتش" قدرت أن مبيعات المواد العضوية في ألمانيا لا تشكل أكثر من 4% من مجموع الأغذية، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن ولاية بافاريا استثناء للقاعدة.

وهناك الآن 630 مزرعة وفلاحاً يوفرون المحاصيل واللحوم العضوية لشركة انديكسر، هذا عدد قليل بحسب تقدير شايتس. وتخطط الشركة إلى رفع هذا العدد إلى 800 في العام المقبل بهدف تغطية حاجات سوق المنتجات العضوية في الولاية.

على أي حال، لا يبدو أن هذا الوعي البيئي يتناسب مع الوعي الصحي كثيرًا عند سكان ثاني أكبر ولاية في ألمانيا. فبافاريا تتصدر قائمة البدانة بين السكان بنسبة 52%، ويعرف العالم كله نهم البافاريين للجعة واللحوم والشحوم. وترتفع نسبة البدانة بين الرجال إلى 64% وبين النساء إلى 40%. ولا يشكل النحفاء سوى 4% من البافاريين و17% من البافاريات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف