نيو ميديا

تحية إلى أهالي الجنوب التونسي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مثل كلّ أبناء وطني الجريح، بكيت اكثر من مرة وانا اتابع مواكب جنازات شهداء العملية "الارهابية" الجبانة التي استهدفت اخيرا مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا. ومثلهم حرقتني لوعة استشهاد البنت الصغيرة سارة الموثق ذات الابتسامة الملائكية. غير انه عليّ ان اعترف اني استعدت الامل في ان وطني لن يموت، ولن يتفتت كما يبتغي ذلك اعداؤه عندما عاينت ان اهالي مدينة بن قردان، ومناطق الجنوب، شيّعوا الشهداء رافعين العلم، ومرددين الاناشيد في حب تونسنا العزيزة. وتزينت النساء، وزغردن احتفاء بابنائهم الذين قضوا ضحية الغدر والخيانة.

من المؤكد ان مدبري العملية "الارهابية" اعتقدوا انهم سيحصلون على تأييد اهالي بن قردان والمناطق الجنوبية حالما يطلقون الرصاصات الاولى، مبشرين بـ"الدولة الاسلامية"، غير ان هؤلاء خيّبوا مسعاهم، وادانوا بالإجماع. جريمتهم وخيانتهم لوطنهم. كما اظهر اهالي الجنوب التونسي انهم على استعداد للتصدي لكل من يخطط في الخفاء وفي العلن لتمزيق اوصال تونس، وتخريب وحدتها الترابية والوطنية.

اول هؤلاء الرئيس المؤقت السايق محمد المنصف المرزوقي، الذي دأب خلال وجوده في قصر فرطاج، وحتى بعد خروجه منه مهزومًا وذليلًا، على بث الفتنة، وتحريض اهالي الجنوب على التمرد على الدولة المركزية. وبسبب خطابه الشعبوي والديماغوجي، برزت على السطح النعرات العشائرية والقبلية التي كان التونسيون يعتقدون انهم باتت تنتمي الى ماض مقيت.

ان العديد من الاضطرابات الخطيرة التي حدثت في مناطق الجنوب خلال السنوات الخمس الماضية، كانت بتزكية واضحة منه، ومن انصاره الذين كانوا يظهرون كل يوم في مختلف وسائل الاعلام، مطلقين خطابات مثقلة بالحقد والكراهية والبغضاء. والسيد سالم لبيض المنتمي الى حركة النهضة الذي كان وزيرا للتعليم بمباركة من المرزوقي، احد هؤلاء.

في برنامج تلفزيوني سيظل حاضرا في الذاكرة التونسية لأمد بعيد، طالب هذا الرجل وعيناه تلمعان بالشر والضغينة بضرورة منع اهالي منطقة الساحل من المشاركة في الحياة السياسية للبلاد على مدى عشرين عاما. وطالب ايضا بالغاء البرامج التعليمية التي كانت متبعة في عهدي الرئيس الحبيب بورقيبة والرئيس زين العابدين بن علي، بدعوى انها تتعارض مع ما سماه بـ"العروبة والاسلام".

وفي كل زياراته الى تونس، يفعل الهاشمي الحامدي المقيم في لندن ما يفعله المرزوقي وانصاره. وقد كشفت الاحداث التي هزت منطقة القصرين في مطلع العام الحالي ان اليساريين وجمعيات حقوق الانسان وانصار النهضة لا يترددون في استغلال النعرات العشائرية البدائية بهدف نشر الفوضى، والتحريض على التخريب. وما اظن ان جميع هؤلاء سيتعظون بالتاريخ، وبالموقف الوطني الشجاع لاهالي بن قردان والجنوب من العملية الارهابية الاخيرة.
اذن الايام كشفت بالدليل الواضح ان المبدا الذي يتمسك به هؤلاء هو:
نحن
نحن
نحن
وبعدنا الطوفان!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف