قطر تطلب وساطة عمان بانتظار عودة أمير الكويت
صحفية قطرية تسأل: هل المطلوب رمي القرضاوي من أعلى البناء؟
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يرقص على صفيح ساخن. الوساطة الكويتية لم تقلع بعد، وقطر تطلب وساطة عُمان العاتبة أصلًا على الدوحة. التجاذب الاعلامي مستر، وتسأل صحفية قطرية: "هل المطلوب أن تنتحر قطر فتلقي بنفسها في مياه الخليج؟"
بيروت:سحبت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في 5 آذار (مارس) الجاري سفرائها من دولة قطر، بسبب عدم التزام الدوحة بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين دول المجلس، فكانت هذه الخطوة ترجمة حقيقية لحدة الخلافات الخليجية - الخليجية. وأعلنت الكويت أنها لن تسحب سفيرها من قطر، ما عدّ تحضيرًا كويتيًا لوساطة ترأب الصدع الخليجي، خصوصًا أن أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، استطاع في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، عبر القمة الثلاثية السعودية - الكويتية - القطرية، احتواء الأزمة بين السعودية وقطر بشكل موقت. كما أن الكويت تستضيف بعد أسبوعين قمة عربية لا تريدها أن ترزح تحت أثقال الانقسام. وساطة عُمانية إلا أن مرض أمير الكويت، ووجوده في الولايات المتحدة للعلاج، قد تؤخر أي وساطة كويتية. ولكي لا يقع محظور تصعيد المقاطعة، كما تلوح الدول الخليجية الثلاثة، وفي ضوء معلومات متداولة تشي بأن قرار سحب السفراء قطع الطريق على وساطة كويتية كانت قائمة بين السعودية وقطر، وعلى جولة خليجية لوزيري الخارجية العماني والكويتي، نقلت تقارير عن مصادر خليجية مطلعة تلميحها إلى لجوء قطر لوساطة عُمانية مباشرة، بينها وبين السعودية والبحرين والإمارات، وإلى اتصال أجراه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى الخميس بالسلطان قابوس بن سعيد، سأله خلاله العمل على إنهاء العزلة الخليجية المفروضة على بلاده. وتفيد هذه المصادر أن الشيخ تميم لم يتمكن من انتزاع وعد عُماني لتلبية طلبه، خصوصًا أن السلطان قابوس يعرف مدى الغضب الذي يتملك الحكومات السعودية والاماراتية والبحرينية من قطر، بسبب تعنتها في مواقف لا تنتج إلا التفكك الخليجي، وهو أيضًا مستاء جدًا من وقوف الدوحة مع الاخوان المسلمين، ضد الحكومة المصرية، بالرغم من تحفظه على مسألة استدعاء السفراء، أو أي تصعيد للمقاطعة. مواربة تجاوزت الصحافة السعودية قضية مقاطعة قطر بشكل موارب، أي لم تعرض لها بشكل مباشر، إنما تلميحًا دائمًا، بالحديث عن اللائحة التي أصدرتها الداخلية السعودية عن المنظمات الارهابية المحظورة على أراضيها. ففي اللائحة، ولأول مرة بشكل مباشر، يظهر الاخوان المسلمون، وهم أساس الخلاف السعودي القطري. ففي كلمة اليوم، قالت جريدة "اليوم" السعودية أن المحاكاة بين المشروعين الإخواني والصهيوني متماهية في أمور عدة، فالمشروعان هدفا لوضع إسفين يحول دون تقدم الأمة ونهضتها، ويعمل على تجزئة المجزأ وتفتيت المفتت. وتضيف افتتاحية اليوم: "قام المشروع الصهيوني على قتل المدنيين، وتشريد السكان الأصليين من ديارهم، وإقامة كيان عماده شذاذ قدموا من كل حدب وصوب، من مختلف بقاع العالم، ليشكلوا جدارا عازلا بين الحضارة الأوروبية المتمدنة، والسكان العرب، البرابرة والمتوحشين، بحسب ثيودور هرتزل. والهدف الحقيقي هو عزل مشرق الوطن العربي عن مغربه. وبالمثل، أسهم المشروع الإخواني، ومعه المشاريع الطائفية في البلدان التي طالها الربيع العربي، في تدمير الكيانات الوطنية، وتغليب الفوضى وغياب الأمن، وتفتيت الحواضر العربية، تحت شعارات الفيدرالية والقسمة بين الطوائف، كما في العراق واليمن وليبيا. وتعميد ذلك بقطع الرؤوس، وفرق موت تقتل على الهوية". وكأن كاتب اليوم يرمي الاخوان كي يصيب من يقف وراءهم، مفتتًا الأمة الاسلامية بالفتن. أما الكاتب يوسف الكويليت في جريدة الرياض، فقال، وكأن الكلام موجه إلى قطر: "لقد اكتوينا من الخارجين عن نواميس الحياة بالعديد من التجاوزات بما فيها تعرض منشآت وقتل آمنين مواطنين وغيرهم، ومن مسلمين اعتقدوا بضرورة فرض معتقداتهم السياسية وتطرفهم الديني، والتي عملت على دعمهم منظمات ودول استغلت فيهم سذاجة هذا التفكير وتحويلهم إلى قوى مضادة لنواميس الحياة باستهداف المواطنين حتى في مساجدهم وحركة حياتهم الدائبة". استهداف الجزيرة في البيان الاماراتية، تتجلى المسألة في قراءة متأنية، لكن تختزن الكثير بين سطورها، لدور قناة الجزيرة في الاعلام العربي. والمعروف أن ترويج الجزيرة للاخوان، ولمعارضي السعودية والامارات والبحرين، كان أحد أسباب الأزمة المتفاقمة في الخليج اليوم. تتناول الدكتورة حصة لوتاه كيف تروج الجزيرة لنفسها، الذي يصور أعلانها كتلة دائرية تقذف في مياه راكدة، "والمراد هنا أن الكرة، قناة الجزيرة، والبحر الراكد هو البلاد العربية. هذه هي الرسالة الأولى: أن العالم العربي، كما يسميه البعض وكما تراه الجزيرة راكد، وأنها جاءت لتحركه". وتضيف: "الرسالة الثانية التي ركزت عليها الجزيرة وغلفتها بدعوى التعرف إلى "الرأي والرأي الآخر" تكمن في تكريس الصورة النمطية والسلبية عن الإنسان العربي، المنتجة في الغرب تحديدًا، والمتمثلة في أن الإنسان العربي غير متقبل للخلاف، إلى درجة اتخاذ العنف وسيلة للإسكات". والصورة الأخرى التي سعت الجزيرة لرسمها عن نفسها هي أنها تسعى لتعزيز مبادئ الديمقراطية في البلدان العربية. تقول لوتاه أن الجزيرة تحيزت لتنظيم الإخوان المسلمين، "وهذا التحيز جدير في حد ذاته بأن ينفي عنها صفة الدفاع عن الديمقراطية واحترام الاختلافات، ذلك لأن جماعة الإخوان تنظيم قائم على التحيز والإقصاء وتعزيز النموذج الأوحد". مصيبتنا في الأيام البحرينية، يكتب الكاتب والمحلل السياسي أحمد المرشد: "مصيبتنا ليست في الإرهابي من بني وطننا فقط، لأن ثمة إرهابيين آخرين يعيشون في الخارج، يمولون الأعمال السوداء هنا في البحرين غير مبالين بأرواح الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أن مهنتهم تستلزم عليهم حماية أوطانهم، فهم شهداء عند ربهم أحياء يرزقون. فمصدر الإرهاب واحد وهو غياب العقل والقلب والدين، فمهما ادعى الإرهابي ومموله وداعمه أن له قلبا وعقلا ودينا، فهو كاذب وآثم، فمن يقوم بمثل هذه الأعمال البشعة ويقتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فهو كافر ولا يدين بدين سماوي، وإنما دينه المال الذي يحركه ونبيه هو محرضه الذي كلفه بتنفيذ هذا الفعل الغاشم، وربه إنسان مثلنا يعيث في الارض فسادًا". لا يمكن توظيف هذا الكلام إلا في سياق الهجوم الدفاعي الثلاثي على قطر، تمامًا كقول فريد أحمد حسن في الوطن البحرينية أن البحرين لا تعادي أحدًا، قريبًا كان أو بعيدًا، "كل ما تفعله في حالة التجاوز عليها والإساءة إلى الوطن هو أن تحتكم للقانون ليأتي إليها بحقها ويعاقب المسيء"، لأن البحرين لا تركن إلى العواطف في تعاملها مع المسيئين إليها، ولا تصدر الأحكام بناء على رد فعل آني. لن تغير سياستها وبحسب جريدة الشرق القطرية، استبعدت مصادر مطلعة في قطر أن يدفع قرار السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة إلى تغيير سياسات قطر أو مواقفها الخارجية، أو أن تضطر قطر إلى إعلان انسحابها من دول مجلس التعاون الخليجي. وأكدت المصادر أن لا خلافات خليجية ـ خليجية تدفع إلى ذلك، وجوهر الخلاف قائم بشأن الموقف من "الانقلاب" في مصر. وأوضحت هذه المصادر أن قطر ملتزمة بمبادئها تجاه استضافة كل من يستجير بها، وقالت: "مبدأ استضافة شخصيات سياسية أو فكرية استجارت بقطر، هذا مبدأ معمول به في كل دول الخليج، فالإمارات تستضيف فلول نظام مبارك، والسعودية تستضيف فلول نظام ابن علي، ثم إن من هم موجودون في قطر هم من غير القيادات السياسية، وهم ممن دخلوا قطر منذ فترة طويلة سبقت الانقلاب الأخير في مصر. ثم إن قطر لن تغير موقفها مما يجري في الساحات العربية". وأضافت المصادر أن القول إن قطر تؤيد منظمات إرهابية غير صحيح، لأنها جزء من النسيج الخليجي. هفوة وتسرع ووصف محمد المري، رئيس تحرير الوطن القطرية، قرار سحب السفراء بـ "هفوة" دبلوماسية و"كبوة" سياسية وضربة للوحدة الخليجية، "يقدم خدمة تاريخية للمتربصين بدولنا، والمحرضين ضدنا، ويهدد استقرارنا في جميع دول المجلس دون استثناء!".وتساءل: "نحن والأشقاء جميعًا، والقاصي والداني أيضًا، نعلم أن إجراء سحب السفراء فرضته الاختلافات حول قضايا، مسرحها خارج البيت الخليجي، وليس في حديقته حتى، وطالما الحال على هذا النحو، هل يحق لنا أن نهز هذا البيت بهذه الصورة، وبهذه الشدة، وبهذا القدر؟". وفي الراية القطرية، يعتقد بابكر عيسى أن واقعة سحب السفراء من الدوحة جاءت متسرعة، "ويمكن أن تكون المسمار الأخير في نعش مجلس التعاون، ما لم يتم تفعيل المبادرة الكويتية التي تنتظر عودة أمير دولة الكويت من مشفاه". أضاف: "البيان المبهم لم يحدد ما هو المطلوب من قطر، هل المطلوب أن تنتحر فتلقي بنفسها في مياه الخليج؟ أم تتخلى عن قناعاتها استجابة لرغبة الدول الثلاث؟ أم تغلق قناة الجزيرة؟ أو تلقي بفضيلة الشيخ القرضاوي من أعلى بناية!!".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف