هل تساعد لعبة بوكيمون في تخفيض معدلات الانتحار في اليابان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعد معدل الانتحار في اليابان أعلى معدل في العالم، ولكن إحدى البقع الجميلة التي ساءت سمعتها لارتباطها بالانتحار، شهدت انخفاضا ملحوظا في عدد المنتحرين فيها هذا العام، ويرجع ذلك إلى عامل غير معتاد، وهو لعبة بوكيمون الإلكترونية. وهذا ما يشرحه سيميون بيترسون من بي بي سي.
تشتهر مدينة توجينبو الواقعة في مقاطعة فوكوي بأجرافها، حيث توجد أعمدة من البازلت مرتفعة من بحر اليابان بطريقة مثيرة، في منظر يجتذب الزائرين من المناطق المجاورة.
ولكن تلك البقعة للأسف أصبحت سيئة السمعة بالنسبة لنوع آخر من الزوار، يقصدونها غالبا من أماكن بعيدة، ويدفعهم إليها سمعتها باعتبارها بقعة معزولة للإقدام على الانتحار.
فقد قتل 14 شخصا أنفسهم في 2016، و12 شخصا في العام الذي سبقه. ولكن لم تشهد توجينبو أي حالة انتحار في الشهور الأولى من هذا العام. وهناك نظرية مثيرة لتفسير تلك الظاهرة لدى يوكيو شيغي، وهو رجل شرطة متقاعد يعرف بقدرته على منع حالات انتحار كثيرة خلال دورياته لتلك الأجراف.
وهو يظن أن لعبة بوكيمون المعروفة في أجهزة الهواتف الذكية، التي يمسك فيها الناس بشخصيات تخييلية في مواقع طبيعية على الأرض، قد تكون السبب وراء ذلك، إذ إنها تدفع حشودا من اللاعبين إلى ملاحقة مخلوقات نادرة في تلك البقعة حيث "تظهر" تلك المخلوقات.
وقال لموقع دوت الياباني الإخباري "إن تأثير بوكيمون كبير جدا. وآمل أن يستمر هذا المعدل، وهو صفر انتحار". وقالت فيكي سكورجي مديرة جمعية تل لايفلاين، وهي جمعية خدمات صحة نفسية ومشورات طبية، لبي بي سي إن انخفاض معدل حالات الانتحار تطور إيجابي.
وأضافت أن هناك "على ما يحتمل عدة عوامل" مؤثرة، لكن قد "يكون للعبة تأثير قوي".
إذ إن معظم الناس الذين يقدمون على الانتحار يفعلون ذلك في أماكن خاصة، غالبا في منازلهم. وبعد ظهور هذه اللعبة تواردت أنباء عبر وسائل الإعلام عن وجود حشود من لاعبي اللعبة في توجينبو، وربما جعلها هذا بقعة غير محببة لمن يقدمون على الانتحار ويبحثون غالبا عن مكان معزول.
ومع تسليط وسائل الإعلام الأضواء باعتباره عاملا مؤثرا في جذب الناس إلى بقع الانتحار، فقد يكون من المحتمل أن تؤدي تغطية مختلفة للمنطقة إلى تغيير سمعتها. وتقول مديرة الجمعية إن حكاية توجينبو تأتي في وقت تنخفض فيه معدلات الانتحار في أنحاء اليابان، من 33000 منتحر كل عام، في ذروتها، قبل عقد من الزمن، إلى 21000 شخص في الوقت الحالي.
وقد انتحر ستة أشخاص فقط في مقاطعة فوكوي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2017، مقارنة بـ15 شخصا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما ذكرته سكورجي.
وأدت سياسة الحكومة التي تحسنت كثيرا دورا كبيرا في انخفاض معدلات الانتحار، كما تقول سكورجي، على الرغم من أنه لا يزال هناك قلق من تزايد أعداد الأطفال الذين ينتحرون.
وهذا الوقت من العام قد يكون أشد صعوبة.
إذ يشهد وقت الربيع غالبا ارتفاعا في معدلات الانتحار حول العالم، وهذا أشد وضوحا في اليابان، بحسب ما تقوله سكورجي، فشهر إبريل/نيسان هو بداية العام الدراسي، والسنة المالية، وهو أيضا الوقت الذي تعين فيه الشركات في اليابان موظفين جددا، وتنقل موظفيها الحاليين.
وتقول "وهذا كله يؤدي إلى المزيد من الضغط النفسي".
ومع الرغبة أكثر في الحديث عن الصحة النفسية، وزيادة الخدمات التي تتيح فرص الاستماع لمن يعانون من مشكلات، فإن اليابان قد تتمكن شيئا فشيئا من حل مشكلة الانتحار.
ومهما يكن الدافع وراء انخفاض معدل الانتحار في توجينبو، فإن يوكيو شيغي وفريقه سيظلون في منطقة الأجراف بحثا عن الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى مساعدة.