المعماري جاك غرانج في "موئله الطبيعي"
كومبورتا جنة البرتغال: جمال عظيم في البساطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: حين يتمشى جاك غرانج، المعماري ومصمم الديكور البالغ من العمر 77 عاماً، في مرج من زهور عبّاد الشمس وأشجار الزيتون، يكون في "موئله الطبيعي". وهو يشرح في تقرير موسع نشرته مجلة الرفاهية العصرية How To Spend It Arabic عن كوخه للصيد البحري المرمم القابع على التربة الرملية وسط أشجار الصنوبر والأكمات في كومبورتا بالبرتغال. يقول: "لقد أبدعت كل شيء هنا، لكنني محظوظ. فأنا وجدت هذا الكوخ قبل 30 عاماً من خلال صديقتي فيرا إياشيا، فاشتريته فوراً من والدتها". ومع مرور العقود، وسَّع غرانج معتزله، فأضاف مزيداً من أكواخ من طابق واحد بأسقف قشّية نموذجية ورمّم بعضها، ونسق الأرض بممرات خشبية وحوض للسباحة محاط بالأزهار البرية ليندمج مع جمال بري يتميز به هذا المكان.
اليوم، يتعاون غرانج، وهو يُعدّ سفيراً شغوفاً غير رسمي للمنطقة ووصياً عليها، مع المطور العقاري الألماني ديتريش إي روغي (المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Rockstone Real Estate) في مشروع سرّي للتطوير العقاري على بُعد نزهةٍ قصيرةٍ من ممتلكاته الخاصة.
أكواخ العزلة
يقول التقرير المنشور في المجلة والذي يمكن الاطلاع عليه كاملاً على موقعها الإلكتروني إن الطوبولوجيا في المكان "مريحة للعين"، وتبدو "محمية من العيون الخارجية". يضيف: "يمكن بناء كل بيت (أو مجمع) بالمواصفات التي يريدها مالكه، ما يسمح بتصميم شخصي للأكواخ المكونة من طابق واحد والمتحلّقة حول فناء".
ويكشف التقرير أن غرانج يتعاون مع مصمم الحدائق ماديسون كوكس في المشروع، وهو سيزرع الحدائق المصممة بحسب الطلب هنا بنباتات وشجيرات أصلية. وحين يتمشى المرء في الموقع بمساعدة بصرية من صور مولدة كمبيوترياً، يسهل عليه فهم جاذبية هذا المعتزل. ويصف غرانج في التقرير منطقة كومبورتا بأنها كانت يوماً الملاذ الصيفي السرّي لبعضٍ من أقدم عائلات البرتغال، ولا تزال تُحافظ على حصريتها.
عطلة جيدة
يقول التقرير أن منطقة كومبورتا معروفة لدى هواة ركوب الأمواج، وركوب الخيل، وركوب الدراجات، واستكشاف المشهد الطبيعي، ومشاهدة الطيور المهاجرة، وبعض المناسبات الاجتماعية، وكلها "سِمات إضافية إلى ما يمكن أن يوصف بأنه عطلة جيدة". ويزداد مجدداً الاهتمام بهذه المنطقة وبأناقتها العقارية. ثمة مشاريع للتطوير العقاري حسنة التصميم ومجموعة من الفيلات الجديدة مرسومة بأساليب انتقائية تميل إلى نمط المكعبات الزجاجية والأنماط المعاصرة.
في نفس غرانج، الذي لا يزال يعمل لمجموعة من العملاء النجوم، دافعٌ خفي. فهو يشرف على السلامة المعمارية للمنازل والحدائق المحيطة، ما يشكّل عاملًا مهمًا من عوامل جذب نوع محدد من المشترين.
رحلة اعتزال
على غرار رحلات "الاعتزال"، إنها رحلة ممتعة، يمكنك اكتشافها بعيون How To Spend It Arabic، فعندما يختفي الأفق المديني بسرعة تحل الطبيعة محلّه، عبر طريق تشق الحقول المحفوفة بكثير من الصخور وأشجار الصنوبر البحري وأشجار الفلين وأكشاك متفرقة تبيع البطيخ. تعبر الطريق بسالكها حقول الأرز المحاطة بأعمدة البرق والكهرباء التي تعلوها أعشاش اللقلق الضخمة. وفي اندماج التنوع البيولوجي وروائح الخزامى والصنوبر شفاءٌ للروح والجسد.
هذا مكانٌ لا تنجلي فيه الأناقة سريعاً، لكنه يكشف نفسه تدريجاً. عند الوصول إلى قرية كومبورتا، وهي مجموعة من المحال والبيوت المطلية بالأبيض، يبدأ المرء بالشعور بالتطور.
خلال العقد الماضي، يقول التقرير، اتسعت دائرة جاذبية هذا المكان جنوباً لتشمل ميليديس، البلدة الهادئة التي تحدّها بحيرةٌ وتقع على بُعد نحو نصف ساعة بالسيارة من كومبورتا. وفيها، يعرض غرانج في مجموعته الخاصة من الأكواخ، بفسحاتها الخارجية المفتوحة الشاسعة، ثروة من المصنوعات اليدوية التي تشمل الأثاث الفولكلوري البرتغالي المطلي بشكل حيوي والمرايا المحاطة بالخيزران المجدول، وقطعاً حديثة أنيقة من القرن العشرين؛ وثمة فسيفساء تصور حيوانات معلقة على الجدران المطلية بالأبيض. يقول مشيراً إلى نوافذ عميقة تشبه أحواض الأسماك وتؤطّر المشهد، وإلى شرفةٍ مؤثثةٍ بأريكةٍ وخزانة كتب: "أدخل في مزاج ‘العطلة’ ما إن أصل إلى هنا. إن سعادتي هنا".
شغف بالطبيعة
على عكس البيوت، وهي مبانٍ "ثابتة"، يلاحظ كوكس في التقرير أن الحدائق تتطوّر باستمرار وتَستجيب للتغيّر المناخي. "هناك جمالٌ عظيم في البساطة. أريد أن ألتقط تلك الروح التي يتخيلها جاك وأبدع لوحةً من النباتات &- فهناك العديد من الموارد في جنوب البرتغال" &- أشجار الرمان والتين، والخزامى، والأعشاب التي تزدهر هنا. يضيف: "أبدأ بمراقبة الرياح والنباتات والتربة".
اللافت في المنطقة، نظراً إلى قربها من لشبونة المزدهرة، هو أنها بقيت أرضاً لم تُمسّ. وثمة أشياء قد لا تكون ملحوظة جيداً: ربما تكون برودة المحيط الأطلسي، وبعوض الأرز، والحياة الاجتماعية المحدودة جداً بمثابة رادع لبعضهم.
ويختم التقرير بالقول إن "ثمة نوع من الانتقاء الطبيعي في هذا المكان الذي لا يزال طبيعياً، والذي أثبت لمحبي الطبيعة أنه نسختهم الخاصة من الجنة".