لايف ستايل

في عيد إيلاف التي أطلقت ثورة الاعلام الالكتروني

التكنولوجيا الحديثة... منّ يخلصنا منها؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يمكن القول إن كل ما نستخدمه في حياتنا اليومية تقريبا هو نتيجة التكنولوجيا. فالتكنولوجيا أحدثت تغييرا جذريا في نمط حياتنا بما في ذلك الملابس التي نرتديها والغذاء الذي نتناوله والطريقة التي نتواصل بها في ما بيننا ومع الآخر وصحتنا ، الخ.

كثيرون أول ما يفعلونه حين يفتحون عيونهم في الصباح هو التدقيق في أجهزتهم إن كانت هناك رسائل بُعثت اليهم أو أي خبر عاجل ورد للتو.&وكان مفكرون كبار توقعوا منذ زمن طويل ان نكون نحن البشر أسرى التكنولوجيا وعبيدها. وهناك مخاوف وظواهر تشير الى ان هذا أخذ يحدث فعلا في القرن الحادي والعشرين.

&ارتياح سطحي

ومثل كل شيء في الحياة له فوائده وأضراره فان للتكنولجيا آثارها السلبية في حياتنا. ولا يمكن اليوم تجاهل هذه الآثار السلبية على البيئة والصحة والسلوك والعلاقات والأعمال والتعليم والعائلة والمجتمع.

كل فعل أو نشاط نقوم به اليوم يرتبط بالتكنولوجيا أو يعتمد عليها. وهذا يسبب إدمان الكثير عليها. ويصبح الأمر خطيرا حين يصل الادمان الى حد الاعتماد على التكنولوجيا للتفكير والعمل والتواصل وحتى التنفس نيابة عنا.&وارتبطت أدمغتنا بالتكنولوجيا الحديثة حتى اننا نشعر بارتياح سطحي رغم آثارها السلبية.

شهد القرن الحادي والعشرون انخفاضا متواصلا في أسعار وتكاليف التكنولوجيات على اختلافها حتى انها أصبحت في متناول الجميع بصرف النظر عن مستوى دخولهم. وليس هناك بيت أو كوخ إلا وفيه تلفزيون وهاتف خلوي. وكلما ازداد ارتباط السكان بالانترنت ازدادت معدلات الجريمة الالكترونية. وبحسب موسوعة ويكيبيديا فان البلدان الأربعة الأكثر استخداما للانترنت هي الصين والهند والولايات المتحدة واليابان. وتواجه هذه البلدان الأربعة أكبر عدد من الجرائم الالكترونية كل عام بالمقارنة مع البلدان الأخرى التي لا ينتشر فيها استخدام الانترنت على نطاق واسع.

لا يمكننا العيش من دونها

باختصار لم يعد بامكاننا ان نتخيل يومنا من دون التكنولوجيا وسيتوقف العالم إذا تعطلت أجهزتنا وأدواتنا التكنولوجية الحديثة عن العمل. وسيأتي وقت نشعر فيه بالعجز من دون هذه التكنولوجيا بل ان البعض بدأ فعلا يشعر بذلك.

حققت التكنولوجيا إنجازات مذهلة وأتت بمنافع جمة ليس للبشر فحسب بل لجميع الأنواع والفصائل الأخرى. فهي أتاحت لنا التواصل مع دائرة واسعة من الأشخاص في مناطق جغرافية مختلفة بعد ان تمكنت الانترنت من تقليص الزمان والمكان على السواء. كما عملت التكنولوجيا على توسيع التجارة الالكترونية والتعليم الالكتروني. ويستطيع الطلاب في مناطق جغرافية معزولة ان يرتبطوا الآن بمعلميهم بنقرة واحدة. ومن أهم انجازات التكنولوجيا في قطاع الأعمال والتعليم انها قللت استخدام الورق وما يرتبط بذلك من تكاليف.

وللتكنولوجيا الجديدة مساهمة كبيرة في الصحة والطب ، بما في ذلك رفع متوسط عمر الانسان. وأتاحت التكنولوجيا صنع آلات ذات كفاءة عالية أدت الى تخفيض تكاليف الانتاج ورفع الانتاجية.&ولكن أكبر أضرار التكنولوجيا ان البشر ليسوا قادرين الآن ان يعرفوا متى يضعون حدودا لاستخدامها. ومن دون رسم حدود لها سيكون بمقدور أنظمة المراقبة التي تستخدم التكنولوجيا الجديدة ان ترصد كل ناحية من نواحي حياتنا اليومية.

إدمان حتى الموت

ومن أضرار التكنولوجيا الحديثة الادمان عليها. وأفادت تقارير ان رجلا لقي حتفه بسبب بقائه 40 ساعة متواصلة على احدى ألعاب الفيديو. وبات الجلوس أمام الشاشة هو "التدخين الجديد". وكلما طالت فترة الجلوس زاد ركود الدورة الدموية في انحاء الجسم. كما ان التحديق المستمر في الشاشة يمكن ان يسبب آلاماً في الرقبة والرأس. ويمكن ان يسفر عن ضعف النظر والصداع. ويرتبط الافراط في استخدام الانترنت بالكآبة والبدانة أيضا. كما ان التحديق في شاشة مضيئة ساعات طويلة يمكن ان يعيق إفراز الهرمون المسؤول عن دورة النوم والاستيقاظ.

إنسانيتنا في خطر

ويمكن ان يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا الى تدني مستوى المهارات الاجتماعية. فاليوم تجري اجتماعات العمل على سكايب أو غرف الدردشة وبذلك فقدان اللمسة الشخصية. ومع استخدام التكنولوجيا واجهزتها الحديثة باستمرار نعزل أنفسنا عن العالم والأصدقاء بل وحتى العائلة. ويحذر خبراء من ان انسانيتنا ذاتها باتت في خطر.

في مواجهة الآثار الضارة للتكنولوجيا الحديثة ينصح الخبراء باتخاذ جملة خطوات أولها تحديد التكنولوجيات التي تسبب أعلى درجات الادمان عليها مثل الانترنت أو ألعاب الفيديو أو غرف الدردشة أو خدمات التراسل أو مواقع التواصل الاجتماعي.

وكما يقال فان الوقاية خير من العلاج. وبالتالي يُنصح المستخدم بألا يدع التكنولوجيا تتحكم بحياته. وقبل أن تبدأ تأثيرها يجب ان يحدد المستخدم قواعد التفاعل بينه وبينها وليس العكس. وهناك اليوم مراكز لعلاج الادمان على الانترنت وما يرتبط بها سواء أكان ألعاباً الكترونية أو غرف دردشة أو خدمات تراسل.

تبليد الدماغ

من أخطر اضرار التكنولوجيا هو تبليد مستخدمها. فالاعتماد على غوغل للاجابة عن اسئلتك والحصول على المعلومات التي تبحث عنها يعطل وظيفة الدماغ ، نتاج آلاف السنين من التطور. لذا يُنصح بالتفكير في الحلول بدلا من البحث عنها جاهزة على الانترنت.

البريد الالكتروني مهم في حياتنا ولكنه ليس أهم من صحتنا. لذا ينصح الخبراء بالكف عن العودة باستمرار الى البريد الالكتروني للاطلاع على الرسائل الواردة والرد عليها فورا. إذ لا حاجة للقلق. فالعالم لم يتوقف إذا لم نرد فورا على ما يصلنا بالبريد الالكتروني.

ويقول خبراء ان العودة الى البريد الالكتروني باستمرار تسبب التوتر العصبي والضغط النفسي وهذا من أهم اسباب تدني الانتاجية خلال ساعات العمل. ويوصي الخبراء بوضع فترات زمنية محددة كأن يعود المستخدم الى بريده الالكتروني كل ساعتين إذا كان عمله يعتمد اعتمادا كبيرا على التراسل أو العودة اليه خمس مرات في اليوم.

كما يقترح الخبراء ما يُسمى "الحمية الرقمية" ، أي الامتناع عن استخدام أي تكنولوجيا يكون المستخدم مدمناً عليها أو يشعر انه قد يدمن عليها ، لفترة معينة يُفضل ان تكون 24 ساعة في الاسبوع.&وقبل ان يبدأ المستخدم حميته الرقمية عليه ان يضع جميع الأجهزة المسببة للادمان بعيدا عن انظاره لكي لا تغريه باستخدامها.

التواصل المباشر وأهميته

وأخيرا يجب ان نكون نشيطين بلا انترنت وان نثبت وجودنا في الحياة الاجتماعية من خلال التواصل المباشر مع الأصدقاء واقامة صداقات جديدة دون استعانة بالآلات. ويمكن في الوقت نفسه مواصلة نشاطنا على الانترنت بمراجعة حساباتنا بعد فترة محددة قد تكون كل 4 ساعات وإذا كان عملك على الانترنت يتطلب حضورك امام الشاشة فان بالامكان فتح حساباتك في فترات أقصر مع الرد على كل شيء بما في ذلك الرسائل الالكترونية والتحديثات ، الخ خلال ساعة أو ساعتين وتوفير الوقت المتبقي لعمل شيء آخر منتج.

وكلما استخدمت التكنولوجيا الحديثة بذكاء كانت حياتك أفضل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف