لا تغيير على الوضع الراهن للأماكن الإسلامية في القدس

لن تمنع إسرائيل، وللمرة الاولى&منذ زمن بعيد، أي فلسطيني من جميع الأعمار من الصلاة في المسجد الأقصى، وذلك في بادرة لنجاح الجهود الدبلوماسية الكثيفة التي قادها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الأيام الأخيرة.

نصر المجالي: قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه اتفق مع العاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على اتخاذ خطوات من شأنها تخفيف حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وشدد كيري عقب اجتماعه بالزعيمين الأردني والإسرائيلي في عمان مساء الخميس على أنه تلقى تأكيدات مشددة بعدم تغيير الوضع الراهن للمواقع الإسلامية في مدينة القدس.

وقاد الملك عبدالله الثاني&، ابن الحسين، خلال الثماني والاربعين ساعة الاخيرة، مفاوضات دبلوماسية،&حيث استضاف لقاء جمعه بنتانياهو وكيري وشارك في جانب منه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر الهاتف، حيث تمت مناقشة قضايا هامة ومحورية على رأسها التطورات الاخيرة وحالة التصعيد والتوتر في الاسابيع القليلة الماضية في القدس والاماكن المقدسة.

إستعادة الهدوء

وقال كيري إن جميع الاطراف وافقت على "اجراءات محددة وعملية يمكن للجانبين كليهما أن يتخذاها لاستعادة الهدوء". وحسب الخارجية الاميركية، فإن الاجتماع الثلاثي في العاصمة الأردنية ركز على سبل استعادة الهدوء في القدس.

وتخشى واشنطن من أن استمرار التوتر بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية حول المسجد الاقصى قد يدفع لانتفاضة فلسطينية جديدة تعقد الدور الاردني الذي تعول عليه واشنطن في تحالفها لمحاربة "الدولة الاسلامية".

وكان كيري أضاف زيارة عمان إلى جدول زياراته التي قام بها الاسبوع الجاري لعدة دول أوروبية وشرق اوسطية، بالاضافة إلى الصين. والتقى كيري صباح الخميس الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويشرف الاردن على ادارة مجمع المسجد الاقصى في القدس حسب اتفاق السلام المبرم مع اسرائيل العام 1994 وباعتراف من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية العام 2013. وحسب بيان اصدره الديوان الملكي في عمان صباح الخميس، فإن الملك طالب كيري بضرورة ايقاف اسرائيل "خطواتها احادية الجانب في القدس والاماكن المقدسة وهجماتها المتكررة على الفلسطينيين".

وضع القدس

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي إن الملك عبدالله الثاني وضع كيري بصورة الموقف الاردني الداعي إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في القدس وعدم المساس به واحترام الوصاية الهاشمية على تلك المقدسات استنادًا لاتفاقية السلام الموقعة بين الاردن واسرائيل.

وتحدث جودة عن تأكيد من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اللقاء بالحفاظ على الوضع القائم في القدس وعدم المساس به حسب نصوص معاهدة السلام، كما أشار إلى آليات واتصالات واجراءات عملية في الفترة المقبلة تضمن ازالة التوترات وبقاء الوضع القائم.

وقال جودة إن المباحثات التي تم اجراؤها مع كيري شملت آخر مستجدات الملف السوري والتزام الولايات المتحدة والاردن بالعمل للوصول إلى الحل السياسي لإنهاء العنف والدمار والتفكك ووقف نزيف الدماء، مشيراً إلى انّسجام موقف الاردن مع الموقف الاميركي في هذا الصدد. وقال إننا بحثنا سبل واهمية تكاتف الجهود لمكافحة التطرف والارهاب.

جهود كيري

وأشاد جودة بجهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري التي يبذلها بخصوص عملية السلام مشيراً إلى أنّ لقاءاته بالمسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين والاطراف ذات العلاقة مثل الاردن ومصر خلال الفترة الماضية كانت غير مسبوقة بالتاريخ الاميركي، حيث يحاول تهيئة الاجواء التي تضمن العودة إلى المفاوضات وأن الاردن يدعمه بهذا الجهد.

وبخصوص الاجتماع الثلاثي الذي جمع الملك بكيري ونتنياهو في عمان اليوم، عالج اهمية تهيئة الاجواء التي تقود مرة أخرى إلى بدء المفاوضات، مشيرًا إلى أنّه تم خلال الاجتماع الاتصال بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "بما أن مصر دولة اساسية ومحورية بما يتعلق بملفات المنطقة وعملية السلام".

وعبر جودة عن شكر وتقدير الاردن للولايات المتحدة في دعمها لتحمل اعباء استضافة اللاجئين السوريين على اراضيه، مشيراً إلى أنّها من اكبر الدول الداعمة للاردن اقتصادياً. وقال جودة إن القدس خط احمر مشيرًا إلى الاتفاق الذي وقع بين جلالة الملك والرئيس عباس عام 2013 واهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية و المسيحية، حيث أن الاردن قام بسحب سفيره للتشاور كرسالة إلى اسرائيل، بأن الامور قد بلغت ذروتها.

التزام أردني

ومن جهته، ثمن كيري التزام الملك عبدالله الثاني بالسعي نحو السلام ووصفه بالقائد الشجاع والملهم الذي يتفهم اللحظة الحاسمة للتقدم ودوره في حل اصعب تحديات المنطقة. وقال إنه اجرى مباحثات هامة اليوم في عمان مع الرئيس عباس حيث ناقشا خطوات بناءة وجدية لتهدئة الوضع وبناء بيئة مهمة وخلق اجواء للمضي قدمًا بطريقة ايجابية.

واكد اهمية الحاجة إلى الحفاظ على الوضع القائم للحرم الشريف واتخاذ خطوات جدية بهذا الخصوص، مشيرًا إلى اهمية الوصاية الاردنية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، والدور الكبير الذي يقوم به الاردن في هذا الاطار.

وقال إنه تم خلال الاجتماع الثلاثي بحث خطوات محددة من كلا الجانبين للسيطرة على الأوضاع الحالية، وضمان بقاء الوضع على ما هو عليه.

وقال إن الخطوات التي تم الاتفاق عليها لن يتم الاعلان عنها لضمان نجاحها، وإنها لن تحدث بين عشية وضحاها، مشيرًا إلى أنّ وجود نتانياهو في عمان هو دليل التزام الجانب الاسرائيلي بالحفاظ على الوضع القائم والتزام اسرائيل بخطوات جادة لوقف التصعيد.

الاحباطات

وقال إن لقاءاته في عمان تركزت على مباحثات السلام والاحباطات من كلا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بهذا الملف الذي عاش سنوات من خيبة الامل وانه بعد 9&أشهر من المفاوضات بين الطرفين، فإن الجميع يرغب برؤية وقف هذا الصراع.

وأعاد التأكيد بأنه مقتنع أن قادة الجانبين عباس ونتانياهو راغبون وجادون بنزع فتيل الازمة الحالية حتى لا تتطور وتشتعل الامور. وحول الحرب على تنظيم داعش قال إننا نعمل مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة والعالم لمواجهة هذا التنظيم الارهابي وأننا مقتنعون أننا سننجح.

وعبّر عن تقديره للدور الاردني الهام في استضافة اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم، وهو عبء كبير على الاردن ويدفعنا إلى الاستمرار بتقديم وتعزيز الدعم للاردن. واشاد بالتعاون والتواصل المستمرين مع الاردن في هذا الاطار، وبما يخدم مختلف القضايا وعلى رأسها اعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات ونزع فتيل الازمة في القدس.