أخبار

سكان المدينة ناقمون على اوكرانيا

الرياح الروسية تهب على مرفأ سيباستوبول في القرم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيباستوبول: لم يرفرف العلم الاوكراني كثيرًا فوق سيباستوبول ومرفأها الذي يضم القاعدة البحرية الروسية منذ زمن القياصرة، ويأمل سكانها الذين يتطلعون نحو موسكو أن يحل مكانه قريبًا العلم الروسي المثلث الالوان.

في هذه المدينة التي يقدر تعدادها السكاني ب350 الف نسمة، وحيث تحمل الساحات والجادات اسماء ابطال حرب القرم في 1983 أو الاتحاد السوفياتي السابق، كان للاستقلال الاوكراني في 1991 وقع الصدمة ويفترض أن يهدأ بعد الاستفتاء المقرر في 16 اذار/مارس الجاري حول انضمامها الى روسيا، والذي اعتبرته كييف غير شرعي. وفي 23 شباط/فبراير لدى مشاهدتهم على التلفزيون نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المقرب من الكرملين يطاح في الشارع، احتشد عشرات الالاف من سكان المدينة المأهولة باكثر من 70% من الروس، في الساحة الرئيسية لاختيار الكسي تشالي رجل الاعمال المقرب من موسكو رئيسًا جديدًا لبلديتهم. وايفان كوميلوف ينتمي الى فريقه. وقال لوكالة فرانس برس "إن مواطني سيباستوبول قرروا قطع كل الجسور مع الرعاع المجرمين والنازيين الذين استولوا على الحكم في كييف"، مضيفاً "أن الاستفتاء سيعطيهم حق الكلام ونتيجة التصويت ليست موضع تشكيك من أحد". وقال: "خلال سنوات استقلالها الـ23 لم تفعل اوكرانيا أي شيء لنا. فقد اخذت كييف مالنا، وهذا جل ما في الامر. وعندما سيعبر شعب سيباستوبول عن موقفه نأمل أن تلبي روسيا الام نداءنا وتستقبلنا في احضانها". والكسي تشالي الذي جمع ثروة في الصناعة الكهربائية معروف في المدينة خصوصًا بأنه موّل اعادة اعمار النصب التي ترمز الى الابطال الروس والسوفيات. ولدى تلقيه في 2011 وساماً في موسكو اطلق في خطاب عبارة جعلته شهيرًا: "ان مصير سيباستوبول مصدر المي (...) واكرر كلمات فلاديمير كورنيلوف (بطل حرب القرم) +قاتلوا من اجل سيباستوبول+". ومساء السبت ظهرت هذه العبارة الحربية بأحرف كبيرة على المنصة التي اقيمت في ساحة كورنيلوف لمناسبة مهرجان موالٍ للروس احيته المغنية نادجدا بابكينا التي غنت ورقصت باللباس الفولكلوري مع فرقة اناشيد تمجيدًا لعظمة روسيا على وقع هتافات الجمهور "روسيا، روسيا". وحضر بافل فيليبوف (47 عاماً)، وهو يرتدي معطفًا احمر كتب عليه بالانكليزية "فريق روسيا الوطني". وقال: "انتظر هذه اللحظة منذ عقود" "نعود الى ديارنا، إن التصويت سيكون لروسيا بنسبة 100% هنا". وتتذكر زوجته اولغا (46 عاماً) الحقبة السوفياتية، حيث كانت المدينة وجوارها، القاعدة العسكرية السرية، مغلقة امام الاجانب. وقالت: "كنا نعيش في سلام وآمان وكان بامكان الاولاد اللعب في الخارج. كانت الامور على ما يرام". ولاستعادة المدينة التي سقطت بأيدي الجيش الالماني في 1942 بعد حصار وعمليات قصف دمرتها عمليًا، فقد الجيش الاحمر اكثر من 250 الف رجل. وعلى اثر تلك التضحية اقترنت سيباستوبول بلقب نادر لتصبح "المدينة البطلة" في الاتحاد السوفياتي، وقرر ستالين اعادة اعمارها مع نصبها التذكارية ومبانيها المهيبة وتماثيلها المنتصبة على الكورنيش المطل على المرفأ. وتعرض المحلات التجارية للسيّاح قمصان تي شيرت بألوان "الاسطول الروسي المجيد"، وقطعًا مغناطيسية بشكل غواصات أو مدمرات روسية وتذكارات للجيش الاحمر. والعلم الاوكراني بلونيه الازرق والاصفر لا يظهر في أي مكان. وعلى مقعد في حديقة صغيرة تجلس آنا ولاريسا اللتان تناهزان الستين من العمر وهما تحملان مظلتين للوقاية من رذاذ المطر. وستصوت هاتان السيدتان في 16 اذار/مارس "بفرح" على ما قالت آنا التي آثرت الاكتفاء بذكر اسمها الاول. وقالت: "هذه المدينة كانت دومًا روسية رغم كل الخطب، لم نشكل مطلقًا جزءًا من اوكرانيا. إنها بمثابة عملية زرع لم تنجح. كنا اوكرانيين على الورق فقط. هنا انها روسيا، ونحن نعود الى الديار". ويضيف ايفان كوويلوف الذي يقدم نفسه على أنه "مستشار" "ان اوكرانيا بلد فقير جداً. بالنسبة لنا إن الامور ستكون افضل عندما سيصبح الروبل عملتنا. إن روسيا بلد غني وقوي، ولن تصبح اوكرانيا هكذا ابداً. إن الاوكرانيين الذين يعيشون هنا يمكنهم البقاء بصورة دائمة، بكل تأكيد، لكن كأجانب يقيمون في روسيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف