لايف ستايل

أوقف تقدم المرض في الفئران

الشيكوريا يكافح الزهايمر

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يمكن لأحماض الشيكوريا، التي تتواجد بكثرة في خسّ الشيكوريا، أن تصبح سلاحًا واعدًا ضد مرض الزهايمر وتكبح الخرف الناجم منه.

إيلاف من برلين: توصل العلماء الصينيون، في تجارب على فئران الإختبار، إلى أن الشيكوريا تقلل فقدان الذاكرة، الذي يسببه تقدم مرض الزهايمر.&

وكتب العلماء في مجلة "فاسيب"(FASEB) العلمية أن الفضل يعود إلى أحماض الشيكوريا، التي تتواجد في نحو 63 نبتة مخضرة، وتكثر في ثمرة الخسّ القليلة المرارة المسماة بالشيكوريا.

وبحسب الدكتور زيوبو ليو، من كلية علوم وهندسة الأغذية في جامعة نورث ويست الصينية، فإنهم "يعتقدون أن الشيكوريا ستصبح سلاحًا ماضيًا في محاربة أعراض الزهايمر وأمراض النظام العصبي التنكسية الأخرى. تنطبق هذه الحال على وجه الخصوص على فقدان الذاكرة التدريجي الذي يصيب هؤلاء المرضى".

ويعتبر مرض الزهايمر مسؤولًا عن 60-80% من"العته"، أو الخرف، الذي يصيب البشر، إضافة إلى الخرف الناجم من الشيخوخة. وتشير إحصائيات السلطات الصحية في الولايات المتحدة إلى أن أميركيًا واحدًا يصاب اليوم بالزهايمر كل 66 ثانية، وهو سادس أكثر أسباب الوفاة في أميركا.

كما يعتبر فقدان الذاكرة البعيدة في البداية من أشهر أعراض مرض الزهايمر، بمعنى نسيان الأحداث في الطفولة والشباب، لكنه يصل إلى حد فقدان القدرة على التعرف إلى الأقارب من الدرجة الأولى في مراحله المتقدمة.

تحسن ذاكرة الفئران
يلعب بيبتيد الأميلويد Aβ42 دورًا رئيسًا في عملية تسمم الخلايا العصبية التي تؤدي إلى الزهايمر. وتم التوصل في الفترة الأخيرة إلى أن الليبوبوليسكرايد LPS يمكن أن يقلل سمّية هذه البيبتيد، ويساعد مرضى الزهايمر.

هنا، قسّم ليو وفريق عمله على فئران المختبر إلى ثلاث مجموعات، تلقت المجموعة الأولى العلاج بالليبوبوليسكرايد LPS، بينما تلقت المجموعة الثانية علاج LPS، إضافة إلى العلاج بأحماض الشيكوريا، وبقيت المجموعة الثالثة بدون علاج، باعتبارها مجموعة مقارنة.

للتأكد من النتائج بعد الفحص، استخدم العلماء طريقتين للكشف عن سلوك الفئران. في الطريقة الأولى استخدموا متاهة "وايY"، التي تكشف استعداد الفئران لاستكشاف محيطها، واستخدموا في الطريقة الثانية متاهة موريس المائية. والطريقة الأخيرة عبارة عن حوض ماء دائري تم وسم جهاته الأربع بإشارات تعين الفئران على تذكر الموقع، كما إن الحوض مزوّد بمنصة قرب القاع يقع على كاهل الفأر أن يجدها، كي يثبت أنه تذكرها من تجاربه السابقة.

يقول العلماء إن الفئران من المجموعة الثانية، أي الذين عولجوا بأحماض الشيكوريا أيضًا، تفوقت على فئران المجموعة الأولى من ناحية الذاكرة. واحتاجت الفئران من المجموعة الأولى وقتًا أطول بشكل ظاهر كي تتعرف إلى مواقعها، وكي تكتشف المنصة غير المرئية.

ثبت أيضًا أن أحماض الشيكوريا عملت أيضًا على تحييد بروتينات البيتا أميلويد، التي تعتبر أهم عوامل نشوء الزهايمر، لأنها تتراكم في الخلايا العصبية، وتشلها عن العمل. هذا ليس كل شيء، لأن ليو وزملاءه توصلوا إلى أن أحماض الشيكوريا قللت العلامات الالتهابية التي يسببها العلاج بـLPS.

لا تتوافر في الوقت الحالي أية وسيلة لوقف تقدم مرض الزهايمر المرتبط بفقدان الذاكرة، لكن هناك بعض الأدوية التي تقلل من تدهور الحالة لفترة محدودة، مثل كابحات الكولين، التي تعمل على تأخير تآكل الذاكرة والقدرات الإدراكية الأخرى إلى حوالى 6 - 12 شهرًا في نحو 50 في المئة من المرضى الذين يستخدمونها.

...وعلاج آخر من الفطريات
وكشف معهد هانز- كنول الألماني لأبحاث المواد الطبيعية عن جزيئة صغيرة (بيبتيد) تتألف من نحو 20 حامضًا أمينيًا كحد أقصى، تستخلص من الفطريات، ويمكن استخدامها بفعالية في معالجة مرض الزهايمر.

تتمتع هذه الخلاصات، التي تسمى بيبتيبول Peptaibole، وتستخلص من الفطريات أو يمكن تحضيرها مختبريًا أيضًا، بصفات المضادات الحيوية، ولها تأثير قاتل على بعض أنواع البكتيريا والفطريات. إلا أن الباحثين من معهد هانز- كنول الألماني لأبحاث المواد الطبيعية اكتشفوا ميزة أخرى من مزايا البيبتيبول، وهي فاعليتها كدواء مضاد للصرع، وربما لعلاج الزهايمر.&

وذكر البروفسور أودو غريفة، الذي يدير قسم الكيمياء الحياتية في المعهد المذكور، أن البيبتيد تمت إجازته كدواء ضد الصرع، لكنه يعوّل مع زميله البروفسور س. رايسمان، من معهد الكيمياء الحياتية التابع لجامعة فريدريش شيللر، على هذا الاكتشاف لتطوير أدوية فعالة وجديدة لمعالجة أمراض الجهاز العصبي والدماغ، كما هي الحال مع مرض الزهايمر وداء الخرف والنسيان (العته) المرافق للشيخوخة والصرع والشيزوفرينيا والإكتئاب.

ويعتبر الشيكوريا من أنواع الخس (السلطة) المهمة بالنظر إلى محتوياته من فيتاميني ب1 و ب2 وفيتامين سي والكاروتين، ناهيكم عن شيء من الفوسفور والكالسيوم. وتم الكشف في الفترة الأخيرة عن احتوائه على مضادات الأكسدة التي تفيد في محاربة الراديكالات الحرة التي تسبب الأمراض السرطانية. ويعود الطعم المر في الشيكوريا إلى مادة "لاكتوكوبيكرين" التي تساعد على الهضم، وتنشط المرارة والبنكرياس.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف