قد يقضي على حياتهم ومستقبلهم الرياضي
الارتجاج الدماغي أخطر إصابة تهدد الرياضيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يشكل تعرض الرياضيين الى&إصابة الدماغ بالارتجاج قلقا كبيرا على حياة مجموعة تضع حياتها على كفهم خلال ممارسة&مهنتهم.
سان خوسيه: الكثير من الرياضين المحترفين وبالاخص اذا ما اصبحوا من المشاهير لا يدخلون في الحسبان المخاطر الصحية التي تهدد البعض منهم اذا ما تعرضوا لحادث خلال اللعب لانهم ينشغلون بالشهرة، الا ان التقرير الذي نشر مؤخرا في مجلة الرياضة والصحة الاميركية الصادرة في نيوجيرسي يدعو للقلق.&
حذر تقرير أميركي متخصص من الاصابات التي تلحق الرياضيين اثناء حياتهم الرياضية كاصابات الرأس أو هزات تحدث في سياق عملهم، خاصة في رياضات تتطلب الاحتكاك الجسدي او اصطدامات جسدية عنيفة مثل الملاكمة والهوكي وكرة القدم وكرة اليد او لعبة التزلج على الثلج، ويمكن& أن تسبب أضررا صحية جسيمة.
ويسجل سنويا اكثر من مليون إصابة في بلدان مشهورة بهذه الرياضات القوية، حوالي 80 في المئة منها خفيفة والباقي يدرج على قائمة الاصابات ما بين القوية والقوية جدا والخطيرة مثل الارتجاج الدماغي الصعب ما يؤدي الى تدمير حياة الرياضي بالكامل في سن شبابه.
وحسب التقرير يكون سبب& ارتجاج المخ اصطدام الرأس بجسم قاسي فيحدث خللا بسيطا ومؤقتا في عمل الدماغ، لكن هناك اصابات لا تؤدي فورا الى فقدان الوعي ولو اخضع المصاب لفحص دقيق مثلا عبر الرنان المغناطيسي فلا تظهر أية علامات ملفتة ما يجعل المدربين او الرياضيين انفسهم لا يعيرون اعتبار للحادثة واصفين إياه بالبسيط. لكن الصعوبات المرتبطة بارتجاج الدماغ تظهر خلال أسبوع او أسبوعين بعد الاصابة ما قد يهدد المصاب بمخاطر داخل الجمجمة منها نزيف داخلي او احتمال حدوث إصابة داخلية.&
والعوارض الأخرى التي تظهر لفترة زمنية قد تكون قصيرة نتيجة ارتجاج في المخ& هي بطئ في ردود فعل المصاب وعدم استيعابه السريع للأمور، واذا لم تظهر أية عوارض في غضون ثلاثة أشهر عندها يمكن الحديث عن حادثة ارتجاج دماغية غير& خطيرة.
لكن التقرير حذر من تعرض الرياضي& خلال مسيرته الرياضية مرات عديدة لصدمات في الرأس، فهذا التراكم يشكل مع مرور الوقت خطرا لاصابته بعاهات تؤثر سلبا& على مهنته& وحياته الخاصة لان قدراته الجسدية تتراجع بشكل كبير.
إصابة قد تقضي على مستقبل وحياة الرياضي
والاصابة الخطيرة وتصل نسبتها الى& 10 في المئة تسمى „Second Impact Syndrome. اي متلازمة الاثر الثاني وهي حالة يمكن ان تهدد حياة المصاب بالخطر. فاستنادا الى تقارير طبية للدكتور ستانويل والبروفيسور جاردن في مجلة الطب الرياضي ادت مثل هذه الاصابات في الولايات المتحدة الاميركية في وسط لاعبي الهوكي على الجليد وكرة قدم الى الموت نتيجة الاصابات بارتجاج دماغي ظهرت أعراضه لاحقا.
وبحث مؤتمر الفيفا لكرة القدم الذي عقد عام 2012 في زوريخ مخاطر ارتجاج الدماغ وصدمات الرأس لدى الرياضيين كما استعرض نتائج دراسات طبية صدرت على أساسها توجيهات طُلب من نوادي الرياضية الالتزام بها. فاذا& ما تعرض لاعب لضربات او صدمات في الرأس سببت له ارتجاجا في المخ يجب عدم مشاركته في مباريات او تدريبات الا بعد اجراء فحص طبي وربما تصوير لاستبعاد حدوث نزف دماغي، واذا ما بقيت العوارض واضحة& بعد بضعة أيام لا بد من استشارة طبيب للاعصاب من دون تأخير،& وعلى الرياضي التقليل من الجهد البدني والعقلي بشكل كبير حتى إشعار آخر.
ويمكن للارتجاج الدماغي ان يؤدي الى عواقب جسدية وعقلية وادراكية، لذا ينبغي ان يكون التشخيص مع مزيد من التخطيط العلاجي متعدد التخصصات، وبالاضافة الى الفحص العصبي. وقد يتطلب الأمر استشارة طبيب عصبي نفسي لكن في حالات محددة كالاصابة بنزيف داخلي قد يؤثر سلبا على قدرات اللاعب العقلية او قدرته على التركيز او الانتباه، وعلى ضوء النتائج يمكن تحديد موعد عودة اللاعب لممارسة رياضته او الامتناع عنها.
مشاهير فقدوا مستقبلهم وحياتهم
ومن المشاهير الذين اصبحوا بعد الاصابة بارتجاج دماغي عاجزين لاعب الهوكي الاميركي الشاب ستيفن اوستورف ( 39 سنة) عام 2010وقال في مقابلة معه انه جسديا ونفسيا بوضع كارثي ، ولقد حاول طوال عام العودة& الى ممارسة رياضته التي امتهنها لكن عبثا وهو يعيش اليوم مع عائلته في سبيرغبورو بولاية اوهايو.
وكان تاريخ الـ 30 من آ1ار (مارس)& 1979 كارثة بالنسبة لبطل العالم لاعب كرة اليد الالماني يواخيم ديكارن، الذي أصيب بارتجاج دماغي خطير ولم يكن قد بلغ الـ 23 سنة إثر اصطدامه بلاعب مجري وسقوطه على أرض الملعب الاسمنتي بقوة خلال كأس أوروبا لكرة اليد وهو اليوم اسير الكرسي المتحرك بعد غيبوبة دامت 131 يوما.
والحالة كانت أسوء بكثير بالنسبة للبطلة التزلج على الثلج الكندية ساره بورك( 29 سنة)، حيث سقطت خلال تمارينها في بارك سيتي ماونتين روسورس واصيبت بارتجاج دماغي لكنها توفيت بعد تسعة أيام بعد تدهور حالتها وتوقف قلبها عن النبض.
والاهمال لا يلحق اللاعبين في البلدان الفقيرة بل كذلك في أوروبا و الولايات المتحدة، ما دفع ببعض النواب الاميركين للمطالبة باتخاذ كل الاجراءات الطبية اللازمة عند وقوع حادثة لان عدم اكتشاف خطر الاصابة في وقت مبكر يعرض حياة الرياضي للموت او العجز الكامل.
يذكر ان التقرير وضعه أطباء من جامعة يوشيفا بنيويورك بالمشاركة مع زملاء لهم في بلدان بأميركا الجنوبية.