العيد لا يكتمل في لبنان إلا بلقاء الأقطاب المتخاصمة

أجمع بعض النواب اللبنانيين أن عيد الميلاد في بلادهم لا يكتمل إلا بلقاء جميع الأقطاب السياسيين أي لقاء الحريري بنصرالله وعون بجعجع، لأنها مناسبة للحوار والتلاقي والابتعاد عن الخلافات.

بيروت: في ظل الحديث عن لقاء قريب بين تيار المستقبل وحزب الله، يأتي عيد الميلاد هذا العام ليؤكد على ضرورة لقاء كل الأقطاب المتخاصمة كي يكتمل الميلاد بمعناه الأسمى.&ويعتبر النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن عيد الميلاد هو بحد ذاته يعني التواضع والتسامح والغفران والمحبة، ولقاء بين السماء والأرض ومحوره اللقاء، وطبعًا المسيح تنازل من عليائه وأتى طفلاً في مغارة لا دفء فيها لخلاص الناس، وطبعًا هذا هو معنى الميلاد ويقتضي الأمر أن ننفتح على الآخر ونتحاور معه برغم الاختلاف الموجود، والحوار بين حزب الله والمستقبل يبقى تجسيدًا لمعنى الميلاد.&أما النائب ناجي غاريوس (التيار العوني) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن العيد لا يكتمل إلا بلقاء الأقطاب المتخاصمة في لبنان، لأن عيد الميلاد هو يجمع ولا يفرق وهو عيد للجميع وليس للمسيحيين فقط، هو عيد السلام والألفة، وبرأيه يجب أن يسود ذلك في الخطاب السياسي أيضًا.&اكتمال الميلاد باللقاءات&ويرى طعمة أن الميلاد لا يكتمل اليوم إلا بلقاء رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، بالأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وكذلك بلقاء رئيس تكتل التغيير والإصلاح، ميشال عون، برئيس القوات اللبنانية، سمير جعجع، ويجب برأيه أن يلتقي كل المتخاصمين، من أي فئة كانوا، وهذا ما طرحه الحريري في عيد الفطر الماضي عندما تحدّث عن ضرورة القيام بحوار جماعي ونقوم بالالتزام بمقررات هذا الحوار، ونكون صادقين في بنوده، والميلاد لا يكتمل اليوم إلا بجلوس جميع المتخاصمين في هذا البلد الصغير، والتحاور معًا، ووضع كل الأمور الخلافية جانبًا للبداية بعام جديد فيه تصالحات وحوار أيضًا.&أما غاريوس فلا يرى أي مانع من لقاء عون وجعجع ونصرالله والحريري كي يكتمل معنى عيد الميلاد، وتبقى مناسبة كي يستفيد الجميع من الظرف للحوار واللقاء.&معنى الميلاد&بالنسبة للنائب طعمة كان عيد الميلاد ولا يزال يعني له طفل المغارة الذي يتجسّد بمحبة غير متناهية وبتواضع كبير، وكذلك يعني له العلاقة مع الناس مع العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة أي الوطن، مع الناس الفقراء والمحتاجين، والذين يحتاجون إلى الاهتمام، مع وجود الكثير من اللاجئين في لبنان وهم مظلومون، ولا يكتمل عيد الميلاد إلا من خلال الالتفاف إلى الآخر وحاجياته، من خلال تأمين فرحه الذي سيرتد أيضًا فرحًا علينا.&والميلاد بالنسبة لطعمة يعني المحبة وخدمة الآخر والتمني الخير للجميع، ويعني أيضًا عيد الميلاد أن يتحرر الأسرى العسكريون المخطوفون وأن يجتمعوا مع أهاليهم.&بالنسبة للنائب غاريوس فالميلاد يعني جمع العائلة الصغيرة ومن ثم الكبيرة على صعيد الوطن.&صفة التسامح والسياسة&ويرى طعمة أن صفة التسامح التي يمتاز بها عيد الميلاد يجب أن تطبق في العمل السياسي أيضًا، وليس فقط في العائلة والعمل الاجتماعي فقط، لأنه لا يمكن فصل السياسة عن العائلة وعن المواضيع الاجتماعية فكلها مترابطة، والسياسة ليست جامدة وليست مجرد مواقف تتهم الآخر وتقصيه، فالسياسة هي علاقة وخدمة الآخر وفي معناها العام هي خدمة الناس وتأمين حاجياتهم، من خلال مختلف الطرق، والسياسة تدخل ضمن العائلة وضمن علم الإجتماع.&أما غاريوس فيرى أيضًا أن صفة التسامح يجب أن تطبق في العمل السياسي الذي يجب ألا يكون جامدًا، من خلال تطبيق مصالح الآخرين أيضًا وليس المصلحة الشخصية فقط.