لايف ستايل

جمعية القلب الألمانية:

بسبب الجلطة... إحذروا الإجهاد في الصقيع

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يؤدي العمل في البرد القارس إلى تقلص شرايين القلب وتقليل انتشار الدم إلى عضلات القلب، بحسب تحذيرات صادرة من جمعية القلب الألمانية.&

إيلاف من برلين: تحولت ألمانيا في الأيام الأخيرة إلى "صندوق ثلج"، بحسب وصف دائرة الأنواء الجوية، بعدما هبطت درجة الحرارة في بعض المناطق إلى -17، بل وإلى -27 في مناطق جبال الألب.&

كانت النتيجة الأولى لموجة البرد الصقعية هي تحول الرشح والأنفلونزا إلى مرض شعبي عطل أعمال الدوائر والمدارس، وتحولت الشوارع إلى منزلقات تسببت في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا فقط بأكثر من 1500 حادثة سير، ومئات الكسور في أقدام وأيدي المشاة بينها 91 كسراً مضاعفاً، وذلك في ليلة الأحد الماضي.

إلا أن جمعية القلب الألمانية حذرت من خطر داهم آخر على حياة المواطنين بسبب البرد، وخصوصًا المرضى الذين يعانون من مشاكل القلب. جاء في تحذير الجمعية ان بذل الجهد في العمل في البرد الشديد قد يؤدي إلى عجز القلب والموت المفاجئ وجلطة القلب.

يشمل هذا التحذير المواطنين الاعتياديين، لكنه يهم مرضى القلب أكثر لأنهم سيكونون أكثر عرضة لعجز القلب المفاجئ. سجلت الجمعية عدة حوادث توقف قلب مفاجئ بين بعض الكهول ومرضى القلب، بينها من كان يعمل على استبدال إطارات سيارته في الشارع، وآخر كان يحاول كسح الجليد المتراكم أمام باب منزله.

ذبحة قلبية وجلطات

وذكرت جمعية القلب الألمانية في تقريرها إلى المواطنين أن العمل المجهد في درجات تحت الصفر، وبوجود ريح باردة، يؤدي إلى تقلص شرايين جسم الإنسان.

يشمل هذا التقلص شرايين القلب، وهذا يعني قلة انتشار الدم إلى العضلات، الأمر الذي سيؤدي إلى مضاعفات شديدة تمتد بين الذبحة الصدرية وعجز القلب المفاجئ والجلطة.

وبرأي جمعية القلب أن المواطنين يعرفون عن مخاطر الرشح والانفلونزا والتهاب الرئتين الذي يسببه البرد القارس، لكنّ القليلين يعرفون عن مخاطر البرد على القلب من خلال ضعف وصول الاوكسجين إلى عضلات القلب.

ويؤدي تقلص الشرايين الدموية إلى زيادة جهد القلب الذي يبذل طاقة عضلية (ميكانيكية) مضاعفة كي يضخ الدم من القلب إلى الشرايين المتقلصة.

هذا يهدد بدوره بمزيد من العجز في القلب، كما يؤدي بالطبع إلى ارتفاع ضغط الدم. ومعروف في الفيزياء أن ضغط السوائل يزداد في الأنابيب عند تقلصها، وهذا ينطبق اعتيادياً على شرايين الجسم.

مؤشرات خطيرة

وحذرت جمعية القلب على وجه الخصوص من أعمال كسح الجليد باليد والمجرفة عن أبواب المنازل وكراجات السيارات، مؤكدة أن الخطر هنا شديد بالنسبة لمرضى القلب، وان عليهم التخلي عن مثل هذا العمل تماماً في البرد القارس. لكن الخطر لا يستثني السليمين من أمراض القلب لأنه قد يقود أيضاً إلى عجز موقت في الدورة الدموية وذبحات صدرية.

وذكر البروفيسور توماس ماينرتز، رئيس جمعية القلب الألمانية، أن على من يؤدي عملاً في البرد (الشارع) ويشعر بضغط وحرقة في الصدر، مع ألم وضيق تنفس، أن يسارع إلى وقف العمل وعيادة الطبيب. واعتبر ماينرتز هذه الأعراض من أهم الأعراض الخطرة على قرب الإصابة بعجز القلب أو الجلطة جراء العمل في البرد.

وغالباً ما يتجاهل البعض شعوراً بتهيج القصبات الهوائية ومعاناته من موجة سعال تداهمه، إلا انه يخطئ بتجاهله، بحسب تقدير ماينرتز المتخصص بأمراض القلب. لأن مثل هذه الأعراض لا تعني سوى قلة وصول الأوكسجين إلى القلب، وهي من أهم المؤشرات على ان المعني على وشك الإصابة بذبحة صدرية أو جلطة.

ولأن تحمل البشر للبرودة يختلف من أحدهم إلى الآخر، فإن القضية لا تتعلق بدرجة البرودة التي يسجلها المحرار، وإنما بمدى شعور الإنسان بالبرد. ولكن، عموماً، يصبح جهد العمل في درجة حرارة تقل عن -10 مئوية"محظوراً"، بحسب تقدير ماينرتز.

ساعات الصبح الأولى هي الأخطر

تعتبر ساعات الصبح الأولى أخطر على حياة الناس بسبب العمل في البرد القارس، لأن ساعة الجسم الداخلية مازالت في طور التحول إلى "النمط" النهاري بعد فترة النوم المسائي.

وعادة يزداد ضغط الدم، ويرتفع نبض القلب، في هذه الفترة، ولذلك تنصح جمعية القلب مرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بعدم الخروج من المنزل بالبرد لشراء الخبز، وما إلى ذلك في ساعات الصبح الأولى دون تعاطي أدويتهم المعتادة قبل خروجهم.

ولا ينبغي على مريض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أن ينسى لبس ملابس دافئة بضمنها القفازات وغطاء الرأس والشال. فتعرض الأيدي والرقبة والرأس إلى البرد يفاقم مشكلة الدورة الدموية المحيطية ويعرقل وصول الأوكسجين إلى القلب.

ومن الضروري ان يغطي الإنسان فمه بالشال في البرد كي يتجنب استنشاق الهواء البارد مباشرة إلى قصباته الهوائية.

وينبغي في درجات البرودة المنخفضة التخلي لفترة عن برامج الحمية القاسية، لأن الجسم بحاجة هنا إلى الشحوم والكربوهيدرات كي يتزود بالطاقة اللازمة. ويكون خطر العمل في البرد كبيراً، وربما مميتاً، على الكهول والمتقاعدين الذين يعيشون منعزلين، ويعودون إلى منازلهم بعد التعرض لصدمة البرد القلبية. وربما يزيد خطر السكتة الدماغية عند هذه الفئة من الناس على خطر جلطة القلب بسبب السن.

وبدلاً من العمل المتعب في البرد الشديد، ينصح خبراء جمعية القلب الألمانية بالتمشي في الطبيعة لمدة نصف ساعة ثلاث مرات في اليوم، ولكن بعد الالتزام بتعليمات لبس الملابس الدافئة.

ويكون التنزه في البرد أفضل للصحة عندما تكون الشمس مشرقة، لأن الشمس تطلق في الدم هرمون السعادة الذي يحسن أداء القلب. وعلى من يعجز عن الخروج للتنزه في البرد، أن يحرك جسمه قليلاً على الدراجة الثابتة وما يشبهها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف