لا شيء عفوي في عالم الموضة
إليك السر الذي تخفيه دور الأزياء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من يقرر أن لون هذا الموسم أخضر نعناعي أو أن الجاكيت الرائجة ستكون سوداء. فبين تصاميم دور الأزياء الفاخرة والكبيرة التي يتابعها الخبراء وبين موضة الشارع التي ترصدها عدسات الكاميرا، يعم مزاج عام يتتبعه تجار الأزياء والملابس بكثب وعناية لمعرفة ما الرائج.
بلقيس دارغوث: بين هذا وذاك تعمل شركة تسمى WGSN أو "Worth Global Style Network" بصمت وتحت الرادار. تأسست الشركة العام 1997 من قبل مارك وورث الذي باعها العام 2005.
لا تعتبر الشركة سرا على الإطلاق، ولكن خدماتها حصرية جدا ومكلفة، ما يجعلها بعيدة عن مرمى الجماهير. تحذو حذو هذه الشركة عد شركات أخرى ولكنها أكبرها وأكثرها تأثيرا. تملك الشركة آلاف الزبائن وتعمل في 100 دولة. من زبائنها مثلا شركات نايكي وH&M وستاربكس ومحطة تلفزيون NBC ونيكولوديان وغيرها الكثير.
لا تتنبأ الشركة فقط صيحات الموضة، بل تؤمن نظرة دقيقة على السلوك الاستهلاكي والسياسات الترويجية، لكن 53% من خدماتها تنحصر في استشارة التصميم.
لذا يسعى مصممو الأزياء لمعرفة اللون الذي سيهيمن على تصميمات العام المقبل او بعد عامين، وما الأقمشة التي ستنتشر في السوق. وسواء أصابت الشركة ام خابت، يبقى هدف الشركات الحصول على هذه المعلومات لمساعدتهم على وضع الخطوط الرئيسية لمجموعات الموسم المقبل.
يعكف محررو الشركة على تأمين صور عالية التقنية وأصلية مرفقة بتقارير، لا تعرّف فقط الموضة الدارجة، بل توضح السبب والهدف منها، إلى جانب دراسة جدوى.
كما تؤمن قاعدة بيانات للألوان والأنماط ونحو 70 ألف قالب تصميم. يستطيع المصممين أن يبنوا على هذه القوالب ما يريدون من النقشات والتفاصيل والرسومات.
بساطة التصميم
يمكن لمصمم يود صناعة قميص ما، أن يختار قالبا يضيف عليه بعض التفاصيل ويختار لونا معينا ونقشة يتوقع أن تدرج العام المقبل، وبهذه البساطة يكون قدم تصميما جديدا لقميص يتماشى مع موضة الموسم المقبل. لذا يمكن باختصار وصف WGSN على أنها أداة تساعد على تصميم الفاشن المرغوب بخطوات سهلة وبسيطة.
حصرية وسرية
في عام 2005 قال ورث لصيحفة "ذا اندبندنت" إن المتسوقين يشتكون من أن كل تصاميم المتاجر الراقية متشابهة ولا توجد منافسة حامية بينها. جاء هذا التصريح في نفس العام الذي باع فيه الشركة.
بعدها بفترة أسس شركة ثانيه باسم " Stylus"، لكنه هذه المرة حصر قاعدة زبائنه بـ 400 فقط. لا تقدم هذه الشركة قوالب تصميمة أو أنماط معدة سلفا، ولكنها تعمل بصمت وسرية وتوجه العديد من الشركات الضخمة العاملة في الصناعة.
مثال على عمل الشركتين:
تشير دراسات وأبحاث بأن العمل من المنزل ظاهرة انتشرت بكثرة في الولايات المتحدة مؤخرا، ما يؤثر على طريقة أكلهم ولبسهم بيطبيعة الحال. توقعت الشركتان أن تصبح الثياب الرياضية المريحة رائجة في المستقبل، ما يعني أننا سنتردي ملابس مريحة وجميلة أثناء جلوسنا على كنبة المنزل، أو في اجتماع في المكتب الأساسي، او أثناء لقاء في مقهى ما.
تقول العاملة في شركة WGSN سارة أوين :"بالنسبة لي، زبدة الأمر هي في ربط النقاط ببعضها، كا ما فيا هو مراقبة التلميحات وربطها بمعلومات تنبئنا بالمستقبل، أو حتى تخلقه، هذا هو عملنا".
وإذا توجهت إلى مكاتب الشركة في نيويورك فستجد بالفعل شعار "اخلق الغد" على مدخل مكاتبها. الأمر الذي يثبت أهمية دور هذه الشركة في التأثير على الصناعة المليارية.