لايف ستايل

التفاؤل يبقى حذرا لحين إثبات فاعلية العقار الجديد

أمل جديد في المعركة ضد الزهايمر

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&ساد تفاؤل حذر في الأوساط الطبية بعد الإعلان عن "خرق" جديد للعلماء في المعركة ضد مرض العصر المسمى الزهايمر. ويعود هذا الحذر إلى"خروقات" سابقة، أعلن عنها علماء اميركيون وألمان وسويسريون، خلال العقد الأخير من السنين ثم طوتها أعراض المرض الممتدة بين النسيان والعته والخرف.

&في نقلها للخبر، الذي نشرته الـ "بي بي سي"، قالت صحيفة الطبيب الألماني ان الدراسات المتعلقة بمرض الزهايمر كانت أقل الدراسات الطبية والعلمية نجاحاً حتى الآن، ولايتفوق عليها في هذا الفشل غير عدد العقاقير التي عوّل عليها الأطباء لوقف تقدمه. وتمنت الصحيفة أن ينجح عقار سولانيزوماب فعلاً في كبح تقدم مرض الزهايمر، وفي تقليل نسبة الوفيات على المستوى العالمي.&إذ تمكن الباحث الألماني الويس الزهايمر من تشخيص ووصف أعراض المرض، الذي حمل اسمه، منذ العام 1907، أي قبل عصر البنسلين، لكن ما تحقق من"خروقات" على صعيد علاجه أو وقف تقدمه لا يستحق الذكر. وانفق العلماء المليارات في محاولات الكشف عن آلية حصول المرض في الدماغ، لكن ما تفتق عن هذه الدراسات لايعدو نظريات، يختلف عليها العلماء أكثر مما يتفقون. وإذ نجح العلم في تطوير آلاف المضادات الحيوية البديلة للبنسلين، يعول الأطباء على عدد &قليل من العقاقير (مثل اريسبيت)، في معالجة الزهايمر، التي تقلل أعراض المرض ولا تكبح جماحه.وتقدر منظمة الصحة العالمية معاناة 35 مليون انسان من مرض الزهايمر على المستوى العالمي، منهم أكثر من مليون ونصف مليون ألماني، وأكثر من 5 ملايين اميركي. ويطلق العلماء على هذا المرض اسم"السكري3" بالنظر لسرعة انتشاره وتحوله إلى"مرض" شعبي يقلق بال البشرية منذ سنوات. وتتوقع الدراسات ان تتضاعف الاصابات بمرض الزهايمر مرتين ونصف حتى العام 2050، ما لم يتم التوصل إلى علاج له. وهو سادس سبب للوفيات في الولايات المتحدة في العام 2014.&ليس عقاراً جديداًالأمل الجديد في المعركة ضد المرض الدماغي التنكسي معلق على عقار سولانيزوماب (يختصر باسم سولا) الذي سبق أن أعلن عن فشله في وقف تقدم الزهايمر في تجارب أجريت عليه في العام 2012 واستمرت 18 شهراً. وثبت بعد العلاج المطول ان"سولا" لم يوقف تراجع فعالية أدمغة المرضى الادراكية، لكنه أبطأ بعض الشيء تقدم المرض.&&وتم الإعلان عن النتائج الجديدة لفعالية العقار في المؤتمر الطبي للجمعية العالمية حول الزهايمر في واشنطن، واعتبر "خرقاً" حققته مختبرات "ايلي ليلي" (التاسعة ضمن أكبر 10 شركات أدوية عالمية) المتخصصة في إنتاج العقاقير الخاصة بأمراض الدماغ والجملة العصبية. ويفترض أن دواء "سولانيزوماب" يمكنه أن يخفض معدل تقدم مرض الخرف بنحو الثلث. ولا تزال أسباب موت الخلايا العصبية، وكذا وقف موتها، مستعصياً على العلاج حتى الآن، لكن دواء سولانيزوماب ربما يمكنه الحفاظ على حيويتها. كما ستجرى تجربة أخرى منفصلة من المقرر إعلان نتائجها العام المقبل، ربما سكون حاسمة في تقدير نجاح العقار.&&فحصت "إيلي ليلي" الأميركية المعطيات التي تجمعت حول المشاركين في تجربة 2012 وتوصلت إلى مؤشرات جديدة &تدل على أن الدواء قد يجدي مع المرضى في المراحل المبكرة من المرض. ولذلك فقد طلبت الشركة من أكثر من ألف مريض ساهموا في الدراسة الأولى، ويعانون من أعراض مرض معتدلة، أن يتنالوا الدواء لمدة عامين إضافيين. وكشفت متابعة المرضى اليوم أن الدواء قد أبطأ تقدم المرض بنسبة 34%.&واعتبر الدكتور إيريك سيمرز، من مختبرات شركة "ايلي ليلي" بالهند لـ"بي بي سي، نتائج متابعة دراسة 2012 دليلاً جديداً على أن دواء سولانيزوماب ليس له تأثير على باثولوجيا المرض الكامنة، لكنه يعتقد بوجود فرصة لأن يكون دواء سولانيزوماب أول دواء متاح لتخفيف آثار المرض. &وأضاف ان مختبراته لم تمتلك أبداً، في أي وقت مضى، دليلاً على إمكانية التأثير على تقدم المرض، لكنه يأمل بتحقق ذلك في الفترة المقبلة.&عمل سولانيزوماب على الدماغفي التقرير المفصل حول نجاحات عقار سولانيزوماب، التي طرحت في مؤتمر الجمعية العالمية حول الزهايمر، يعمل العقار على وقف تراكم بروتينات الـ"أميلويد"، في خلايا الدماغ، وهو السبب الذي يسبب المرض، ومن ثم تفاقمه. ويعتقد العلماء أن الأميلويد يكوّن لويحات لزجة بين الخلايا العصبية يؤدي إلى موتها.&وسبق للعلماء الألمان أن توصلوا إلى ان هذه التراكمات المسببة للمرض هي بالضبط تراكمات بروتين اميلويد-بيتا في خلايا الدماغ، وهي الحالة التي ينجم عنها "الخرف" الناجم عن النسيان وعدم التركيز. والبروتين المذكور ليس خطيراً على الدم، وإنما على الدماغ فقط، لكنه مهم في ذات الوقت لصحة الإنسان، لأنه يدخل في عملية تنظيم استقلاب الشحوم. وتتراكم جزيئات اميلويد-بيتا، التي تميل إلى التصلب والاستقرار في أنسجة الادماغ، بالتدريج مع تقدم العمر، وتسبب بالتدريج أيضاً اختلال وظائف خلايا الدماغ ، ومن ثم إلى موتها.ولاحظ العلماء أن تقليل مستوى اميلويد-بيتا الدائر في الدم يؤدي إلى تقلص تراكماته في أنسجة الدماغ، وان مستوى اميلويد-بيتا الذي يدور في دماء المعانين من الزهايمر يبلغ 3-4 أضعاف معدلاته في دماء الناس السليمين. وتخوض شركات الأدوية تنافساً مكلفاً بينها بهدف التوصل إلى عقار يوقف عمل اميلويد-بيتا، رغم وجود خلاف علمي حول دوره في عملية نشوء المرض (ليس هناك خلاف حول دوره في تفاقم المرض)، وربما يكمن الأمل في عقار سولانيزوماب، إذا ما تأكد تأثيره على هذا البروتين، وليس في الأعراض فقط.&خلاف حول دور النحاستوصل الباحثون الألمان إلى الكشف عن علاقة غامضة بين النحاس ومرض الزهايمر، هي نتائج معاكسة للنتائج التي توصل إليها الأميركيون. إذ يرى العلماء الألمان أن نقص النحاس، وليس ترسبه في الجسم، هو المسؤول عن نشوء هذه الحالة المرضية.وتشي دراسة جديدة أجراها علماء جامعتي هومبورغ و برلين الألمانيتين بوجود علاقة عصيّة على التفسير حالياً بين معدن النحاس وإصابة المسنين بالعته المسمى الزهايمر. والعلاقة، كما هو واضح ليست علاقة سمّية، بمعنى أن يتسبب تراكم النحاس في الدماغ بحصول أعراض الزهايمر، وإنما علاقة "لوجستية" ناجمة عن نقص النحاس في الجسم.&واستطاع العلماء الألمان، من خلال تجاربهم على الفئران، التوصل إلى أن تراكم الاميلويد في خلايا الدماغ يتباطأ حينما تزيد نسبة أيونات النحاس في المياه التي تشربها هذه الفئران. وهذا يؤكد نتائج دراسة كندية سابقة أجريت على مصابين بالزهايمر ولاحظت وجود فرق في نسبة تركز النحاس في خلايا الدماغ.وقدّر الباحث توماس باير من جامعة هومبورغ أن العلاقة المحتملة بين النحاس والزهايمر قد يمثلها بروتينAPP الذي يسيطر على دورة حياة النحاس في جسم الإنسان. إذ ينجم عن ارتباط أيونات النحاس ببروتينAPP &نوعاً من الأميلويد أقل قابلية للتراكم في الخلايا الدماغية من الاميلويد الذي ينشأ عن آلية تكون الزهايمر. وعبر باير عن قناعته بأن الاميلويد &-النحاسي أقل ضرراً على الدماغ من اميلويد-الزهايمر، وظهر من الدراسة أن حرمان الفئران المختبرية من النحاس يفاقم تراكم الاميلويد في النيورونات.&غسيل دماغ وفطريات لمعالجة الزهايمرلم تكن المحاولات السابقة لمعالجة الزهايمر، أو وقفه عند حده في الأقل، أقل تفاؤلاً من مختبرات "ايلي ليلي" وعقارها الجديد سولانيزوماب. كانت محاولات أميركية وألمانية وسويسرية ..إلخ، إلا ان الآمال بمستقبلها تبخرت سريعاً، مع الأموال التي وظفت فيها، بعد أن اثبت الزهايمر مناعته على هذه الطرق.&&وكان الباحث بيرسلاف زلوكوفيتش، رئيس فريق العمل من جامعة روكستر قد تحدث بتفاؤل عن غسل الدماغ من اميلويد بيتا بطريقة جديدة. إذ زرق &زلوكوفيتش الفئران المختبرية ببروتين ،sLR، الذي يعتقد أنه يوقف عمل اميلويد-بيتا، فلاحظوا أنه استطاع معادلة البروتين الذي يتراكم في الدماغ واستطاع وقف 90% من تراكمات اميلويد-بيتا. وتراجعت، بالترافق مع ذلك، أعراض المرض من نسيان وضعف القدرة على التعلم وضعف التركيز. وقال الباحث انه لا يعرف الأسباب التي تدعو اميلويد-بيتا للتراكم في أنسجة الدماغ، إلا أنه يعرف بأن غسله من الدم يؤدي إلى توقف التراكم.&وتحدث زلزكوفيتش عن خطوة لاحقة، سيعمل خلالها على تحويل &sLRPإلى مصل وتجربته على الإنسان قبل البت بنجاحه. ومن الواضح مسبقاً أن مدى نجاح العقار"المستقبلي" سيعتمد إلى حد كبير على التشخيص المبكر للحالة، لأن تقدم المرض، وتركز التراكمات في الدماغ، سيعني التحول من جديد إلى طرق العلاج التي تعمل على الدماغ مباشرة.&ونجح عالمان، ألماني وسويسري، في العام 2007، في استخدام عقار سائد في السوق لمعالجة الأمراض العصبية، لكبح جماح الاميلويد السيئ. وكتب الباحثان في مجلة"نيتشر ميدسن" آنذاك ان التجارب نجحت حتى الآن على الفئران، لكن كل المؤشرات تعد بعلاج لالزهايمر لدى المصابين به من البشر. وحسب تقرير الباحثين فرانك هيبنر، من معهد باثولوجيا الأعصاب في شاريتيه برلين، وبوركارد بيشر، من معهد الدراسات المناعية في جامعة زيورخ، فان العقار لم"يغسل" أدمغة الفئران من الترسبات الخبيثة، التي تتراكم على خلايا الدماغ فحسب، وإنما حسّن ذاكرة الفئران أيضاً. وأبدت الفئران المصابة بالزهايمر، والتي عولجت بهذه الطريقة، ذاكرة أحدّ من ذاكرة الفئران في مجموعة المقارنة، أي التي لم تتلقَ العلاج.