التشنجات الحرارية لدى الأطفال.... الوقاية والعلاج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هي تجربة مرضية يعاني منها الأطفال والأهل حين يصاب الطفل بالتشنجات الحرارية.
إيلاف: تعتبر التشنجات الحرارية لدى الأطفال بسبب ارتفاع الحرارة من أكثر وأعلى نسب التشنجات الأخرى. ولهذا فإن التشنجات عند الأطفال يمكن أن تحدث لعدة أسباب ، وتعتبر من الحالات المرضية المستعجلة التي يعالج أغلبها بعيادات الطوارئ بالمستشفيات. التقييم الدقيق للتشنجات وأعراضها عند الطفل المريض هي مهمة ضرورية للطبيب المعالج من أجل التشخيص والعلاج الملائم.
من الضروري أن نفرق ما بين التشنجات الحرارية والتشنجات بسبب الصرع.
وتعرّف التشنجات الحرارية لدى الأطفال بأنها حدث أو حالة مفاجئة ما بين عمر ثلاثة أشهر وخمسة سنوات ، وهذه الحالة تكون مصحوبة بارتفاع درجة حرارة الطفل المريض ، ولا دليل مؤكد على وجود التهاب دماغي أو أي سبب محدد آخر وغالباً ما يحصل التشنج الحراري بعد الارتفاع الأولي و المفاجئ للحرارة (المعهد الوطني للصعة USA).
وبشكل عام فإن أغلب الأطفال الذين يعانون من التشنجات الحرارية قد لا تكون عندهم أية أمراض بالجهاز العصبي ، ولا يعانون من الخلل الولادي أو المرضي عند الفحص السريري.
حقائق :
1- نسبة حدوثها قد تصل حتى 4% لدى غالبية الأطفال الذي تتراوح أعمارهم ما بين ستة شهور إلى ستة سنوات.
2- الأطفال المصابون بالتشنجات الحرارية غالباً ما تكون حرارتهم أكثر من C39
3- التشنج الحراري غالباً ما يحصل خلال يوم من ارتفاع درجة حرارة الطفل.
4- نسبة عودة التشنجات الحرارية عند الأطفال هي 25% خلال الإثني عشر شهر بعد التشنجات الأولية ، ونسبة عودة التشنجات الحرارية هي 35% خلال الفترة الحياتية.
5- أغلب حالات التشنج الحراري غير مؤذية Harmless أو مضرة
6- 95% - 98% من الأطفال الذين أصيبوا بالتشنجات الحرارية لا تتطور إلى الإصابة بالصرع.
7- الأطفال المصابون بالتشنجات الحرارية الطويلة أوالمعقدة والتي تؤثر على جزء واحد من جسم الطفل ، أو التي تتكرر خلال أربع وعشرين ساعة أو الذين هم مصابون أصلاً ببعض الحالات العصبية غير الطبيعية ، هؤلاء أغلبهم لديهم القابلية أو إحتمالية الإصابة بالصرع لاحقاً.
أنواع التشنجات بسبب ارتفاع حرارته:
1- التشنجات الحرارية البسيطة النموذجية (مثالي) Simple Typical: حيث تتصف بالتشنجات العامة وتكون بشكل ارتجاجية (اهتزازية) منشطة لأنها تستمر لمدة أقل من خمسة عشر دقيقة ، ولمرة واحدة فقط ولا تعود هذه التشنجات للمريض خلال الأربعة والعشرين ساعة التالية.
2- التشنجات الحرارية المعقدة الغير نموذجية مثالي complex febrile seizure atypical: تشكل نسبتها 15% من كل حالات التشنجات الحرارية ، وتكون فترة التشنجات الحرارية طويلة ولأكثر من خمسة عشر دقيقة أو متكررة لعدة مرات خلال الأربع والعشرين الساعة ، ومن المحتمل أن تكون مؤشراً على وجود مرض خطير مثل إلتهاب السحايا أو خراج الدماغ عند الطفل المصاب.
أسباب التشنجات الحرارية عند الأطفال:
1- الإلتهاب الفيروسي ، فيروس هربس سمبلكس (6) و أنفلونزا A
2- إلتهاب المعدة والأمعاء: شيكلا أو سالمونيلا
3- إلتهاب الجهاز التنفسي العلوي ، والتهاب الأذن الوسطى.
4- العوامل الوراثية : حيث تتواجد قابلية أو استعداد عند بعض العوائل للتشنجات الحرارية ، التشنج الحراري يصيب 50% من الأطفال إذا كان الوالدين مصابين بالتشنج الحراري سابقاً.
العوامل الخطرة الأخرى المسببة للتشنجات الحرارية عند الأطفال:
1- وجود التشنجات الحرارية بتاريخ أسرة الطفل المصاب.
2- الحرارة العالية التي يصاب بها الأطفال ، إذا كانت هنالك عند الطفل بعض علائم التأخر ، أو أن تتكرر الإلتهابات عند المرأة الحامل يؤدي ذلك إلى دخول حديث الولادة للمستشفى للعلاج ، أو كثرة تردد الطفل على دور الحضانة تجعله أكثر عرضة للأمراض وارتفاع الحرارة.
هل هناك عوامل لتكرار أو عودة التشنجات الحرارية عند الأطفال:
1- صغر عمر الطفل عند نوبة التشنج الأولى.
2- إرتفاع حرارة الطفل الشديدة بصورة مفاجئة.
3- وجود التشنجات الحرارية بتاريخ أسرة الطفل المريض.
4- فاصل زمني قصير ما بين إرتفاع درجة الحرارة الحاد و بداية التشنجات.
5- عودة التشنجات الحرارية خلال النوبة نفسها.
التشخيص التفريقي للتشنجات الحرارية :
من الضروري أن نفرق التشنجات الحرارية عن التشنجات الأخرى ذات الأسباب المختلفة:
1- التشنجات بسبب إلتهاب السحايا ، أو تسمم الدم عند الأطفال.
2- التجمع الدموي بالدماغ بسبب الإصابة أو الورم السرطاني.
3- حالات الصرع المتكرر.
البحث والتحليل المختبري والعلمي للطفل المصاب بالتشنج الحراري:
1- الفحص المختبري: فحص الدم ليس ضرورياً إلا إذا كان الطبيب المعالج يبحث عن السبب .
2- CT الأشعة المقطعية للرأس: ليست ضرورية إذا كان التشنج الحراري لأول مرة وبسيط الشكل ، وهي ضرورية إذا كان الطفل مصاباً بالتشنج الحراري المعقد Complex ولأكثر من خمسة عشر دقيقة.
3- EEG ، تخطيط الدماغ: ليس ضرورياً عمله للأطفال المصابين بالتشنج الحراري البسيط ولأول مرة.
4- البزل القطني -Lumbar puncture : هو ضرورياً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن إثني عشر شهراً وقد أصيبوا بالتشنج الحراري.
العلاج
التشنج الحراري يعتبر كحالة مرضية مستعجلة يعالج أغلبها بالعيادات الخارجية أو أقسام الطوارئ.
1- وقاية وحماية الطفل المصاب بالتشنج الحراري : تعتبر مهمة ضرورية وذلك عن طريق :
أ- إبعاد الطفل عن الأشياء الخطرة ووضعه على جنبه مع حساب الفترة التي يستغرقها التشنج.
ب- عائلة الطفل يجب أن تطلب المساعدة من ذوي الخبرة من الجيران ثم تطلب سيارة الإسعاف.
ت- الإهتمام ورعاية الطفل المريض ، والمسالك التنفسية وإعطاء الأوكسجين وأدوية التشنج تعتبر ضرورية.
ث- فحص الجهاز العصبي للطفل بالسرعة الممكنة ومراقبة الحالة النفسية له.
ج- استبعاد الحالات المرضية الأخرى المسببة للتشنج.
ح- البحث عن سبب إرتفاع الحرارة الحاد وعلاجه.
خ- البدء فوراً بعمل الكمادات المائية (غير الباردة جداُ) مع إزالة الثياب الزائدة عن الطفل ، وزيادة إعطاء الماء للمريض.
د- إعطاء مخفضات الحرارة من الباراسيتامول والبروفين للطفل.
متى يستدعي الدخول الى المستشفى:
في الحالات التالية:
1- عدم استقرار الحالة السريرية ، وانخفاض الوعي والتركيز عند الطفل المريض.
2- إذا عانى الطفل من التشنج الحراري لأكثر من خمسة عشر دقيقة ومتكرر خلال 24 ساعة بالمرة الأولى ، أو كان الطفل مصاباً بحالة من الإعياء والإرهاق بعد نوبة التشنج.
3- إذا أصيب الطفل "المريض بالحرارة والتشنج" بالشلل أو عدم التوازن أو الترنح Ataxia
4- إذا كان عمر الطفل المصاب بالتشنج الحراري أقل من سنة أو وجد عنده أحد أعراض إلتهاب السحايا.
الوقاية أو حماية الطفل من تكرار الإصابة
إعطاء اللقاح الأنفلونزا (A) بموسم الإصابات
1- التطعيم السنوي للأطفال الذين أعمارهم ستة أشهر فما فوق.
2- إعطاء الدواء لمنع تكرار التشنج الحراري لفترة طويلة هو نادراً ما ينصح به.
3- يفضل إعطاء الأدوية المضادة للتشنجات للأطفال الذين هم أكثر عرضة وخطورة للإصابة بالتشنجات الحرارية الطويلة أو المعقدة لأكثر من 15 دقيقة أو أن تتكرر أو تتعدد أشكال التشنجات خلال اليوم:
- عند الأطفال الذين أعمارهم أقل من 14 شهراً ، أو الأطفال الذين وجدت عندهم بعض من أمراض الجهاز العصبي.
- أو الأطفال الذين لديهم تاريخ إصابة سابقة بالتشنجات الطويلة أو الموضعية.
1- إعطاء دواء خافض للحرارة ، الباراسيتامول أو البروفين بالسرعة الممكنة لكل طفل يعاني من ارتفاع بالحرارة.
2- الطفل المصاب بالتشنجات الحرارية الطويلة أو المتكررة أو الذي لديه العوامل الخطرة أو القابلية للإصابة أو تكرار الإصابة بالتشنجات الحرارية ، يجب أن يعالج هذا الطفل و بصورة فورية وبدون تأخير عن طريق إعطاء (1) Diazepam ديازيبام ، حيث يعتبر الأكثر إختياراً وفاعلية لعلاج التشنج الحراري.