ركز العالمان في بحثهما على نظام المناعة في أجساد الفئران، وتمكنا من وقف عمل جزيئة مهمة في نظام المناعة، تشكل عماد مادتي انترلويكين 12 و23. وأظهر العقار قدرة أكبر على تنظيف الدماغ من الترسبات الخبيثة حينما عمل على كبح جماح جزيئة المناعة بـ40. وعندما توقف عمل انترلويكين 12 و23 توقف أيضا عمل جزيئة ب40. وإلى هذا الحد انتهت الأخبار عن مثل هذه الطريق العلاجية لمرض الزهايمر.&وكشف معهد هانز-كنول الألماني لأبحاث المواد الطبيعية عن جزيئة صغيرة (بيبتايد) تتألف من نحو 20 حامضا أمينيا كحد أقصى، تستخلص من الفطريات، ويمكن استخدامها بفعالية في معالجة مرض الزهايمر.وتتمتع هذه الخلاصات التي تسمى بيبتيبول Peptaibol، وتستخلص من الفطريات، ويمكن تحضيرها مختبرياً أيضاً، بصفات المضادات الحيوية ولها تأثير قاتل على بعض أنواع البكتيريا والفطريات. الا ان الباحثين من معهد معهد هانز-كنول اكتشفوا ميزة اخرى من مزايا البيبتيبول وهي فاعليتها كدواء مضاد للصرع وربما لعلاج الزهايمر.&&إذ تمكن هذا البيبتايد المستخلص من الفطريات، في تجارب مختبرية خاصة، من التأثير بشكل مهدئ للأعصاب والفعالية ومزيل للمخاوف على المرضى. وذكر البروفسور اودو غريفة، الذي يدير قسم الكيمياء الحياتية في المعهد المذكور، ان البيبتايد تمت إجازته كدواء ضد الصرع وسينزل الى الأسواق قريباً، إلا انه يعد عقارا واعدا مضادا لالزهايمر أيضاً. وتعمل مادة امبولوسبورين، في هذا البيبتايد، أساساً من خلال قابليتها على فتح قنوات في جدران الخلايا العصبية والسماح للمواد والأيونات بالنفوذ اليها.&قبل هذه المحاولات نجح علماء جامعة ستانفورد في إبطاء تقدم مرض الزهايمر عند المصابين به من خلال سحب بعض السوائل الدماغية الى الخارج. إلا ان هذه المحاولات توقفت بعد بضع سنين مع تراجع الأمل في التوصل إلى علاج جذري للمرض.&ويعتقد العلماء، بحسب التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية على صفحتها الالكترونية، &ان السائل الدماغي الشوكيCerebrospinal يسلط ضغطاً على بعض مناطق الدماغ الحساسة ويتسبب بالتالي بنشوء حالة الزهايمر. وحسب تقديرات الباحثين من ستانفورد، فإن ارتفاع ضغط السائل الدماغي يؤدي الى موت الخلايا الدماغية وبالتالي الى هبوط كفاءة الوظائف العقلية.&في ألمانيا، قلل المحرر العلمي لصحيفة"دي فيلت" الألمانية الواسعة الانتشار من شأن "الخرق" الذي تتحدث عنه مختبرات "ايلي ليلي" في علاج الزهايمر، خصوصاً وأن الشركة امتنعت عن الرد على أسئلة الصحيفة. وأشارت "دي فيلت" إلى أن "ايلي ليلي" وظفت المليارات في"قبر" الأبحاث حول الزهايمر في العقود السابقة دون نجاح يذكر، وان اسهم الشركة ارتفعت في البورصة &بالعلاقة مع الإعلان عن الخرق في الحرب ضد الزهايمر بواسطة سولانيزوماب.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دراسة رائعة
سعد السلوم -

مقال علمي رصين على مستوى عال. شكراً لإيلاف على هذه الدراسة وكل التقدير لجهود الكاتب.